أورام الكلى: أنواعها وأسبابها وطرق علاجها

أورام الكلى

تعرف أورام الكلى (بالإنجليزية: Kidney tumors) على أنها نموّ غير طبيعي في إحدى الكليتين أو كلتيهما، ويمكن أن تكون هذه الأورام إما حميدة أو خبيثة. مع الأسف، فإن أغلب الأورام والكتل التي تتشكل في الكلى غالبًا ما تكون سرطانية. بجانب ذلك، قد تظهر الأكياس المملوءة بالسوائل، والتي تُعتبر أكثر أنواع النمو غير الطبيعي شيوعًا في الكلى، وغالبا ما تُعتبر هذه الأكياس حميدة وغير ضارة.

تعد الكلى جزءًا من الجهاز البولي البشري، ويحتوي جسم الإنسان على كليتين تقعان أسفل القفص الصدري، واحدة على اليمين والأخرى على اليسار من العمود الفقري. تتكون كل كلية من عدد كبير من الوحدات الكلوية (بالإنجليزية: Nephrons) التي تعمل على تصفية الدم بشكل دوري، إذ يقدر عدد هذه الوحدات بحوالي مليون. تحتوي كل وحدة كلوية على كُبيبة (بالإنجليزية: Glomerulus) وهي عبارة عن شبكة من الأوعية الدموية الصغيرة تساهم في احتفاظ خلايا الدم والجزيئات الكبيرة، فيما تسمح بمرور الجزيئات الصغيرة مثل الماء. ترتبط كل كُبيبة بأنابيب تُعرف باسم النُّبيبات الكلويّة (بالإنجليزية: Renal Tubules) التي تهدف لتجميع السوائل والجزيئات، إعادة امتصاص جزء منها وإضافة جزيئات جديدة، والتحكم في كمية الماء المطروحة في البول.

أنواع أورام الكلى

الأورام السرطانية

السرطانة الخلوية الكلوية

تعد السرطانة الخلوية الكلوية (بالإنجليزية: Renal cell carcinoma) التي تصيب النُّبيبات الكلوية أكثر أنواع سرطان الكلى شيوعًا، حيث تشكل حوالي 85% من الإصابات بهذا النوع من السرطان وفقاً للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري. ينتشر هذا النوع من السرطان بشكل أكبر بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و70 عامًا. يُقسم هذا النوع من السرطان إلى عدة أنواع بناءً على مظهر الخلايا السرطانية تحت المجهر، ومعرفة نوع السرطان له أهمية في تحديد العلاج المناسب والكشف عن أي اضطرابات وراثية. وفيما يلي الأنواع المختلفة:

• سرطان الخلايا الكلوية الصافية (بالإنجليزية: Clear cell renal cell carcinoma): يظهر هذا النوع من الخلايا تحت المجهر شفافة أو باهتة، ويعتبر الأكثر شيوعًا.
• سرطان الخلايا الكلوية الحُليمي (بالإنجليزية: Papillary renal cell carcinoma): يُرى خلايا هذا النوع باللون الوردي تحت المجهر وتتميز بوجود نتوءات تشبه الأصابع تعرف بالحليمات (بالإنجليزية: Papillae).
• سرطان الخلايا الكلوية ذات الحدود الخلوية البارزة (بالإنجليزية: Chromophobe renal cell carcinoma): تميل خلاياه إلى أن تكون باهتة، كسرطان الخلايا الكلوية الصافية ولكنها أكبر حجمًا ولها علامات تميزها.
• أنواع أخرى: تشمل أنواع سرطانية نادرة مثل سرطان النخاع النخاعي (بالإنجليزية: Medullary carcinoma)، والسرطان المتعدد الزوايا الكيسي (بالإنجليزية: Multilocular cystic RCC)، وسرطان الخلايا الأنبوبية المخاطية والمغزلية (بالإنجليزية: Mucinous tubular and spindle cell carcinoma)، وورم الخلايا البدائية العصبية المرتبط بالسرطانية الخلوية الكلوية (بالإنجليزية: Neuroblastoma-associated RCC).

أنواع أخرى

تشمل الأنواع الأقل شيوعًا من السرطان ما يلي:

• سرطانة الخلايا الانتقالية (بالإنجليزية: Transitional cell carcinoma): تتشكل هذه السرطانة من خلايا تبطن القناة البولية، وقد تنشأ في حويضة الكلية أو الحالب أو المثانة.
• الساركومة الكلوية (بالإنجليزية: Renal Sarcoma): تُصيب هذه الساركومة الأنسجة الضامة المحيطة بالكلية.
• ورم ويلمز (بالإنجليزية: Wilms tumor): هو أكثر أنواع سرطانات الكلى شيوعًا بين الأطفال، وغالبًا ما يشكل كتلة سرطانية واحدة في كلية واحدة.
• سرطان الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphoma): قد يؤدي إلى تضخم الكليتين أو تضخم الغدد الليمفاوية في أجزاء مختلفة من الجسم، وفي حالات نادرة يظهر ككتلة وحيدة في الكلية.

أورام الكلى الحميدة

تعتبر الأورام الحميدة أقل شيوعًا من الأورام السرطانية، وهي غير قادرة على الانتشار. ورغم ذلك، فإن بعضها قد يتطلب العلاج بناءً على حجمه وأعراضه وصحة المريض العامة. وفيما يلي أبرز أنواع الأورام الحميدة التي يمكن أن تصيب الكلى:

• الورم الغدي الحليمي (بالإنجليزية: Papillary renal adenoma): يُعتبر الأكثر انتشارًا بين الأورام الحميدة، وعادةً ما يكون صغيرًا وبطيء النمو.
• ورم المنتبجات الكلوي (بالإنجليزية: Renal oncocytoma): يصيب جميع الفئات العمرية لكنه غالبًا ما يؤثر على الذكور فوق سن 50.
• الأورام الشحمية العضلية الوعائية (بالإنجليزية: Angiomyolipomas): تُعتبر أورامًا حميدة قد تسبب نزيفًا مفاجئًا.
• الورم الليفي الكلوي (بالإنجليزية: Renal Fibroma): هو ورم حميد يصيب الجهاز البولي التناسي.
• الورم الشحمي الكلوي (بالإنجليزية: Renal Lipoma): يُستهدف هذا النوع الأنسجة الدهنية في الكلى، لكنه نادر الحدوث.

أعراض أورام الكلى

غالبًا ما تكون أورام الكلى في مراحلها المبكرة غير مُثيرة للأعراض. ولكن مع تقدم حالة المرض، قد يظهر على المصاب الأعراض التالية، والتي قد تتشابه مع حالات صحية أخرى، لذا من المهم استشارة طبيب:

• ظهور دم في البول.
• فقدان الشهية.
• فقدان الوزن غير المبرر.
• الشعور بالتعب والإعياء.
• وجود كتلة في أسفل الظهر أو بمنطقة الجنب.
• ارتفاع درجة الحرارة (الحُمى).
• التعرق الليلي.
• ارتفاع ضغط الدم.
• فقر الدم.
• اضطرابات النظر.
• ألم في الجنب.
• تضخم الخصية أو إصابتها بالدوالي الوريدية لدى الذكور.

أسباب أورام الكلى

لا يزال السبب وراء الإصابة بسرطان الكلى غير معروف، لكن هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية حدوثه. من المهم أن نلاحظ أن لكل نوع سرطان عوامل خطر خاصة به، بعض هذه العوامل يمكن التحكم فيها مثل التدخين، بينما البعض الآخر ليس بمقدور الفرد تغييره. ومن ضمن هذه العوامل:

• التدخين.
• السُمنة.
• ارتفاع ضغط الدم.
• الجنس، حيث يُسجل الذكور نسبة أعلى للإصابة.
• الإصابة بأمراض الكلى المزمنة التي تستدعي غسيل الكلى.
• وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الكلى.
• بعض الاضطرابات الوراثية.
• التعرض لبعض المواد الكيميائية على مدار السنوات، مثل الأسبست.

تشخيص أورام الكلى

لا يوجد اختبار محدد للكشف عن الإصابة بأورام الكلى، وغالبًا ما يتم تشخيصها أثناء فحوصات أخرى. يبدأ تشخيص أورام الكلى عادةً من خلال أسئلة تتعلق بالأعراض والتاريخ المرضي، ثم يُستخدم فحص جسدي عام يلي ذلك مجموعة من الاختبارات التشخيصية، بما في ذلك:

• اختبارات الدم وتحاليل البول: لاستبعاد حالات صحية محتملة.
• الفحوصات التصويرية: لتسليط الضوء على الكلى وكشف أي ورم أو مشاكل صحية أخرى. تشمل هذه الفحوصات الألتراساوند (Ultrasound) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) أو الرنين المغناطيسي (MRI).
• الخزعة: يتم أخذ عينة من النسيج المشبوه لتحديد نوع الورم وما إذا كان حميدًا أو خبيثًا.

علاج أورام الكلى

يعتمد علاج أورام الكلى على عدة عوامل من بينها نوع الورم ومرحلة المرض. قد تتطلب بعض الأورام الحميدة العلاج، بينما يمكن أن تُراقب أخرى. بالنسبة للأورام السرطانية، فإن التدخل المبكر يُعتبر مفتاح النجاح في العلاج. وفيما يلي الطرق الممكنة لعلاج هذه الأورام:

• الإجراءات الطبية غير الجراحية: تشمل علاج الأورام الصغيرة بالتبريد أو بالحرارة.
• الاستئصال الجراحي: يُستأصل الورم بالكامل في الحالات المبكرة، بينما في الحالات المتقدمة يتم استئصال الكلية المصابة وقطع الأنسجة المحيطة.
• علاجات أخرى: تستخدم لبعض الحالات المتقدمة أو النادرة، مثل العلاج المناعي والعلاج الموجه والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.

الوقاية من أورام الكلى

على الرغم من عدم وجود طرق مؤكدة للوقاية من أورام الكلى، إلا أن هناك بعض النصائح التي يمكن أن تقلل من المخاطر، ومنها:

• الإقلاع عن التدخين وتجنب شرب الكحول.
• اتباع نظام غذائي صحي يتضمن الكثير من الخضراوات مثل البروكلي والملفوف، وزيادة تناول الأسماك الدهنية.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.