أول من بدأ في ممارسة عبادة الأصنام

عبادة الأصنام

تُعد عبادة الأصنام من أساليب العبادة التي اتبعتها العديد من الشعوب خلال الفترات التي انقطع فيها الوحي السماوي عنهم، حيث كانوا يُقيمون أصناماً مصنوعة من الحجارة أو المعادن في مواقع محددة ويأتي الناس لتقديم القرابين لها.

عندما كان الرسل يزورون هذه المجتمعات ويسألونهم عن سبب تمسكهم بعبادة أصنام لا تنفع ولا تضر، كانت الإجابة دائماً أنهم نشأوا على هذه العقيدة ورأوا آباءهم يعبدونها.

الأوائل في عبادة الأصنام

يُعتبر قوم نوح -عليه السلام- هم أول من عبد الأصنام على وجه الأرض. بدأت هذه العبادة عندما كان الأبناء يبرّون آباءهم ويُظهرون لهم الحب، وعند وفاة أحدهم كان الابن يقوم بعمل تمثال يُجسّد صورة أبوه، ويحتفظ به لينظر إليه. ومع مرور الزمن، اعتقدت الأجيال اللاحقة أنهم في الواقع يعبدون هذه الأصنام كأنها آلهة.

أول من أدخل عبادة الأصنام إلى مكة

عمرو بن لحي الخزاعي هو أول شخص أدخل عبادة الأصنام إلى مكة المكرمة. كان عمرو زعيماً بارزاً في مكة وقد تولى قيادتها بعد فترة حكم قبيلة جرهم. عقب تعرضه لمرض شديد، نصحه البعض بالذهاب إلى منطقة حمة بالقرب من البلقاء في الشام، حيث جرت عادة الإغتسال فيها للشفاء. وهناك، رأى القوم يعبدون الأصنام، فسألهم عن سبب ذلك، فأجابه أحدهم: “نستسقى بها المطر ونستنصر بها على الأعداء”. طلب منهم أن يعطوه أصناماً مماثلة، فقامت الجماعة بإعطائه نصبها حول الكعبة لتنتشر العبادة بين القبائل العربية.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “رَأَيْتُ عَمْرَو بنَ عامِرِ بنِ لُحَيٍّ الخُزاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النَّارِ وكانَ أوَّلَ مَن سَيَّبَ السَّوائب”.

نهاية عصر عبادة الأصنام

اختفت عبادة الأصنام في شبه الجزيرة العربية بعد بعثة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- من قبل الخالق عز وجل، حيث دعا الرسول الكريم أهل مكة إلى ترك عبادة الأصنام وعبادة الله تعالى، الخالق القادر على كل شيء.

في البداية، استكبر أهل مكة واعتبروا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مجنون، لكن الله تعالى زوده بالصبر وأعاد إحياء الدعوة، مما أدى لدخول عدد كبير من الناس في الإسلام، وتركهم لعبادة الأصنام. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الديانة الإسلامية هي السائدة بين العرب ولا تزال حتى اليوم.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ”.