أين تقع مدينة القسطنطينية؟

تاريخ إسطنبول

تُعتبر مدينة إسطنبول عاصمة للإمبراطورية الرومانية والدولة البيزنطية. في عام 1453 ميلادي، فتحها العثمانيون تحت قيادة محمد الفاتح، الذي أطلق عليها اسم “الأستانة”، حيث أصبحت مركز الدولة العثمانية. في العصر الحديث، أُعيد تسميتها بإسطنبول بواسطة مصطفى كمال أتاتورك، بعد سلسلة من الإصلاحات القومية التي شهدتها البلاد عقب تحريرها من الحلفاء وتولي أتاتورك رئاسة الدولة. على الرغم من ذلك، تم نقل مركز الحياة السياسية إلى أنقرة بدلاً من إسطنبول.

موقع مدينة إسطنبول

تقع إسطنبول في تركيا في المنطقة الشمالية الغربية من إقليم مرمرة، إذ يضم جزءٌ منها امتدادًا إلى القارة الأوروبية (الجانب الغربي) وجزءٌ آخر إلى القارة الآسيوية (الجانب الشرقي)، مما يجعلها واحدة من المدن القليلة التي تمتد على قارتين. تُقدر مساحة المدينة بحوالي 6,220 كيلومتراً مربعاً، وتقع على مضيق البوسفور. تتألف إسطنبول من أكثر من تسع وثلاثين مقاطعة، وتُعتبر أكبر مدن تركيا وثاني أكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان. تُعرف المدينة بأنها الوجه الثقافي للبلاد وأيضًا المركز المالي والاقتصادي المهم.

تأسيس إسطنبول

تأسست إسطنبول في عام 685 قبل الميلاد، حيث كانت تُعرف آنذاك كقرية للصيادين تحت اسم “بيزنطة”. في عهد الإمبراطور قسطنطين، أصبحت هذه المدينة عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية)، وقد عُرفت من ثم باسم “القسطنطينية” نسبةً لمؤسس الإمبراطورية. كانت المدينة مركزًا للبطريركية (كنيسة آيا صوفيا) التي تُمثل الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. خلال الفترة التي شهدتها الأسرة المقدونية، عانت المدينة من نهضة ثقافية وعلمية. إذ أصبحت رائدة في العالم المسيحي من حيث الثقافة والمكانة والثراء، وتمثلت هذه النهضة في إنشاء جامعة القسطنطينية ومكتبتها التي حافظت على النصوص القديمة وأسهمت في إعادة نسخها. كما ازدهر فن الفسيفساء والفن البيزنطي خلال هذه الفترة.

لكن، تراجعت أوضاع المدينة بعد وفاة الإمبراطور جوستينيان العظيم، حيث أثرت الحملة الصليبية الرابعة سلبًا على قوتها ومناعتها، مما أدى إلى إضعاف دفاعاتها. ونتيجة لاجتياح الصليبيين، شهدت المدينة حرق العديد من مبانيها وانتهاك حرمة كنائسها. وقبل هذا الهجوم، كانت هناك انشقاقات بين الكنيستين المتنافستين نتيجة للصراع على الأولوية بين أباطرة الغرب وأحبارهم وأباطرة الشرق، وقد تفاقمت هذه الانقسامات مع الهجوم الصليبي.

فتح العثمانيون المدينة في عهد السلطان محمد الفاتح (محمد الثاني)، مما أضعف الإمبراطورية الرومانية الشرقية وأطلقوا عليها اسم “الأستانة” بدلاً من “القسطنطينية”، والموقع الحالي لها هو في تركيا الحديثة.

بعد انهيار الدولة العثمانية، أصبح اسمها “إسطنبول”، وتقع المدينة على مضيق البوسفور. تُعتبر إسطنبول من أكبر المدن التركية وثاني أكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان. كما تشكل المركز الثقافي والمالي والاقتصادي لتركيا. في عام 2010، تم اختيار المدينة كعاصمة مشتركة للثقافة الأوروبية، وأُدرجت معالمها التاريخية العريقة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي المعترف بها من قبل اليونسكو.