بورا بورا
جزيرة بورا بورا (بالإنجليزية: Bora Bora) تُعتبر إحدى الجزر التابعة لأرخبيل بولينيزيا الفرنسية في قلب المحيط الهادئ. تنتمي الجزيرة إلى مجموعة جزر المجتمع (بالإنجليزية: Society Archipelago)، وتعد واحدة من الأجزاء الخمسة الرئيسية لبولينيزيا الفرنسية، إلى جانب جزر أوسترال، وجزر غامبير، وجزر ماركيساس، وجزر تواموتو. تاريخياً، كانت تُعرف جزيرة بورا بورا باسم (Vava’u)، وهو اسم يعود إلى سكانها الأصليين القادمين من تونغا، بينما يُشير الاسم الفعلي للجزر باللغة التاهيتية إلى (Pora Pora)، بمعنى “المولود الأول”.
تتكون الجزيرة من منطقة رئيسية محاطة بمجموعة من الجزر الصغيرة الأخرى، ويبلغ عدد سكان بورا بورا حوالي 9,000 نسمة، حيث يعيش نحو 5,000 منهم في قرية Vaitape، وهي القرية الرئيسية، بينما يُقيم باقي السكان في قريتي Anau و Faanui. يعتمد السكان على القوارب كوسيلة تنقل رئيسية، بالإضافة إلى استخدام الدراجات الهوائية.
اللغات الرسمية في الجزيرة هي الفرنسية والتاهيتية. تم اكتشاف بورا بورا في عام 1722م، وخلال الحرب العالمية الثانية، استخدمت الجزيرة كخط دفاع من قبل الولايات المتحدة، حيث أُقيمت فيها سبعة مدافع ضخمة وعدد من القلاع. ورغم هذه الاستعدادات، لم تُسجل أي مواجهات عسكرية، وتم إغلاق القاعدة الأمريكية في عام 1946م.
موقع بورا بورا
تقع جزيرة بورا بورا في المحيط الهادئ بين أستراليا والبيرو، وتحديداً في مجموعة جزر المجتمع، والتي تنقسم إلى قسمين رئيسيين: جزر ليوارد وجزر ويندوارد، حيث تقع جزيرة بورا بورا ضمن المجموعة الأخيرة.
تبعد بورا بورا نحو 160 ميلاً (257 كم) عن الشمال الشرقي لجزيرة تاهيتي، التي تُعد أكبر جزر مجموعة المجتمع، وبحوالي 2,600 ميلاً (4184 كم) جنوب جزيرة هاواي، أي ما يعادل ثلاث ساعات بالطائرة. تُقاس إحداثيات بورا بورا عند خط عرض “16°29′39.84” شمالاً وخط طول “151°44′11.04” شرقاً.
جغرافية بورا بورا
تبلغ مساحة جزيرة بورا بورا 29.3 كم²، وتُعرف بجغرافيتها الفريدة والطبيعة البُركانية التي تتميز بها. تُحيط الجزيرة بمياه فيروزية، وتزرع فيها مجموعة من الجزر الصغيرة التي تتميز برمالها البيضاء وسطحها المستوي، بالإضافة إلى وجود جزيرة بركانية واحدة تُعرف باسم Motu Toopua.
تُعتبر قمة Mt Otemanu هي الأعلى في بورا بورا، حيث يصل ارتفاعها إلى 727 متراً. تتميز تلال الجزيرة بلونها الأخضر الزمردي، وتحتوي على صخور بركانية سوداء يمكن رؤيتها من مختلف زوايا الجزيرة. يُعتبر شاطئ ماتيرا، الواقع في الطرف الجنوبي للجزيرة، من بين أجمل الشواطئ، حيث يتميز برماله البيضاء الناعمة ومياهه الفيروزية.
مناخ جزيرة بورا بورا
تتمتع بورا بورا بمناخ استوائي دافئ ومعتدل على مدار العام، حيث تهب عليها رياح جنوبية لطيفة من المحيط الهادئ، ورياح التجارة الشمالية الشرقية. يبلغ متوسط درجة الحرارة والبيئة حوالي 26 درجة مئوية. يمتد فصل الصيف من ديسمبر حتى مارس، حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة قليلاً، في حين يمتد فصل الشتاء من يونيو إلى أكتوبر، ويكون غائمًا بشكل عام، لكن الجزيرة تظل مشرقة بعض الشيء.
تمتاز الجزيرة بقلة الحيوانات البرية بسبب طبيعتها البُركانية، لكنها تحتضن تنوعًا غنيًا في الحياة البحرية، بما في ذلك الأسماك الملونة، والسلاحف البحرية، والدلافين، وغيرها من الكائنات البحرية.
تاريخ بورا بورا
لا توجد معلومات دقيقة حول تاريخ جزيرة بورا بورا القديمة، لكن يُعتقد أن الجزيرة لم تكن مأهولة حتى قرن التاسع الميلادي عندما وصل إليها الرحالة البولينيزيون، الذين عبروا من خلال ممر Teavanui، وهو المدخل الوحيد للجزيرة عبر الحاجز المرجاني. قام هؤلاء الرحالة، الذين يُعتقد أن أصلهم من تونغا، بإطلاق اسم Vavau على الجزيرة، والذي تطوّر لاحقًا إلى Pora Pora.
حصلت بورا بورا على اسمها الحالي في عام 1769م خلال استكشاف القبطان كوك للمنطقة، ولقاء جزر ليوارد. في القرن الثامن عشر، سيطر الرحالة الأوروبيون على الجزيرة، واعتبروها مستعمرة تنتمي للحكم الأوروبي، حيث كان أول من احتلها هو الملاح صموئيل واليس نيابة عن بريطانيا، وتبعه الملاح الفرنسي لويس أنطوان دو بوغنفيل. استمر الاحتلال الأوروبي حتى عام 1888م، عندما احتلتها فرنسا رسميًا. وفي عام 1958م، أصبحت رسميًا جزءًا من بولينيزيا الفرنسية. تم استخدام الجزيرة كقاعدة بحرية من قبل العديد من الدول، حيث استخدمت كقاعدة أمريكية في عام 1941م، ثم كقاعدة عسكرية فرنسية في عام 1946م اختصارًا مع أرخبيل جزر المجتمع.
السياحة في بورا بورا
تعد السياحة العمود الفقري للاقتصاد في بورا بورا، حيث يعمل معظم السكان في هذا القطاع. من أبرز المعالم السياحية في الجزيرة:
- جبل Mt Otemanu: جبل بركاني يُعتبر الأكبر في بورا بورا، ويطل على الشواطئ المحيطة به، ويمكن مشاهدته من خلال جولات القوارب.
- شاطئ ماتيرا: يُعتبر الشاطئ الرئيسي في بورا بورا وقد تم التصويت له كأفضل شاطئ في العالم، حيث يتمتع برمال ناعمة ومياه فيروزية هادئة.
- شواطئ الشعب المرجانية: تُعد الغوص لرؤية الشعب المرجانية الملونة واحدة من أفضل الأنشطة المائية القابلة للتجربة في بورا بورا، حيث تتواجد العديد من هذه الشعب تحت مياهها.
- جزيرة Motu Tapu: تُعتبر الجزيرة الأكثر تصويرًا في المنطقة وهي مكان مثالي للاسترخاء، حيث تبعد بضعة أمتار فقط عن الجزيرة الرئيسية.