دعاء الندبة يحظى بشهرة واسعة بين عموم الشيعة، بالإضافة إلى بعض خواصهم، حيث يتم تلاوته خلال فترة غيبة الإمام. وقد أطلق عليه اسم “الندبة” تعبيرًا عن الحزن والنحيب لفراق الإمام الحجة. تجدر الإشارة إلى أن دعاء الندبة ليس ذا اعتبار شرعي، وقراءته بناءً على نية الاستجابة تعد أمرًا غير مشروع. كما أن قراءة الدعاء برغبة الحاح في بعض الفقرات تعد غير مقبولة أيضًا. ومع ذلك، سيستعرض موقعنا بعض الجوانب المتعلقة بهذا الدعاء لمن يهتم بالأمر.
السند الخاص بدعاء الندبة
تعدد الرواة الذين نقلوا سند دعاء الندبة، وتاليا نوضح بعضهم:
- السيد بن طاووس: ذكر بعض أصدقائنا أن محمد بن علي بن أبي قروة قد كتب دعاء الندبة، وأشار إلى أنه يتعلق بالشخص الملقب بصاحب الزمان الإمام الحجة.
- الزوفري:وهو نسبة إلى بزوفر، وهي منطقة كبيرة تقع في قوشان بالقرب من وسط بغداد على ضفاف نهر دجلة، وعرف بأنه الإمام الحسين بن علي سفيان بن خالد بن سفيان، وهو من الثقات.
- العلامة المجلسي: ذكر دعاء الندبة في كتابه، مشيرًا إلى أنه روي بسند معتبر عن الإمام الصادق، إلا أننا لم نستطع الوصول إلى هذا السند.
- ابن أبي قرة: هو أبو الفرج محمد بن علي بن يعقوب بن إسحاق الكاتب، المعروف بثقته ومعرفته الواسعة.
وقد ورد عن الأئمة الكرام أنه يُستحب تلاوة الدعاء في أوقات معينة مثل: عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الغدير، ويوم الجمعة.
من هو الطالب بدم المقتول في كربلاء في دعاء الندبة؟
الشخص المأمول في كربلاء هو الإمام المهدي، الذي يُؤمن الشيعة بأنه الولي الثاني عشر والخليفة الأخير. يعتقدون أنه غاب منذ عام 260 هجريًا (874 ميلاديًا) وسيندفع للظهور في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا.
ما هو دعاء الندبة؟
دعاء الندبة هو نص يُقرأ بين الشيعة، خصوصًا في أيام الجمعة، حيث يتضمن مشاعر الندب والنحيب على الإمام الحسين وأسرته وأصحابه الذين استشهدوا في معركة كربلاء على يد جيش الخليفة يزيد بن معاوية.
هذا الدعاء مأخوذ من قصيدة طويلة للشاعر جابر الكاظمي، ويحتوي على مدح للأئمة والأنبياء، مع توضيح ما واجهوه من ظلم واضطهاد وموت على يد أعدائهم، كما يتضمن تساؤلات عن مكان الإمام المهدي ومتى سيظهر ليعيد الحق ويقضي على الظلم من خلال نشر العدل.
مقتطفات من دعاء الندبة
(أَيْنَ بَابُ اللَّهِ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ؟ أَيْنَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِي يُتَوَجَّهُ إِلَيْهِ الأَوْلِيَاءُ؟ أَيْنَ السَّبَبُ المُتَّصِلُ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ؟ أَيْنَ صَاحِبُ يَوْمِ الفَتْحِ وَناشِرُ رَايَةِ الهُدَى؟ أَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا؟ أَيْنَ الطَّالِبُ بِذُحُولِ الأَنْبِيَاءِ وَأَبْنَاءِ الأَنْبِيَاءِ؟ أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ المَقْتُولِ بِكَرْبَلاَء؟ أَيْنَ المَنْصُورُ عَلَى مَنِ اعْتَدَى عَلَيْهِ وَافْتَرَى؟ أَيْنَ المُضْطَرُّ الَّذِي يُجَابُ إِذَا دَعَا؟ أَيْنَ صَدْرُ الخَلَائِقِ ذُو البِرِّ وَالتَّقْوى؟)
قصيدة جابر الكاظمي عن دعاء الندبة في كربلاء
الشاعر جابر الكاظمي ينتمي إلى عائلة معروفة بالشعر، ومن بينهم عبد الستار الكاظمي. وقد انتشر شعره بشكل واسع، وأصبح يُعرف بـ”الكربلائي”، ومن ضمن قصائده المتميزة هي قصيدة “أين الطالب”. نورد بعض الأبيات منها كما يلي:
أينَ الطالبُ بدمِ المقتولِ بكربلاء
***
صــــارت هاي الأمه ابريبه تصرخ ومصيبتها مصيبه
ميعــاد الغــايب شيجيبه يــايوم يـعود مـن الغيبه
أينَ الغائبٌ أينَ الوارثُ للأنبياء
أينَ الطالبُ بدمِ المقتولِ بكربلاء
***
يايوم الغــــايب يحضرنه وبشـــــــــــارة خير ايبشرنه
وعن ثار حـسين ايخبرنه نمسي ونصبح عالهم صرنه
نبكي لمصاب السبط صباحاً ومساء
أينَ الطالبُ بدمِ المقتولِ بكربلاء
في ختام هذا المقال، تناولنا سند دعاء الندبة وصحته ومتى يُقرأ، إلى جانب دعاء الندبة في كربلاء، بالإضافة إلى قصيدة الشاعر العراقي جابر الكاظمي. ونجدر بالذكر أن مشروعية هذا الدعاء تظل محل جدل ولا ينبغي الاقتداء به.