غزوة بدر: أولى غزوات الرسول محمد
تعريف غزوة بدر
تحمل غزوة بدر اسمها نسبةً إلى عين الماء المعروفة باسم بدر، التي تقع على بعد 170 كم جنوب المدينة المنورة. تعرف أيضاً بـ”بدر القتال”، حيث قال الله تعالى: (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ). وقعت هذه الغزوة في يوم الجمعة الموافق السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة، وقد أُطلق عليها أيضاً “يوم الفرقان”.
أسباب غزوة بدر
تعود أسباب غزوة بدر إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم سمع بأن قافلة قريش، تحت قيادة أبو سفيان بن حرب، كانت في طريقها إلى الشام. ورغم أنه لم يتمكن من اللقاء بالقافلة، إلا أنه قرر انتظار عودتها. فأخذ النبي يتابع أخبارها حتى لا تفوته مرة أخرى.
بعدما وردته أنباء القافلة، استنفر النبي أصحابه، وخاصةً المهاجرين، فخرج معه ثلاثمائة وثلاثة عشر من الرجال للتصدي للقافلة. وأوضح لهم النبي بقوله: (هذه عيرُ قُريشٍ، فيها أموالُهم، فاخرُجوا إليها، لعلَّ الله يُنفِلُكُمها)، مضيفاً أن القافلة من الممكن أن تكون غنيمة لهم بعد أن تركوا أموالهم وبيوتهم في مكة.
ولما أدرك أبو سفيان بن حرب الخطر المحدق بقافلته، أرسل ضمضم بن عمرو الغفاري لإبلاغ أهل مكة بأن قافلتهم في خطر، لذا أسرعوا لتجهيز جيش مكون من ألف مقاتل لحمايتها.
انطلقت قريش تجاه المدينة المنورة لملاقاة المسلمين في منطقة بدر. ورغم أن النبي لم يكن هدفه القتال مع المشركين بقدر ما كان يستهدف استعادة القافلة، إلا أنه استشار الصحابة حول مواصلة القتال، خاصةً الأنصار الذين كانوا قد بايعوه على حمايته في المدينة وليس خارجها. ورغم ذلك، كان رأيهم ضرورة قتال المشركين.
أهمية غزوة بدر
تعتبر غزوة بدر ذات أهمية كبيرة في رسم معالم الدولة الإسلامية الناشئة، ويمكن تلخيص أهميتها في النقاط التالية:
- تمثل أول مواجهة عسكرية بين المسلمين والمشركين.
- أثبتت المعركة قوة المسلمين، مما دفع القبائل العربية الأخرى إلى احترام الدولة الجديدة، خاصةً وأن انتصارهم كان على قريش، كبرى القبائل العربية.
- هددت طرق تجارة قريش إلى بلاد الشام، مما أثر سلباً على اقتصادهم الذي يعتمد بشكل رئيسي على التجارة.
- عززت الروح المعنوية للمسلمين بعد انتصارهم، مما زاد من ثقتهم في أنفسهم وإمكاناتهم.
- ساهمت في تغيير نظرة القبائل العربية تجاه المسلمين ودولتهم، وأظهرت فاعليتهم في الأراضي.
آخر غزوات الرسول
تُعتبر غزوة تبوك آخر الغزوات التي خاضها النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع أصحابه. وتتميز غزوة تبوك بأنها كانت خارج جزيرة العرب، وتُطلق عليها أيضاً غزوة العسرة:
- لعدم خروج عدد كبير من الناس للجهاد فيها.
- بسبب شدة الحر في ذلك اليوم.
- بسبب ضيق ذات اليد التي عاشها المسلمون وعدم قدرتهم على تجهيز جيش، حتى ساهم سيدنا عثمان رضي الله عنه في تمويل الجيش من ماله الخاص.
وقعت غزوة تبوك في رجب من السنة التاسعة للهجرة، ووقعت بين المسلمين وبيزنطة، استجابةً لأمر الله بالجهاد حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ). وقد جرت الغزوة في وقت كانت الأرض فيه جدب، لكن بعد أن أثمرت أضحت الثمار للناس.
جاءت الغزوة بعدما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم نية الروم في غزو الدولة الإسلامية، فانطلق مع ثلاثين ألف مقاتل. وتخلف عن وفدته المنافقون بسبب أعذار متعددة، وتخلف بعض المسلمين من بينهم: كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع.
لم تقع مواجهات عسكرية بين النبي صلى الله عليه وسلم أو القبائل العربية والروم حيث تفادوا المواجهة مع جيش المسلمين، وقام النبي بعقد عدة اتفاقيات صلح مع تلك القبائل، وكان من بين أبرزها صلح مع ملك أيلا (العقبة).
ترعرع النبي صلى الله عليه وسلم في المنطقة لمدة ثمانية عشر يوماً، ثم عاد إلى المدينة المنورة. وتقدم له المنافقون باعتذاراتهم لعدم مشاركتهم، وعفا عنهم جميعاً باستثناء الثلاثة الذين كان لا عذر لهم في التخلف عن الغزوة، وبعد فترة أنزل الله آيات وتاب عليهم، وكانت غزوة تبوك بمثابة الشهادة للمنافقين.
عدد غزوات الرسول
خاض رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً وعشرين غزوة، وهي كما يلي:
- غزوة الأبواء في صفر من السنة الثانية للهجرة.
- غزوة بواط في ربيع الأول من السنة الثانية للهجرة.
- غزوة سفوان في ربيع الأول من السنة الثانية للهجرة.
- غزوة العشيرة في جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة.
- غزوة بدر في رمضان من السنة الثانية للهجرة.
- غزوة الكدر من بني سليم في شوال من السنة الثانية للهجرة.
- غزوة بني قينقاع في شوال من السنة الثانية للهجرة.
- غزوة السويق في ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة.
- غزوة ذي أمرَّ في المحرم من السنة الثالثة للهجرة.
- غزوة الفرع من بحران في ربيع الآخر من السنة الثالثة للهجرة.
- غزوة أحد في شوال من السنة الثالثة للهجرة.
- غزوة حمراء الأسد في شوال من السنة الثالثة للهجرة.
- غزوة بني النضير في ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة.
- غزوة بدر الآخرة (المَوْعِدُ) في شعبان من السنة الرابعة للهجرة.
- غزوة دومة الجندل في ربيع الأول من السنة الخامسة للهجرة.
- غزوة بني المصطلق في شعبان من السنة الخامسة للهجرة.
- غزوة الأحزاب في شوال من السنة الخامسة للهجرة.
- غزوة بني قريظة في ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة.
- غزوة بني لحيان في جمادى الأولى من السنة السادسة للهجرة.
- غزوة الحديبية في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة.
- غزوة ذي قرد في المحرم من السنة السابعة للهجرة.
- غزوة خيبر في المحرم من السنة السابعة للهجرة.
- غزوة ذات الرقاع في السنة السابعة للهجرة.
- غزوة فتح مكة في رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
- غزوة حنين في شوال من السنة الثامنة للهجرة.
- غزوة الطائف في شوال من السنة الثامنة للهجرة.
- غزوة تبوك في رجب من السنة التاسعة للهجرة.