عباس بن فرناس
يعتبر العالم المسلم عباس بن فرناس من الرواد في مجال الطيران، إذ يُعتقد أنه كان أول شخص يقوم بمحاولة الطيران في القرن التاسع الميلادي في مدينة قرطبة بإسبانيا. استطاع عباس بن فرناس تصميم آلة للطيران تتسم بالقدرة على التحليق في الهواء، مستندًا إلى دراساته حول عالم الطيور، وهو ما أتاح له فهم المبادئ الأساسية للطيران. قام بتصميم جناحين مصنوعين من الريش المثبت على إطار خشبي، مما مكنه من الطيران لمسافات طويلة، وبالتالي يُعتبر عباس بن فرناس أول طيار ينجح في الغوص في السماء.
تجارب عباس بن فرناس في الطيران
من المهم الإشارة إلى أن عباس بن فرناس قام بعدة محاولات لرؤية حلمه في الطيران منذ آلاف السنين. إحدى أبرز هذه المحاولات كانت في عام 825 عندما قفز من أعلى مئذنة الجامع الكبير في قرطبة مستخدمًا عباءة مدعومة بقوائم خشبية. كان يأمل في الطيران مثل الطيور، لكنه لم يُحقق نجاحًا في رحلته الأولى وأصيب بجروح بسيطة. وفي عام 875، وعندما كان يبلغ من العمر حوالي 70 عاماً، عاد مرة أخرى لمحاولة الطيران؛ حيث طور جهازًا مزودًا بالحرير وريش النسور، قفز من أعلى جبل وحقق ارتفاعًا ملحوظًا، واستمر في الطيران لمدة 10 دقائق. ومع اقتراب نزوله، تعرض لتحطم، بسبب عدم تزويده بجناح خلفي لجهازه الجديد.
معلومات عن عباس بن فرناس
عباس بن فرناس (أبو القاسم) هو مخترع أندلسي من مدينة قرطبة، وعُرف بشعره وفلسفته وعلمه الفلكي. يُعتبر أول من استحدث صناعة الزجاج في الأندلس، كما ابتكر جهازًا يُستخدم لتحديد مواعيد الصلاة والتعرف على الوقت. ومن إبداعاته أيضًا، نموذج مصغر للسماء في منزله، يُظهر الغيوم والنجوم وأيضًا الرعد والبرق. وافته المنية عام 884 ميلادي، وقد أحصى العرب إنجازاته بحفاوة، حيث سُمِيَ مطار بغداد الدولي وفوهة أحد البراكين المغربية باسمه. وأشاد بشعره العديد من شعراء زمنه بأبيات تحمل وصفه وإبداعه.