أين يقع الزائدة الدودية؟

الجهاز الهضمي

يمثل الجهاز الهضمي (بالإنجليزية: Gastrointestinal Tract) المسار الذي تمرّ من خلاله جزيئات الطعام عند استهلاكها، بدءاً من الفم. يساهم الجهاز الهضمي في امتصاص المغذيات والماء الضروريين للحفاظ على صحة الجسم. يتألف الجهاز الهضمي من عدة مكونات، منها المريء، والمعدة، والأمعاء الدقيقة والغليظة، كما يحتوي على مجموعة من الأجزاء التابعة للأمعاء الغليظة، مثل الزائدة (بالإنجليزية: Appendix)، والقولون، والمستقيم، والشرج.

الزائدة وموقعها

تعتبر الزائدة (بالإنجليزية: Appendix) جزءاً من الجهاز الهضمي، حيث تقع في الجهة السفلية اليمنى من البطن، تحديداً في المنطقة المعروفة بنقطة ماكبيرني (بالإنجليزية: McBurney’s point). قد يدل الألم الناتج عن الضغط على هذه النقطة على التهاب الزائدة. تتميز الزائدة بشكل أنبوب مجوف مغلق من جهة واحد، وتتصل من الجهة الأخرى بالأعور (بالإنجليزية: Cecum)، الذي يشبه الحقيبة ويمثل بداية الأمعاء الغليظة، حيث يتم تفريغ محتويات الأمعاء الدقيقة.

يتراوح طول الزائدة عمومًا بين 8-10 سنتيمترات، بينما عرضها أقل من 1.3 سنتيمتر. تجدر الإشارة إلى أن الزائدة لا تلعب أي دور في عملية الهضم، ولا يزال الهدف منها غير واضح حتى الآن. كما أن الاستئصال الجراحي لها لا يسبب أي أضرار صحية، مما دفع الكثير من العلماء للاعتقاد بأنها عضو غير وظيفي فقدت أهميتها عبر قرون من التطور.

التهاب الزائدة

يعد التهاب الزائدة واحدًا من الأسباب الأكثر شيوعًا لآلام البطن التي تستدعي التدخل الجراحي في الولايات المتحدة الأمريكية. وتشير الدراسات إلى أن حوالي 5% من الأمريكيين سيعانون من التهاب الزائدة في مرحلة ما من حياتهم. يؤثر هذا الالتهاب على جميع الفئات العمرية، لكنه عادة ما يظهر بين سن العشرين والثلاثين، ويسجل انتشارًا أكبر لدى الذكور مقارنةً بالإناث. يجب على المرضى الذين يعانون من التهاب الزائدة الدودية الحصول على العلاج المناسب، لأن تركها دون معالجة يمكن أن يؤدي إلى انفجار الزائدة وحدوث التهابات خطيرة تهدد حياة الشخص.

أعراض التهاب الزائدة

يمكن التعرف على أعراض التهاب الزائدة الدودية من خلال العلامات التالية:

  • ألم في المنطقة المحيطة بالسرة.
  • ألم في الجانب السفلي الأيمن من البطن.
  • فقدان الشهية.
  • غثيان وتقيؤ.
  • إسهال.
  • إمساك.
  • انتفاخ في البطن مع صعوبة في تمرير الغازات.
  • حمى خفيفة.
  • شعور بالتحسن بعد تمرير البراز.

تشخيص التهاب الزائدة

يستند تشخيص التهاب الزائدة الدودية على الفحص الجسدي والأعراض السريرية التقليدية. ومن بين الفحوصات الشائعة الأخرى التي تُجرى:

  • الفحوصات المخبرية: بالرغم من عدم وجود فحص دم محدد يثبت الإصابة بالتهاب الزائدة، يقوم مقدّم الرعاية الصحية بأخذ عينة دم للتحقق من عدد كريات الدم البيضاء؛ حيث أن ازديادها قد يرتبط بالتهاب الزائدة. ومع ذلك، فإن المعدلات الطبيعية لا تنفي الإصابة، وكذلك قد تشير الزيادة إلى حالات صحية أخرى. يمكن أيضًا إجراء تحليل البول لاستبعاد عدوى المسالك البولية أو الحمل كسبب للأعراض.
  • الاختبارات التصويرية: تُستخدم الاختبارات التصويرية عندما لا يكون التشخيص واضحًا. قد يُجرى تصوير مقطعي محوسب (بالإنجليزية: CT scan) للبطن والحوض لتقييم ألم البطن في حال الشك بوجود التهاب في الزائدة. بالنسبة للأطفال، يُفضل إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) لتجنب التعرض للأشعة الضارة.

علاج التهاب الزائدة

علاج التهاب الزائدة الدودية يعتمد على إتمام عملية جراحية لاستئصال الزائدة الملتهبة. يُعطى المريض المضادات الحيوية اللازمة قبل العملية لتفادي الإصابة بالعدوى. يمكن إجراء استئصال الزائدة (بالإنجليزية: Appendectomy) كجراحة مفتوحة من خلال شق بطني يتراوح طوله بين 5-10 سنتيمترات.

أو يمكن إجراء استئصال الزائدة عن طريق الجراحة بالمنظار (بالإنجليزية: Laparoscopic surgery)، حيث يتطلب الأمر عددًا قليلًا من الشقوق الصغيرة للدخول بأدوات جراحية وكاميرا. تتميز هذه الطريقة بأن المريض يتعافى بسرعة أكبر، والآلام والندوب الناتجة تكون أقل. ومع ذلك، لا يمكن إجراء هذه الطريقة في كافة الحالات، مثل حالة تمزق الزائدة أو انتشار العدوى، حيث تحتاج هذه الحالات إلى استئصال مفتوح لأن تنظيف التجويف البطني يصبح ضروريًا. في بعض الأحيان، يلزم تصريف الخراجات قبل إجراء العملية باستخدام أنبوب عبر الجلد.