الثعابين
الثعبان (بالإنجليزية: snake) هو زاحف عديم الأرجل ينتمي إلى رتبة الحيّات، ويعد من الحيوانات اللاحمة. يتميز جسم الثعبان بالشكل الأسطواني الطويل، ويغطيه جلد مزود بقشور لامعة تحميه من العوامل الخارجية مثل الاحتكاك والجفاف. تتخلص الثعابين من جلدها عدة مرات في السنة عبر فرك جسمها بأسطح خشنة. عيونها ليست محاطة بجفون، بل تحميها قشور شفافة، وهي تعتبر من ذوات الدم البارد، مما يجعلها غير قادرة على تنظيم درجة حرارتها الداخلية، وهو ما يفسر عدم وجودها في المناطق الباردة.
يوجد حوالي (2900) نوع من الثعابين عالميًا، منها حوالي (375) نوعًا سامًا. يُعتبر ثعبان البايثون الشبكي الأطول بين الثعابين حيث يصل طوله إلى 30 قدمًا (تقريبًا 9 أمتار)، بينما يُعد ثعبان بربادوس الأقصر حيث يبلغ طوله 4 بوصات فقط (تقريبًا 10 سم). أما أثقل الأنواع فهو الأناكوندا الخضراء. تُفضل معظم الثعابين وضع البيض، بالرغم من أن بعض الأنواع تلد.
أنواع الثعابين
تنقسم الثعابين إلى أربع عائلات رئيسية:
- ثعابين الأصَلَة: تُعتبر من أقدم وأضخم الثعابين، تستخدم عضلاتها العاصرة لقتل فريستها، وتشمل البايثون والبواء والأناكوندا.
- ثعابين العربيد: تضم الكوبرا وثعابين المرجان والمامبا، وتعتبر هذه العائلة متنوعة في الأطوال حيث بعضها لا يتجاوز طولها بضع سنتيمترات، بينما يصل طول بعضها الآخر إلى أربعة أمتار. تُخفي ثعابين العربيد أنيابًا مجوّفة مرتبطة بغدة السم، يُنتقل السم عبر الأنياب إلى جسم الفريسة، مما يؤدي إلى قتلها ثم تبدأ الثعبان في التهامها.
- ثعابين الحَنَش: تشتمل على مجموعة متنوعة من الثعابين، مثل الثعبان الملك، وثعبان الماء، والثعبان الأسود. معظم الأنواع في هذه العائلة غير ضارة، بينما يكون القليل منها خطير للغاية، مثل حيّة الشجر الإفريقية وثعبان التاج. تختلف الثعابين السامة في هذه العائلة عن الأصلة في طريقة إيصال السم، حيث لا تُقذف السم من أنيابها بل تُدخله إلى الفريسة أثناء مضغها.
- الأفعويات: تُعتبر أخطر أنواع الثعابين، وتشمل الأفعويات الحقيقية، والأفعى الحفرة، والأفعى المجلجلة.
حاسة الشم عند الثعبان
يمتلك الثعبان أنفًا يمكنه من شم الروائح التي تنتقل عبر الهواء، ولكن الروائح المنقولة بواسطة الرطوبة تُلتقط باستخدام لسانه. يتميز لسان الثعبان بشكله المزدوج، حيث يتحرك بسرعة، وعند إخراجه من الفم يلتقط جزيئات الروائح الكيميائية من الهواء والأرض، ثم ينقلها إلى عضو إضافي للشم يُعرف بالعضو الميكعي الأنفي أو (عضو جاكبسون). بعد ذلك، ترتبط الجزيئات الخاصة بالروائح بمستقبلات متخصصة في هذا العضو، تُرسل معلومات حسيّة إلى الدماغ الذي يستطيع تفسير الرائحة وتحديد مصدرها.
تم اكتشاف العضو المذكور بواسطة الطبيب الدنماركي لودفيغ جاكبسون عام (1813)، ولم يتم فهم وظيفته إلا بعد مرور حوالي (100) عام على وفاته. يوجد أيضًا هذا العضو في الثدييات والبرمائيات.
حاسة الإبصار عند الثعبان
تُعد حاسة الإبصار عند الثعابين ضعيفة نتيجة للأسباب التطورية، حيث أن هذه الحيوانات عادةً ما تعيش في جحور مظلمة، باستثناء بعض الأنواع التي تأقلمت مع الصيد في النهار. يمكن لبعض الثعابين رؤية الأشكال العامة للأشياء، لكن يصعب عليها تمييز التفاصيل. تمتلك بعض الأنواع كالـثعبان الحفرة والأصلة والأفعى المجلجلة بقعتين على جانبي الرأس تكتشفان الأشعة تحت الحمراء، مما يمكّن الثعبان من استشعار حرارة الفريسة رغم عدم رؤيتها. على الرغم من ضعف بصر الكوبرا الباصقة، إلا أنها قادرة على توجيه سمها بدقة نحو أعين أعدائها.
حاسة السمع عند الثعبان
ورغم أن الثعابين تفتقر إلى آذان خارجية، إلا أنها ليست صماء؛ حيث يتواجد داخل رأس الثعبان جهاز سمع داخلي يُرتبط بعظام الفك. هذا الجهاز يمكّن الثعبان من الإحساس بالاهتزازات والأصوات ذات التردد المنخفض التي تنتقل عبر الهواء. تنتقل هذه الاهتزازات من عظام الفك إلى الأذن الوسطى، ثم إلى الأذن الداخلية.
تغذية الثعابين
تُعد الثعابين جميعها من آكلات اللحوم، إذ تستخدم بعض الأنواع مثل الكوبرا السم لقتل فريستها، بينما تبتلع معظم الثعابين الفريسة كما هي. الثعابين الكبيرة مثل البايثون تلتف حول فريستها وتخنقها، ثم تبتلعها، حيث تقوم إنزيماتها بتحليل الفريسة للحصول على الطاقة اللازمة للعمليات الحيوية. يُعرف عن الثعابين قدرتها على الصمود لفترات طويلة بدون طعام، وذلك بسبب بطء معدل الأيض لديها. بفضل تصميم فكها المميز، يمكنها أن تبتلع فرائس ذات حجم كبير؛ فالفك السفلي يتكون من قطعتين غير مُلتحمتين، مرتبطتين برابط مرن يسمح لهما بالتباعد عند الحاجة، كما أن عظام الفك لا ترتبط بإحكام بعظام الجمجمة مما يمنحها مرونة في الحركة والقدرة على التهام الفريسة.
الثعبان والبشر
تلعب الثعابين دورًا مهمًا في بعض الثقافات والأساطير؛ ففي الكتب الهندية الدينية، توجد رسومات للكوبرا وهي تتلوى حول الإله الهندوسي شيفا، وتحظى بالتقدير في طقوس خاصة. تقوم الثعابين بالقضاء على بعض الآفات مثل الجرذان والفئران، كما يحتفظ البعض بأنواع معينة كحيوانات أليفة. رغم ذلك، تبقى الثعابين كائنات مثيرة لرهبة البشر، حيث يعتقد الكثيرون بأن الثعبان الجيد هو الثعبان الميت! بالطبع، بعض الثعابين قادرة على قتل البشر في دقائق، لكن العديد من الأنواع غير ضارة.
ثعبان الكوبرا الهندي مثال على الثعابين السامة، ورغم ذلك تمكّن الإنسان من استخدامها كوسيلة للتسلية. تظهر الكثير من مقاطع الفيديو الساحر الهندي وهو يعزف على مزمار ويخرج ثعبان الكوبرا من السلة، حيث تبدو أنها ترقص على أنغام المزمار. في الواقع، لا تُعتبر الكوبرا عمياء تمامًا، لكن الحركة الراقصة هي نتيجة استجابة دفاعية لحركة المزمار ويد الساحر.