إن معرفة مكان نشأة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته الذاتية تعتبر من الأمور الأساسية لكل مسلم. فهو خاتم الأنبياء الذي أرسله الله سبحانه وتعالى رحمةً للعالمين. يمكنك من خلال موقعنا الاطلاع على السيرة الذاتية الكاملة للرسول.
مكان نشأة الرسول
وُلِد محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، في شعب بني هاشم، الذي يُعرف بأنه من بطون قريش. كان ذلك في يوم الإثنين، إما في الثامن أو الثاني عشر من شهر ربيع الأول، في عام الفيل. وتوافق هذه التواريخ مع العشرين أو الثاني والعشرين من شهر أبريل في عام 571م أو 570م وفقاً لبعض الدراسات.
وُلد محمد يتيمًا حيث فقد والده، وتوفيت والدته في سن مبكرة، مما جعله ينشأ في كنف جده عبد المطلب، ثم انتقل للعيش مع عمه أبي طالب. منذ صغره، عمل بالرعي ثم التجارة. وفي سن الخامسة والعشرين، تزوج من خديجة بنت خويلد، التي أنجب منها جميع أبنائه ما عدا ولده إبراهيم.
قبل الإسلام، كان الرسول يرفض عبادة الأصنام والطقوس الوثنية السائدة آنذاك. كان يقضي ليالي عديدة معتكفًا في غار حراء. وعندما بلغ الأربعين من عمره، زاره جبريل عليه السلام ليبلغه أول وحي في حوالي عام 610م، وفي عام 613م، نزل عليه جبريل مجددًا ليكلفه بالرسالة.
الدعوة السرية
واجهت الدعوة في بدايتها صعوبات كبيرة بسبب انتشار عبادة الأصنام، حيث كانت الدعوة لتوحيد الله تواجه تحديات عظيمة. لذلك، بدأ الرسول بدعوة أفراد عائلته والأشخاص الذين رأوا فيه الصدق والنية الصافية. من ضمن هؤلاء كانت خديجة زوجته، زيد بن حارثة، علي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق.
قام أبو بكر الصديق بدعم الرسول في دعوته، وأسلم على يديه العديد من الشخصيات الإسلامية البارزة مثل عثمان بن عفان والزبير بن العوام، بالإضافة إلى عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله. تدريجياً، بدأ الإسلام بالانتشار في مكة، واستمرت الدعوة السرية لمدة ثلاث سنوات.
بداية الدعوة العلنية
عندما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة قومه بشكل علني، اعتلى جبل الصفا ودعا قبائل قريش لتوحيد الله، ولكنهم استهزأوا به. ورغم ذلك، استمر الرسول في دعوته، وكان عمه أبو طالب قد أخذ على عاتقه حماية النبي أمام تحديات قريش.
المقاطعة
اتفقت قبائل قريش على مقاطعة الرسول وكل من يؤمن به، حيث حاصروا المؤمنين في شعب بني هاشم، ولم يُتعامل معهم في الشراء والبيع، كما مُنع تزويجهم من غيرهم والعكس. تم تدوين هذه البنود ووضعها على جدار الكعبة، واستمر الحصار لمدّة ثلاث سنوات.
انتهت المقاطعة بعد تشاور هشام بن عمرو وزهير بن أبي أمية وآخرين، وعندما همّوا بشق وثيقة المقاطعة، اكتشفوا أنها اندثرت باستثناء عبارة “باسمك اللهم”، مما أدى إلى إنهاء الحصار.
عام الحزن
توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنوات، وكانت دعمًا كبيرًا للنبي، كما مرض عمه أبو طالب الذي كان يحميه. واستغلت قريش هذا المرض بالتهجم على الرسول بالأذى الشديد.
حين اشتد مرض أبو طالب، حاول عدد من زعماء قريش إقناعه بوقف دعوة الرسول، لكن الرسول لم يكترث لتلك الضغوط. وقبيل وفاة أبو طالب، حاول الرسول معه أن ينطق بالشهادتين، لكنه لم يستجب وتوفي على ذلك الحال. بعد وفاته ووفاة خديجة رضي الله عنها، شعر الرسول بحزن عميق، وهو ما جعل تلك السنة تُعرف بعام الحزن.
لقد تعرفنا على نشأة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في مكة بشعب بني هاشم، وكيف واجه الإسلام الكثير من التحديات حتى وصل إلينا اليوم. وقد أتى الرسول ليجد العرب في حالة تتطلب دعوة للتوحيد والوحدة ونبذ العصبية القبلية.
