أول صلاة أقامها النبي محمد عليه الصلاة والسلام

أول صلاة أداها الرسول

إنَّ أول صلاة تمَّت في الإسلام هي صلاة الظهر، التي أداها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأمام خلف جبريل -عليه السلام-. وتُعتبر الصلاة أحد أركان الإسلام الخمسة، حيث تُمثل عمودًا أساسيًا من فروضه. وقد أُقيمت فريضة الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- خلال ليلة الإسراء والمعراج. وقد صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الظهر في مكة المكرمة بين بني سلم. ويُقال إنَّها سُمّيت بالصلاة الأولى لأنها أول صلاة تُؤدى في النهار. ويُشير بعض العلماء إلى أن تسميتها بهذه الطريقة تعود إلى كونها أول صلاة صلاها النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما تُعرف أيضًا بصلاة الهجير نظرًا لأنها تُؤتى في وقت الظهيرة الحار.

أما صلاة العصر، فهي أول صلاة أداها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المسجد النبوي. ونشير هنا إلى أن صلاة الفجر كانت أول صلاة يؤديها أهل قباء في مسجد قباء. هذا لا يعني أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- غفل عن أداء صلاة الفجر، إذ إن الصلاة تكون واجبة بعد بيان كيفية أداءها. وقد جاء جبريل إلى النبي مُبينًا طريقة أداء صلاة الظهر، بينما لم تُبين كيفية صلاة الفجر في تلك اللحظة، لذا لم تكن واجبة في ذلك الوقت، والله أعلم، فلا يُقال إنها قد تُركت بعد فرض الصلاة.

متى فرضت الصلاة

فُرضت الصلاة على المسلمين قبل الهجرة بسنة واحدة. وقبل ليلة الإسراء والمعراج، كان هناك صلاتين فحسب، تتمثل في صلاة قبل شروق الشمس وأخرى قبل غروبها. يُستدل على ذلك من قوله تعالى: (وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها). وكانت الصلاتين تؤدى ركعتين ركعتين. وفي الليلة التي أُسري بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فُرضت خمس صلوات، وثبت ذلك في السُّنة النبوية، حيث ذكرت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن الصلاة فُرضت ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، وتم الإبقاء على صلاة السفر فيما زيد في صلاة الحضر لتصبح خمس صلوات.

الصلوات المفروضة

تُعتبر الصلوات المفروضة هي تلك التي أُقرّت خلال ليلة الإسراء والمعراج على جميع المسلمين المكلّفين. وهي تشمل الصلوات الخمس المعروفة: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وقد تم تأكيد صحتها من خلال الكتاب والسنة، كما أجمع الفقهاء والعلماء على فرضيتها. يُعتبر الإسلام incomplete في غياب هذه الصلوات، حيث تُعدّ أحد أركانه، وترتبط بالتخلي عنها جحوداً بردّة عن الإسلام. وقد توصل الفقهاء إلى اتفاق حول عددها وعدد ركعاتها، إذ تتكون صلاة الفجر من ركعتين يُجهر فيهما، بينما تتكون صلاة الظهر من أربع ركعات تتخللها جلسة للتشهد دون جهر، ويماثل ذلك في صلاة العصر. أما صلاة المغرب فتتكون من ثلاث ركعات، وجلسة تشهد بعد الركعتين، حيث يُجهر في أول ركعتين ويُسر في الركعة الأخيرة. تُختتم صلاة العشاء بأربع ركعات، تتخللها أيضاً جلسة للتشهد، ويجهر فيها بالأولتين ويُسر بالآخرتين.