أوّل من عاش في مكّة المكرّمة
تُعتبر مكّة المكرّمة إحدى أقدم المدن التي سُكنت على وجه الأرض. يُعتقد أن نشأة الأرض بدأت من مكّة، حيث تُشكّل نقطة وسيطة بين مدن العالم ومركز الكرة الأرضية. مرّ بها الإنسان منذ أقدم العصور، وشهدت العديد من الحضارات. من بين أوائل ساكني مكّة المكرّمة كانت قبيلة العمالقة، تلاها قبيلة جرهم التي هاجرت من اليمن، حيث نشأ فيها النبي إسماعيل -عليه السلام- وتعلّم اللغة العربية في أحضانهم، وكل ذلك في مكّة المكرّمة.
أهمية مكّة المكرّمة
خلق الله -سبحانه وتعالى- ميزان التفاضل بين مخلوقاته على الأرض، ومن ضمن ذلك التفاضل فيما بين الأماكن. تميزت مكّة المكرّمة بمكانتها الخاصة بين سائر البقاع، ومن أبرز ما يميزها:
- اختيارها لتكون مسقط رأس النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وموطنه الأوّل، حيث كانت نقطة انطلاقه ومكان نزول الوحي عليه لأول مرة.
- تضاعف الأجور وفضل الأعمال الصالحة في مكة.
- تخصيصها كبلد حرام آمناً، حيث يُمنع فيه الصيد والقتل وقطع الأشجار وجمع اللقطة دون تعريف.
- رزق أهلها من ثمار جميع الأماكن استجابةً لدعاء النبي إبراهيم -عليه السلام-.
خصوصية الدفن في مكّة المكرّمة
يُروى عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (من استطاع أن يموتَ في المدينةِ فليمُتْ بها فإنِّي أشفعُ لمن يموتَ بها)، وقد استنتج العلماء من هذا الحديث فضل الموت والدفن في الأماكن المقدّسة أو في مقابر الصالحين. ويتجلى ذلك من دعاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي كان يتمنى الفناء في المدينة المنوّرة، ودعاء موسى -عليه السلام- بأن يُقربه الله من الأرض المقدّسة عند موته. وذكر النوويّ أن هذا يعزز استحباب الدفن في الأماكن الفاضلة والمباركة، بالقرب من مدافن الصالحين.