البيت الأول المُخصص للعبادة
تحدث الله -عز وجل- في القرآن الكريم عن أول بيت تم إنشاؤه للناس قائلاً: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ). يُرجح المفسرون أن البيت الحرام يُعتبر أول بناء مخصص للعبادة على سطح الأرض. بالرغم من أن قبائل الناس كانت لهم قبلة قبل ذلك، إلا أن بيته الحرام يُعد أول بيت لنُسك وعبادة الله. وقد تنوعت الآراء بين العلماء حول من هو أول من أسس الكعبة المشرفة؛ حيث ذهب البعض إلى أن الملائكة هم من قاموا بذلك، بينما ذكر آخرون أن شيث بن آدم أو آدم نفسه هو مؤسسها. ونُقِل عن ابن عباس أن إبراهيم -عليه السلام- هو الذي بَنى الكعبة المشرفة.
إبراهيم وإسماعيل وبناء الكعبة
وصل إبراهيم -عليه السلام- بابنه الرضيع وأمّه إلى مكة في ظروف صعبة، حيث كانت الأرض قاحلة ويفتقر إلى الماء والشجر. ترك إبراهيم -عليه السلام- معهما بعض من التمر والماء قبل أن يعود إلى الشام. ومن ثمّ، أكرم الله -عز وجل- إسماعيل وأمه بمآثر تُحافظ على حياتهم حتى تُحقق الله ما أراد. وقد أسهم ذلك في ازدهار الحياة وسكن الناس في مكة. حيث أخرج الله -عز وجل- ماء زمزم لهاجر وإسماعيل -عليهما السلام-، ثم استقرت قبيلة جرهم بالقرب منهم حتى تعلم إسماعيل -عليه السلام- وتزوج منهم. وفي مرحلة لاحقة، أُوحي إلى إبراهيم -عليه السلام- ببناء القواعد للبيت الحرام، فبدأ مع ابنه إسماعيل بتنفيذ أمر الله -سبحانه وتعالى-.
مدينة مكة المكرّمة
تتمتع مكة المكرّمة، التي تضم بيت الله الحرام، بميزات متعددة، من أبرزها أنها مسقط رأس النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقد نزل الوحي عليه للمرة الأولى في هذه المدينة المقدسة، حيث تُعد قبلة المسلمين من جميع أرجاء العالم، يتجهون إليها خلال صلاتهم.