أين نشأت الدولة الفاطمية؟

الخلافة الفاطميّة

بعد انهيار الخلافة الأموية، تولت الخلافة العباسية حكم الشعوب العربية والإسلامية. ومع تقدم الزمن، تعرضت الدولة العباسية لعدد من الاضطرابات والفتن التي أدت إلى ضعفها بشكل ملحوظ. واستغل بعض دعاة الفكر الديني هذا الضعف لنشر أفكارهم بين المسلمين، وكان من بين هؤلاء دعاة الإسماعيلية.

برز التشيع كمذهب أساسي لدعاة الإسماعيلية الذين سعوا جاهدين لجذب الناس نحو هذا الفكر من خلال نشر أفكارهم وتفسير عقائدهم. وكان من أبرز هؤلاء الرجال هو أبو عبد الله الداعي، الذي بذل جهودًا كبيرة في سبيل تحقيق هذا الهدف. فقد سافر إلى بلاد المغرب لنشر مذهب الإسماعيلية والدعوة لبيعة الإمام الحجّة، وهو عبيد الله المهدي، الذي كان يعتقد أنه من سلالة الحسين بن علي رضي الله عنه.

ظل عبيد الله المهدي في منطقة سلمية بالمشرق، بينما انتشر أتباعه، وعلى رأسهم أبو عبد الله الداعي، في بلاد المغرب للدعوة إلى مبايعته. وقد وجد الإسماعيليون في منطقة المغرب، وتحديدًا بين قبائل الأمازيغ، بيئة مناسبة لنشر التشيع، نظرًا لبعدها عن مركز الخلافة العباسية السنية في المشرق. ونجح أبو عبد الله الداعي في استقطاب آلاف المناصرين، وقام بمحاربة المخالفين، ونال بذلك نجاحًا ملحوظًا حيث أسقط دولة الأغالبة التي كانت تسيطر على بلاد المغرب العربي. وأسس أول عاصمة للفاطميين في المغرب وكانت مدينة المهديّة بمثابة عاصمته، وذلك في عام 912 ميلادي.

بداية الخلافة

بعد أن تمكن الفاطميون من السيطرة على بلاد المغرب العربي وتوسيع نفوذهم داخلها، استولى أبو عبد الله الداعي على القيروان، عاصمة الأغالبين. وفي تلك الأثناء، دعا الإمام عبيد الله المهدي للحضور إلى المغرب، حيث تم مناداته بأمير المؤمنين. ومن ثم، استطاعت الدعوة الإسماعيلية أن تبرز وجودها، مما أسفر عن تأسيس الدولة الفاطمية. وبدأ زعماؤها بالتوسع صوب المشرق، وكان هدفهم الأول هو دولة مصر التي كانت تحت حكم الإخشيديين.

نهاية الخلافة

استمرت الدولة الفاطمية ما يقرب من مئتي وسبعين عامًا، حيث انتهت في عام 1171 ميلادي عندما قام صلاح الدين الأيوبي بغزو مصر بتكليف من نور الدين زنكي، لينهي حكم الفاطميين ويعيد مصر إلى حضن الدولة الإسلامية السنية.

الفاطميّون في مصر

استغل الفاطميون ضعف الدولة الإخشيدية وتفككها، مما جعلهم يهاجمون مصر ويدخلونها بدعم من بعض أهلها الذين سئموا من سوء إدارة الإخشيديين وكثرة مظالمهم. عقب نجاحهم في السيطرة على البلاد، قرروا نقل عاصمتهم إلى مصر، حيث قاموا بتأسيس مدينة القاهرة في عهد المعز لدين الله، وشيدوا فيها الجامع الأزهر ودار الحكمة.