موقع قبر سيدنا يوسف عليه السلام
تباينت الآراء حول موقع قبر سيدنا يوسف -عليه السلام-، ومن أبرز هذه الآراء ما يلي:
الرأي الأول: داخل الحرم الإبراهيمي
ذكر الإمام الترمذي أن قبر سيدنا يوسف -عليه السلام- يقع في الحرم الإبراهيمي في البقيع، حيث يكون بجوار قبر النبي يعقوب -عليه السلام-. وورد عن ابن عساكر أن إحدى الجواري التي كانت تعيش في بيت المقدس استفسرت عن موقع القبر، وخرجت مع عماله إلى المكان المعين، ليجدوا حجراً كبيراً تم كسره، ليظهر لهم يوسف -عليه السلام- في حالته الأصلية من الجمال والحسن.
وتحدث أحد العلماء عن دخوله إلى الغار الذي يجاور قبر سارة، وبقربه يقع قبر إبراهيم -عليه السلام-، ثم دخل المسجد ليصلي، ليكتشف أن فيه قبر النبي يوسف -عليه السلام-.
الرأي الثاني: في مدينة نابلس
تشير بعض المصادر إلى أن مقام وقبر النبي يوسف -عليه السلام- يوجدان في شرق مدينة نابلس، تحديداً في قرية تُدعى بلاطة. وقد أشار الشيخ عبد الغني النابلسي إلى أنه وصل إلى هذا القبر على أرض مرتفعة، محاطاً ببناء قديم وأشجار زيتون، وبرز القبر داخل مغارة كبيرة.
كما أفادت مجلة الأستاذ بأن قبر النبي يوسف -عليه السلام- يتواجد في مسجد قد تهدم، وتحجرت أعمدته في التراب، حيث بقي ثلاثة أعمدة منها بارزة.
وقد ذكرت بعض الروايات منذ القرن الرابع الميلادي أن قبر يوسف -عليه السلام- موجود في نابلس، على بعد ألف ياردة شمال بئر يعقوب، كما أُشير إلى أنه يوجد في بيت المقدس، وخاصةً في منطقة قبور آبائه إبراهيم وإسحاق -عليهم السلام-، التي تقع قبالة الحرم.
إمكانية تحديد مكان قبر يوسف عليه السلام
اتفق العلماء على أنه لا يمكن تحديد قبر أنبياء الله بدقة إلا قبر النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-. أما بقية قبور الأنبياء والرسل فلا يمكن الجزم بمواقعها، مثل قبر يوسف -عليه السلام-، ولكن يمكن التعرف عليها بشكل نسبي ويظل الأمر غير مؤكد. الجزم الوحيد هو حول قبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي يقع في حجرة عائشة -رضي الله عنها-.
وقد نقل عن محمد بن الجزري أنه أشار إلى عدم جدوى تحديد أي قبر لنبي باستثناء قبر النبي -عليه الصلاة والسلام-. لذا، لا يمكن القول بشكل قاطع عن قبر سيدنا يوسف -عليه السلام-، ولكن يمكن الإشارة إلى وجود قبره في منطقة معينة كما ورد في بعض الروايات التاريخية واهتمامات الباحثين عن سير الأنبياء.
تعددت الروايات حول مكان قبر يوسف -عليه السلام-، فبعضها يشير إلى الحرم الإبراهيمي في البقيع، بينما آخرون يعتقدون أنه في قرية بلاطة شرق نابلس، على بعد ألف ياردة من بئر يعقوب. ومع ذلك، يجمع العلماء على أن تحديد مكان قبره على وجه اليقين أمر غير ممكن، ويظل قبر النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- هو القبر الوحيد المعلوم بدقة.