أبرز مؤلفات النحو
إليكم أبرز المؤلفات الكلاسيكية في علم النحو:
الكتاب لسيبويه
يُعتبر مؤلف “الكتاب” لسيبويه هو الأشهر في ميدان النحو، حيث أصبح مرجعاً رئيساً للنحاة الذين اتبعوا منهجه كأساس لدراساتهم. مؤلف الكتاب هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، الذي ينتمي إلى أصول فارسية وقد تعلم العلم على يد شخصيات بارزة مثل حمَّاد بن سلمة، وأحمد بن الخليل الفراهيدي، ويونس بن حبيب.
بدأ سيبويه بطرح مفهوم الكلمة وأقسامها، تلاها بالتفصيل في الأعمال النحوية المختلفة. انتقل بعد ذلك إلى تناول الأحكام النحوية، بما في ذلك المرفوعات والمنصوبات والمجرورات، وتحدث عن التعريف والتنكير، بالإضافة إلى الأساليب الإنشائية مثل الاستفهام والنداء وغيرها.
ثم استعرض تفاصيل الأفعال وأحكامها، وموضوع الأسماء الممنوعة من الصرف، بالإضافة إلى تصنيف الأسماء إلى الأفراد والمركبات. في النهاية، تناول مسائل مرتبطة بالصرف وأنهى كتابه بمخارج الحروف. وقد قام بشرح هذا الكتاب علماؤه البارزون مثل السيرافي والرماني والفارسي والقرطبي والإشبيلي وأبي حيان الأندلسي وغيرهم.
المقتضب للمبرد
يمثل كتاب “المقتضب” للمبرد المرتبة الثانية بعد مؤلف سيبويه. مؤلفه هو أبو العباس محمد يزيد الأزدي، الذي تلقى المعرفة عن الجرمي والمازني والجاحظ. لم يختلف محتوى هذا الكتاب كثيراً عن كتاب سيبويه، حيث بدأ بشرح أقسام الكلام ثم تناول المرفوعات مثل الفاعل، ثم انتقل للحديث عن حروف المعاني كحروف العطف، وتطرق إلى التصريف وأقسامه من حيث المباني والأشكال.
استمر في مناقشة موضوعات التصريف المختلفة، حيث تناول الإدغام وأقسامه، ثم انتقل بموضوعه إلى الرسم والكتابة مع التركيز على قواعد الهمزات. اختتم المقتضب بتناول موضوع الاستثناء.
الكافية لابن الحاجب
تُعتبر “الكافية” لابن الحاجب من أول الكتب التعليمية التي أوضحت أصول النحو للمبتدئين. مؤلفها هو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس، المعروف بأبي عمرو ابن الحاجب الكردي، الذي درس على يد الشاطبي صاحب القراءات، والحافظ ابن عساكر، والعز بن عبد السلام.
بدأ المصنف بمناقشة الإعراب، تلاها بأقسام المرفوعات والمنصوبات والمجرورات. ثم تناول المبني والمعرب، والتعريف والتنكير، وأيضًا التثنية والجمع والأفعال، حيث اختتم الحديث بحروف المعاني. لقد حظي هذا الكتاب باهتمام كبير من قِبل العلماء، الذين قاموا بشرحه وتنظيمه وإعرابه، تقديراً لمهارة مؤلفه في التصنيف.
حظي هذا الكتاب باهتمام واسع من العلماء في العصور القديمة والحديثة لأثره العلمي والمنهجي في تعليم النحو، ومن أبرز هؤلاء العلماء: ابن الخباز، ابن يعيش، الرضي، نور الدين الجامي، وابن جماعة وغيرهم.
ألفية ابن مالك
هذا الكتاب يتضمن مجموعة من الأبيات التي تشرح القواعد والأحكام النحوية والصرفية. مؤلفه هو محمد بن عبد الله بن مالك الطائي، الذي تعلم على يد ابن الحاجب وابن يعيش وأبي علي الشلوبين وغيرهم. بدأت الألفية بتعريف الناظم بنفسه، وتقديم الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهي مقدمة النظم، ثم انتقل للحديث عن الكلمة ومكوناتها وعلامات كل قسم.
تابع بعد ذلك بمناقشة الإعراب والبناء، وأنواع المبنيات مثل الاسم الموصول وأسماء الإشارة. ثم تناول المرفوعات مثل الفاعل ونائب الفاعل في الجملة الفعلية، والمبتدأ والخبر في الجملة الاسمية، وأيضاً النواسخ والمفاعيل، وأنهى كتابه بمباحث تتعلق بالصرف، مما جعل هذه المنظومة تحظى بقبول كبير بين العلماء وطلبة العلم، ولا تزال شهرتها مستمرة حتى اليوم.