أين تقع دولة ميانمار؟

الموقع الجغرافي لبورما

تقع دولة بورما (الميانمار) في الجزء الجنوبي الشرقي من قارة آسيا، حيث تحدها من الجنوب الشرقي مياه بحر أندامان، ومن الجنوب الغربي تحدها مياه خليج البنغال. يمتد حدود بورما مع عدد من الدول، حيث تصل الحدود مع الصين في الشمال الغربي إلى 2,129 كم، بينما تحاذي جمهورية لاو الشعبية حدودها الشمالية الشرقية بحدود طولها 238 كم. كما تتشارك البلاد بحدود غربها مع بنغلاديش بمسافة 271 كم، وتُعد الحدود الشرقية مع تايلاند الأكثر امتداداً، حيث يصل طولها إلى 2,416 كم. بالإضافة إلى ذلك، تشترك بورما مع الهند في حدود بطول 1,468 كم. تمتد المساحة الكلية لبورما إلى نحو 670,000 كيلومتر مربع، منها 23,000 كيلومتر مربع مائية. يتركز سكان بورما غالباً في المناطق الساحلية وعلى ضفاف نهر إيراوادي، حيث تُعتبر المناطق الشمالية الأكثر ازدحاماً بالسكان.

تنقسم بورما إلى مناطق وولايات متعددة، توزيعاً ضعف تضاريسها المتنوعة بين السواحل والهضاب والجبال. تتباين ارتفاعات تلك الجبال، حيث يصل ارتفاع بعضها إلى 2,000 متر فوق مستوى سطح البحر، بينما تصل بعض القمم في أقصى الشمال إلى أعلى من 5,800 متر. يمثل جبل هكاكابو رازي أعلى قمة في بورما بارتفاع يصل إلى 5,870 متراً. تعتبر سواحل بحر أندامان وخليج البنغال من المناطق الأكثر انخفاضاً في البلاد، حيث تقع على مستوى سطح البحر. تتعرض هذه التضاريس لعدة مخاطر طبيعية مثل الزلازل، البراكين، الأعاصير، والفيضانات، بالإضافة إلى الانهيارات الأرضية التي يمكن أن تحدث خلال فصل الشتاء.

تمثل الأراضي الزراعية حوالي 16.5% من إجمالي المساحة الكلية لبورما، وتبرز المحاصيل السنوية كأكثر أنواع الزراعة انتشاراً، حيث تشكل زراعة هذا النوع 91% من إجمالي المساحة الزراعية. تتركز الزراعة بشكل رئيسي في منطقة حوض نهر إيراوادي، بينما تعتبر ولايات كتشين وشان وكايا مناطق واعدة لتوسيع الأنشطة الزراعية. تحتضن بورما مجموعة من المواد الخام والمعادن مثل النفط، الخشب، الزنك، القصدير، الغاز الطبيعي، النحاس والرصاص، مما يعزز اقتصادها.

الدلالات الاستراتيجية لموقع بورما

تتمتع بورما بموقع استراتيجي مميز ضمن خريطة العالم، كونها تقع في أحد أسرع المناطق الاقتصادية نمواً. فهي الدولة الوحيدة التي تحدها كلاً من الصين والهند، مما يعزز من أهميتها الجغرافية، بالإضافة إلى قربها من ممرات الشحن الرئيسية عبر المحيط الهندي. هذا الموقع الحيوي، بجانب عناصر عدة مثل السوق الصينية والهندية الكبيرة، والموارد الطبيعية الغنية، والقوة العاملة الشبابية، يُعزز من فرص بورما لتسريع التنمية الاقتصادية والانضمام إلى قطاعات التصنيع في آسيا.

التقسيم الإداري لبورما

تنقسم بورما إلى ثماني ولايات وسبع مناطق رئيسية، مما يشكل كلاً منها 15 منطقة وولاية. تشمل هذه الولايات: ولاية كاشين، ولاية كايا، ولاية شان، ولاية كاين، ولاية مون، ولاية راخين، ولاية تشن، بالإضافة إلى العاصمة نايبيداو، بينما تتوزع المناطق الرئيسية كالتالي: منطقة ساجينج، منطقة تانينثاري، منطقة باغو، منطقة ماغاوي، منطقة ماندالاي، منطقة يانغون، ومنطقة إيراوادي. كما تنقسم بورما فرعياً إلى 74 مقاطعة، و330 بلدة، و83 قرية.

التضاريس في بورما

تتنوع تضاريس بورما بين ولاياتها ومناطقها، وتقع بشكل رئيسي في أربعة أجزاء طوبوغرافية رئيسية:

  • المناطق الجبلية: تتواجد في شمال وغرب البلاد، ويختلف ارتفاع القمم فيها.
  • الشريط الساحلي: يمتد بين سلسلة جبال أراكان وخليج البنغال.
  • هضبة شان: تُعد إحدى المرتفعات في شرق بورما، وتمتد نحو الجنوب لتصل إلى سلسلة جبال تيناسيريم، حيث تمتد لنحو 800 كم على طول شبه جزيرة ملايو، ويقدر ارتفاع قمة هضبة شان بحوالي 910 أمتار فوق مستوى سطح البحر.
  • وسط بورما: تعتبر من المناطق الزراعية الرئيسية، محاطة بنهر سالوين، نهر إيراوادي، ونهر تشيندوين، كما للجوار منطقة الدلتا الخصبة التي تغطي 25,900 كم² وتُعد واحدة من أكبر مناطق زراعة الأرز في العالم.

المناخ في بورما

يتميز مناخ بورما بالموسمي الاستوائي، حيث يتلقى البلاد أمطاراً متوسطة تصل إلى 2,341 مم سنوياً، وتتفاوت كمية الأمطار بين المناطق. المناطق الساحلية وجبال راخين وتانينثاري تتلقى أمطاراً تتراوح بين 4,000 مم إلى 6,000 مم، بينما تشهد المناطق الجافة كميات أقل تتراوح بين 500 مم إلى 1,000 مم. أيضاً، تتلقى منطقة دلتا إيراوادي حوالى 2,000 مم سنوياً، في حين أن هضبة شان تتراوح فيها الأمطار بين 1,000 مم إلى 2,000 مم. أكثر الأشهر تميزاً بالأمطار هي من أيار إلى تشرين الأول، بينما تكون الرياح خلال الأشهر من كانون الأول إلى آذار باردة وجافة.

عن بورما

تعرف دولة [[ بورما (بالإنجليزية: Burma) بموقعها في جنوب شرق قارة آسيا، مع تغيرات عديدة في مسماها على مر الزمن. بدأت التسمية بالاسم المحلي “ميانما” (بالإنجليزية: Myanma) منذ القرن الثالث عشر، ثم أُطلق عليها اسم بورما في عام 1885م، والذي يُستخدم في البلدان الناطقة بالإنجليزية إلى حد كبير. في عام 1989م، تم تغيير الاسم الرسمي إلى “اتحاد ميانمار” من قبل الحكومة العسكرية حينها.

تعتبر مدينة رانغون أو يانغون (بالإنجليزية: Yangon) العاصمة السابقة لبورما، حيث كانت العاصمة من 1948م حتى 2006م، ومن ثم تم اعتماد مدينة نايبيداو (بالإنجليزية: Nay Pyi Taw) كعاصمة جديدة، والتي هي مدينة حديثة قريبة من مدينة بينيمانا (بالإنجليزية: Pyinmana) وتقع على بعد 320 كم تقريباً عن العاصمة السابقة. تأثرت بورما بشكل كبير بمجموعة متنوعة من الثقافات والحضارات، بما في ذلك الصين والهند وتايلاند والمملكة المتحدة، إلى جانب تأثير الحضارة البوذية القوي.