جزر سيشل
تُعتبر سيشل (بالإنجليزية: Seychelles) ، المعروفة رسميًا باسم جمهورية سيشل (بالإنجليزية: Republic of Seychelles)، أصغر دولة في قارة إفريقيا، وتقع في المحيط الهندي. تتألف سيشل من مجموعة من الجزر يبلغ عددها حوالي 155 جزيرة، منها 42 جزيرة صخرية من الجرانيت و113 جزيرة مرجانية. أكبر هذه الجزر هي جزيرة ماهيه، التي تحتضن عاصمة الجمهورية، مدينة فيكتوريا، وتشكل موطنًا لحوالي 90% من إجمالي التعداد السكاني للجمهورية. سُمّيت سيشل بهذا الاسم تكريمًا للوزير المالي الفرنسي جان مورو دي سيشل من قِبل الجنرال الفرنسي كورناي نيكولاس مورفي في عام 1756، ويتبع النظام السياسي في سيشل نموذجًا جمهوريًا رئاسيًا، حيث تضم الجمهورية 25 منطقة إدارية.
الجغرافيا
الموقع
جزر سيشل تُشكل أرخبيلًا بحريًا، وتقع في المحيط الهندي شمال شرق جزيرة مدغشقر، عند تقاطع الطرق بين قارات آسيا وإفريقيا. تبتعد سيشل عن السواحل الشرقية لإفريقيا بمسافة 1,600 كم، ولا تتشارك الحدود مع أي دولة أخرى. المكان الفلكي للجزر يقع في المنطقة الزمنية UTC +4H، حيث تمتد إحداثياتها بين 35°4′ جنوبًا و40°55′ شرقًا.
المساحة
تبلغ المساحة الإجمالية لجمهورية سيشل حوالي 455 كم²، وتتمتع بساحل يمتد بطول 491 كم. تتميز الجزر بغابات استوائية تشكل 88.5% من إجمالي المساحة، بينما الأراضي الزراعية لا تتجاوز 6.5%. تتمتع مجموعة جزر ماهيه، التي تمتاز بطبيعتها البركانية، بموقعٍ بعيدٍ عن نطاق الأعاصير.
تاريخ سيشل
لم تكن جزر سيشل مأهولة بالسكان في العصور القديمة، ولا يوجد سكان أصليون للدولة. رغم ذلك، تم اكتشافها من قبل الرحالة والمستكشفين منذ القرن السابع عشر. حيث كان فاسكو دا جاما، الرحالة البرتغالي، أول من حدد موقع الجزر في عام 1502، مُسميًا إياها “جزر أميرال”، تيمناً بنفسه. وفي عام 1517، وضع البرتغاليون خريطة للمنطقة وأطلقوا عليها اسم الجزر surrounding سس بأخوات السبع.
كان البريطانيون أول من وطأت أقدامهم في الجزر، وذلك في عام 1609، عندما انحرفت سفنهم أثناء الإبحار. كما استقطبت التبادلات التجارية العرب فيما يتعلق بالجوزات (جوز كوكو دي مير) في العصور الوسطى، وظلت الجزر خالية من السكان لفترة 150 عامًا بعدها.
الاحتلال الفرنسي
بدأت الجهود الفرنسية لاحتلال الجزر في القرن الثامن عشر. في عام 1744، احتل الفرنسيون الجزيرة المسماة اليوم موريشيوس ورسموا خريطة جزيرة ماهيه. وبعد مضي 12 عامًا، احتلوا الجزر ومن ثم أطلقوا اسم وزير المالية الفرنسي جان مورو دي سيشل على الجزيرة، وهو الاسم الذي طُبّق لاحقًا على جميع الجزر.
شاهدت جزيرة ماهيه أول حياة بشرية عام 1770، حيث أنشأت مستعمرة فرنسية تألفت من 15 فرنسيًا و7 عبيد و5 هنود، اعتمدت على الزراعة لتأمين احتياجاتهم الأساسية. مع بدء الثورة الفرنسية عام 1790، أعلنت الجزيرة استقلالها عن فرنسا، وظلت نقطة إمداد للسفن التجارية المختلفة.
الاحتلال البريطاني
استولت البريطانيون على سيشل في عام 1811، وشهدت الجزيرة صراعات متزايدة بشأن تجارة العبيد بين السكان والحكومة البريطانية، التي كانت تسمح بتلك التجارة. أدى ذلك إلى ترك العديد من تجار العبيد للجزر، مما أدى إلى انخفاض عدد السكان إلى النصف، ونتيجة للاحتجاجات ضد تجارة العبيد، تم إنقاذ حوالي 2,500 شخص من العبودية.
اعتمد السكان بشكل كبير على زراعة القطن وقصب السكر إلى جانب جوز الهند وصيد الأسماك. في عام 1903، تم الإعلان عن سيشل كمستعمرة بريطانية رسميًا، لكن السكان استمروا في استخدام اللغة الفرنسية وتبني العادات الثقافية الفرنسية. خلال الحرب العالمية الثانية، سيطر مزارعون يتحدثون الفرنسية على الأوضاع.
الاستقلال
طالب سكان سيشل بحقوقهم خلال الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1939، تشكل أول حزب سياسي في الجمهورية. في عام 1948، تم انتخاب أول مجلس تشريعي، بينما نشطت الحركات السياسية في الستينيات. عُقد أول مؤتمر دستوري في عام 1970، حيث تم تنصيب جيمس مونشو كأول رئيس وزراء للبلاد.
أُعلنت سيشل كدولة مستقلة في 29 يونيو 1976، وتم تعيين جيمس مونشو رئيسًا. لكن سرعان ما قام ألبرت رينيه بتدبير انقلاب غير دموي، وتولى الرئاسة لمدة 16 عامًا حتى عام 2004، عندما سلم الحكم إلى جيمس ميشيل، الرئيس الحالي للجمهورية.
سكان سيشل
يبلغ عدد سكان سيشل 93,186 نسمة بحسب إحصاءات عام 2016، وتتكون الجمهورية من خمس مجموعات عرقية هي: الفرنسيون والعرب والصينيون والهنود والأفارقة. اللغة الرسمية في سيشل هي الكريولية السيشيلية، و89.1% من السكان يتحدثونها، بالإضافة إلى الإنجليزية والفرنسية ولغات أخرى. الغالبية العظمى من السكان تتبع المسيحية الرومانية الكاثوليكية بنسبة 76.2%، تليها البروتستانت بنسبة 10.6%. كما توجد مجموعة من المذاهب المسيحية الأخرى بنسبة 2.4%، بينما يشكل الهندوس 2.4% والإسلام 1.6%، إلى جانب ديانات أخرى.
السياحة في سيشل
تتمتع جزر سيشل بقطاع سياحي حيوي ومهم، حيث تُعتبر مادة أساسية للاقتصاد المحلي. بفضل موقعها الخلاب وطبيعتها الساحرة الغنية بالمناظر الطبيعية، تجذب سيشل آلاف السياح من جميع أنحاء العالم سنويًا؛ إذ بلغ عدد السياح الوافدين إلى الجزيرة 276,233 سائحًا في عام 2015.
تشهد سيشل حاليًا حركة سياحية نشطة وعملية تطوير مستمرة في مجال البناء وتشييد الفنادق والمنتجعات السياحية، حيث تعتبر شواطئها من بين الأجمل في العالم. تقدم سيشل خدمات مميزة للسياح تعتبر من الأعلى مستوى في العالم. تضم الجمهورية مئات الشواطئ السياحية الرائعة، التي يمكن للزوار الاستمتاع بروعتها، مما أدى إلى إدراج موقعين منها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1980.
فيديو: ماذا تعرف عن جزر سيشل؟
للتعرف على مزيد من المعلومات حول جزر سيشل، يُرجى مشاهدة الفيديو.