أول من ألقى سهمًا في سبيل الله

أول من أطلق سهماً في سبيل الله

يأخذنا الحديث إلى الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، وهو سعد بن مالك بن أُهَيْب، القرشي الزُهري المكِّي. لخصائصه القرابة بالنبي صلى الله عليه وسلّم من جهة والدته آمنة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلّم يطلق عليه لقب “خال”. كان سعد يتميز بقصر قامته وقوة بنيته، حيث كان يميل لون بشرته إلى السمرة. يُعتبر سعد من أوائل من أسلم، حيث ذكر أنه كان ثالث ثلاثة من الذين دخلوا في الإسلام، وصرّح أنه قضى سبعة أيامٍ يمثل ثلث عدد المسلمين في تلك الفترة.

المعارك التي شارك فيها سعد

شارك سعد بن أبي وقاص في جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد تولّى قيادة جيش المسلمين في معركة القادسية الحاسمة. أما يوم إطلاقه لأول سهم في سبيل الله، فقد كان ذلك في سريّة بعثها النبي صلى الله عليه وسلّم في السنة الأولى للهجرة، حيث أُرسل سعد في سريّة عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان أحد ستين مهاجراً في تلك الحملة. وعندما واجه عير قريش، قام برمي سهمه، وكان هذا هو الحدث الذي سجل كأول إطلاق سهم في سبيل الله، حيث لم يشهد ذلك اليوم قتالاً بالسيوف.

أحداث من حياة سعد بن أبي وقاص

وفيما يلي بعض الأحداث التي عاشها سعد رضي الله عنه:

  • عانت أم سعد من صدمة كبيرة عندما أسلم ابنها فامتنعت عن الطعام والشراب في محاولة لإعادته إلى كفره، لكنه أصرّ على التمسك بإيمانه، مُشيراً إليها أنه لو كانت لديه مئة نفس لخرجت واحدة تلو الأخرى، لكنه لن يترك دينه.
  • أدعى له النبي صلى الله عليه وسلّم بأن يكون من مجابي الدعوة، ومُسددي الرمي، وقد تحقق ذلك بالفعل.
  • قاد سعد جيوش المسلمين في معارك مصيرية ضد الفرس في العراق، وبتوفيق الله وحكمته في اتخاذ القرارات يقود المسلمين إلى نصراً عظيماً في يوم القادسية.
  • توفي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في السنة الخامسة والخمسين للهجرة، وكان آخر من توفى من المهاجرين.