السكك الحديدية قبل الميلاد
تُعد أقدم السكك الحديدية التي تعود إلى حوالي 600 سنة قبل الميلاد من إنجازات الحضارة الإغريقية، حيث تم تنفيذها عن طريق إنشاء أخاديد في الطرق المعبدة بالحجر الجيري. هذه الخطوة ساهمت في تسهيل نقل القوارب بواسطة المركبات ذات العجلات. ومع سقوط الحضارة اليونانية، اندثرت هذه السكك الحديدية لأكثر من 1400 سنة، حتى شهد القرن السادس عشر بروز نظام النقل بالسكك الحديدية الحديث. عقب ذلك، تم اختراع القاطرة البخارية بعد حوالي ثلاثة قرون.
تاريخ السكك الحديدية الحديث
يمكن تلخيص مراحل تطور السكك الحديدية في النقاط التالية:
- في أوائل خمسينيات القرن الخامس عشر، بدأت ألمانيا بإنشاء أولى طرق السكك الحديدية المسماة “طرق العربات”، التي ساهمت في تسهيل حركة العربات التي تجرها الخيول إلى المناطق الريفية. كانت هذه الطرق مكونة من قضبان خشبية تسهل حركة العربات عليها.
- مع حلول سبعينيات القرن السابع عشر، تم استبدال الخشب والعجلات المستخدمة في السكك الحديدية بالحديد، مما أدى إلى تطور خطوط النقل (بالإنجليزية: tramways) وانتشارها في مختلف أنحاء أوروبا.
- في عام 1789، ابتكر المهندس البريطاني ويليام جيسوب عربات مزودة بعجلات ذات حواف تحتوي على أخاديد، ما سمح للعجلات بالالتصاق بمسارات السكك الحديدية، والذي أصبح تصميمًا أساسيًا فيما بعد في القاطرات.
- تم اختراع الحديد المطاوع واستخدامه في السكك الحديدية على يد جون بيركينشو في عام 1820، ليكون بديلاً لحديد الصب.
- في أواخر الستينيات من القرن التاسع عشر، أصبح الحديد يتم إنتاجه بتكلفة أقل، وهو ما ساعد على توسع إنتاج السكك الحديدية في الولايات المتحدة ودول العالم الأخرى.
- في عام 1821، تم إنشاء أول سكة حديدية في العالم مخصصة للشحن والركاب والتي تعمل بنظام الجر بالبخار، وهي سكة ستوكتون آند دارلينغتون (بالإنجليزية: Stockton & Darlington) في إنجلترا، حيث قام إدوراد بيز بإنشاء خط يمتد بطول 12.9 كيلومتراً يربط ستوكتون بالساحل بدارلينغتون للاستفادة من ثروات الفحم.
- في عام 1825، أُطلق أول قطار من دارلينغتون إلى ستوكتون، حيث كان يحمل حوالي 450 راكبًا بسرعة 24 كيلومتراً في الساعة.
أهمية السكك الحديدية
لقد ساهمت السكك الحديدية بشكل كبير في تعزيز مستويات الإنتاجية في قطاعات الزراعة والصناعة وتطوير العلاقات والروابط الدولية. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت في تخفيف الازدحامات المرورية في كل من بريطانيا وبلجيكا، وأدت إلى تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ في فرنسا وألمانيا وروسيا، مما جعل الأهمية الاقتصادية للسكك الحديدية تتجاوز مجرد الإقليم الأوروبي المحدود.