أين تقع مدينة طنطا؟

مدينة طنطا

تُعتبر مدينة طنطا من أبرز مدن جمهورية مصر العربية، حيث تمثل عاصمة محافظة الغربية. تقع طنطا في وسط دلتا نهر النيل، وهي تعدّ خامس أكبر مدينة في البلاد، وأكبر مدينة في منطقة الدلتا. تبعد طنطا 92 كيلومترًا شمال القاهرة، و120 كيلومترًا جنوب مدينة الإسكندرية. يمكن الوصول إلى المدينة عن طريق نهر النيل في الاتجاه الشمالي الغربي لمصر عبر طرق دمياط وبركة الصاب. جغرافيًا، تقع طنطا بين دوائر العرض 30.7911 وخطوط الطول 30.9981، وترتفع عن سطح البحر بمقدار 36 قدمًا (10.97 متر).

تاريخ مدينة طنطا

تعود أصول مدينة طنطا إلى عصر الفراعنة، الذين أطلقوا عليها اسم “تاناسو”، وكانت واحدة من خمسة أقاليم فرعونية في مصر. في القرن الرابع قبل الميلاد، أطلق عليها اليونانيون اسم “تاناداد”، والذي تطور لاحقًا إلى “تنثنا” في عهد الرومان، الذين أقروا مجلس الشيوخ لإدارة المدينة. في العصر البيزنطي، عُرفت باسم “تاو”، حتى جاء العصر الإسلامي حيث أُطلق عليها اسم “تانتادا” بعد فتح المسلمين لها عام 641 ميلادي. ورغم الأهمية التاريخية للمدينة، تراجعت مكانتها في العصر الإسلامي، ولم تستعد عزّها إلا في فترة حكم الخديوي الفاطمي في القرن العاشر الميلادي. حيث قام بإلغاء التقسيمات في منطقة الصعيد، وجعلها منطقة موحدة تضم عدة محافظات، ومن بينها محافظة طنطاوي، التي اتخذها مركزاً جديداً لهم.

في عمان الأيوبيين، ازدادت مساحة المدينة لتصل إلى 100 فدان، وفي عام 1375 انضمت إلى التقسيم الجديد لتصبح ضمن المقاطعة الغربية، وهي لا تزال كذلك حتى اليوم، وقد تم الإشارة إليها باسم “طنط” ثم “طنطا”. أثناء حكم العثمانيين تدهورت أحوال المدينة، حيث نقصت الأراضي الزراعية وتدهورت ظروف المعيشة للسكان. وفي فترة الحكم الفرنسي، أُلحقت المدينة بمحافظة المنوفية عام 1789، لكن في عام 1836 استعادت المدينة نشاطها وازدهارها من جديد بعد إنشاء خط سكة حديد يمر بها عام 1854.

أهم معالم مدينة طنطا

تتمتع مدينة طنطا بتاريخ عريق، مما جعلها تضم العديد من المعالم البارزة التي تجذب الزوار، وتضفي على المدينة طابعًا أصيلاً. ومن أهم هذه المعالم:

  • مسجد السيد البدوي: بدأ كمنطقة صلاة صغيرة في عام 1483م خلال عهد السلطان سيف الدين قايتابي، بالقرب من قبر السيد البدوي حفيد الرسول عليه الصلاة والسلام. تم بناء المسجد الحالي عام 1769م على يد علي بيك الكبير، وهو يتميز بتصميم معماري رائع، يضم ثلاث قباب تطل على الأضرحة داخل المسجد. يقام مهرجان ديني سنوي يحتفل به سكان طنطا والمدن المجاورة.
  • متحف مدينة طنطا: يُعتبر من أقدم المتاحف في مصر، وقد أُفتتح عام 1913م للاحتفاء بتاريخ المدينة. يتكون المتحف من خمسة طوابق، يحتوي الطابق الأول على معروضات فرعونية، والثاني على معروضات يونانية ورومانية، بينما تخصص الثالث للفترة القبطية والإسلامية. يوجد في الطابق الرابع مكتبة كبيرة وقاعة مؤتمرات، والطابق الخامس يضم مكاتب إدارية.
  • جامعة طنطا: أُنشئت عام 1962م بقرار من رئيس الجمهورية المصرية، وكانت بدايةً ككلية طب تابعة لجامعة الإسكندرية، ثم تطورت لتصبح جامعة تضم ثلاثة عشر كلية ومعهد.
  • المعالم التاريخية: تحتوي طنطا على العديد من الآثار الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية، من بينها قرية خرسيت الفرعونية وقرية تلبنت قيصر التي تحتوي على قلعة رومانية. ومن المعالم الإسلامية مسجد العمري نسبةً إلى الصحابي عمرو بن العاص.
  • مسرح طنطا: يُعتبر من أكبر المسارح المصرية، مصمم على الطراز الإيطالي، ويقع في قلب ميدان الجمهورية. يبلغ ارتفاع منصة المسرح 30 قدمًا، وقد أُسس ليكون مركزًا رئيسيًا لنشر الثقافة.
  • محطة سكة الحديد: تُعتبر هذه المحطة الثانية بعد محطة باب الحديد في القاهرة، وهي تُعدّ نموذجًا معماريًا مميزًا في مدينة طنطا.

الحياة في مدينة طنطا

تتمتع مدينة طنطا بمجموعة متميزة من الأنشطة الاجتماعية والدينية والاقتصادية التي تساهم في حيوية المدينة ونموها. وتتجلى مظاهر الحياة في طنطا كالتالي:

  • السكّان: بلغ عدد سكان طنطا 4,999,633 نسمة في عام 2017، مع انخفاض ملحوظ في عدد الوفيات، مما يدل على تحسين نوعية الحياة في المدينة.
  • الاقتصاد: تحتوي المدينة على أراضٍ زراعية تنتج الخضروات والأرز والذرة الشامية والقطن والفول. كما تُعرف بسياحتها في مجالات الصناعة الكيميائية والبتروكيماوية والمطاط، بالإضافة إلى الصناعات التعدينية غير المعدنية.
  • الدين: تُعتبر طنطا مركزًا دينيًا من خلال وجود المسجد الأحمدي، حيث يحتفل الصوفيون بمولد الرجبي.
  • الأنشطة البشرية: تتمتع المدينة بشبكة من الشوارع الحيوية التي تضم العديد من المحلات التجارية والأسواق، حيث يوجد سوق متخصص يبيع المنتجات المختلفة مثل سوق الفسيخ للأسماك، وسوق النحاس للأعمال النحاسية والألمنيوم وتل الحدادين للحدادة وصياغة المعادن. ومن الشوارع التجارية الرئيسية شارع سوق الحكمة.