قصر غمدان
الموقع
تعتبر القصور القديمة من أبرز الآثار التي تعكس أساليب البناء التاريخية. ومن أهم هذه المعالم هو قصر غمدان، الذي تم إنشاؤه في مدينة صنعاء اليمنية ليكون مقراً للحكم، حيث كان يقيم الملك ويوجه شؤون الدولة. اشتهر هذا القصر بزخرفته الفريدة وهندسته المعمارية الرائعة، حيث تم تزيينه بالجرانيت والمرمر، مما جعله مقصدًا للعديد من الملوك، وكان آخرهم الملك سيف بن ذي يزن.
تألف قصر غمدان من عشرين طابقًا، حيث كانت المسافة بين كل طابق وآخر تقدر بعشرة أذرع. ومع ذلك، تم تدمير القصر بالكامل، وتم بناء الجامع الكبير بصنعاء على أنقاضه، بينما بقيت أبوابه، التي لا تزال تشكل المدخل للجامع حتى اليوم.
تاريخ البناء
لا يزال العصر الذي تم فيه بناء القصر وهوية البنّاء غير محددين بدقة، وقد اختلف المؤرخون في هذا الأمر، مما أسفر عن ثلاثة آراء رئيسية حول تاريخ البناء:
- أحد الآراء يشير إلى أن الملك إيلي شرح يحضب هو الذي قام ببناء القصر، وهو أحد ملوك صنعاء في القرن الأول الميلادي، وذلك وفقاً لما تم تسجيله من قبل المعارف البريطانية التي درست النقوش الموجودة على الأحجار المتبقية من القصر، والتي تعود لتلك الحقبة الزمنية.
- رأي آخر يفيد بأن سام بن نوح هو من بنى القصر، حيث ذُكر في المصادر التاريخية أنه جاء إلى اليمن واختار موقع القصر بعد أن اختطف طائر منزلته وبعد بحثه عثر عليها، مما دفعه لبناء قصر غمدان في ذلك الموقع.
- أما الرأي الثالث فيشير إلى أن يعرب بن قحطان هو الذي أسس القصر، وفقاً لما ذكره كل من ابن هشام وابن كثير في كتاباتهما.
الهدم
توجد اختلافات بارزة بين المؤرخين حول كيفية هدم قصر غمدان، حيث تباينت الآراء بين من قام ببنائه وتلك المتعلقة بأساليب الهدم. ومن أبرز الروايات المتعلقة بذلك هي:
- الهدم الذي حدث على ثلاث مراحل؛ حيث وُصف أن المرحلة الأولى كانت خلال الغزو الحبشي لليمن عام 525 ميلادي، ثم تلاها تدمير جزء آخر في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأما الجزء الأخير فقد انهار خلال فترة خلافة عثمان بن عفان.
- الراوية الثانية تشير إلى أن الخليفة عثمان بن عفان أصدر أمرًا بهدم القصر بسبب وجود خشبة مكتوب عليها: “أسلم غمدان هادمك مقتول”، إضافة إلى تشجيعه بنصيحة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي ذكر فيها أن العرب لن تستقيم أمورهم ما دام غمدان قائمًا.