أول من نطق بتحية “السلام عليكم”
يُعتبر سيّدنا آدم -عليه السلام- هو أول من قال “السلام عليكم”. فقد أخرج كل من البخاري ومسلم في صحيحيهما حديثاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال فيه: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ علَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنَ المَلائِكَةِ، جُلُوسٌ، فاسْتَمِعْ ما يُحَيُّونَكَ؛ فإنَّها تَحِيَّتُكَ وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ. فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم، فقالوا: السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَزادُوهُ: ورَحْمَةُ اللَّهِ. فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حتَّى الآنَ).
دلالة تحية “السلام عليكم”
وقد أشار الطبراني في معجمه الصغير إلى قول أبي هريرة -رضي الله عنه-: “إن السلام هو اسم من أسماء الله تعالى، وقد وُضع في الأرض كتحية لأهل ديننا وأمان لأهل ملتنا”. وفيما يلي أبرز معاني عبارة “السلام عليكم”:
- تعني “السلام عليكم” أن السلام في متناول جميعكم.
- تشير “السلام عليكم” إلى أن الله رقيب ومطلع عليكم، لذا يجب عليكم ألا تغفلوا عنه -سبحانه-.
- تحمل عبارة “السلام عليكم” دلالة على اسم الله “السلام”، حيث إن هذا الاسم يعتبر من أسماء الله الحسنى، وعند ذكره تَفِيض الخيرات والبركات.
- تعبر “السلام عليكم” عن تأمين المسلم لأخيه المسلم، مما يظهر الثقة والطمأنينة.
- تمثل “السلام عليكم” دعاءً بالسلامة، كأن المسلم يقول: “سلّمكم الله وحفظكم من كل ما يؤذيكم”.
ثواب كلمة “السلام عليكم”
تحمل تحية الإسلام “السلام عليكم” العديد من الفضائل، وقد دلت الكثير من النصوص الشرعية على ذلك، ومن أبرز هذه الفضائل:
- تقيد بأمر الله -تعالى- كما ورد في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). وأيضًا قال -سبحانه-: (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً).
- اتباع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء به، إذ أن السلام يُعدّ من أسباب دخول الجنة، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ).
- تعزيز المحبة بين المسلمين، حيث تعني تحية الإسلام الدعاء للمسلم بالسلامة من كل أذى وضرر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).
دوافع قول “السلام عليكم”
تتعدد الحكم وراء قول “السلام عليكم”، وأبرزها:
- تُعبر عن روح الإسلام السمح.
- تُظهر وتعظم شعائر الإسلام.
- تهتدي بهدي الأنبياء -عليهم السلام- وتلتزم بطريقتهم.
- تُعدّ وسيلة للاستئذان من أصحاب البيوت للدخول عليهم.
باختصار، يُعتبر سيّدنا آدم -عليه السلام- هو أول من قال “السلام عليكم”، وتشمل هذه العبارة معاني عديدة؛ فهي تدل على الدعاء بالسلامة للمسلمين من الأذى، وتمنح الأمان والاطمئنان، وتذكر بأن الله السلام مطلع عليكم. كما لها فضائل عديدة، أهمها الامتثال لأوامر الله ونبيه، وتعزيز المحبة بين الناس، والتقرب إلى الله -تعالى-.