فرعون مصر
الفرعون هو اللقب الذي كان يُطلق على حاكم مصر خلال العصور القديمة، ولكن المحور الأساسي لهذا المقال هو الفرعون رمسيس الثاني، الذي كان يحكم في زمن النبي موسى عليه السلام. يعرف أيضاً برمسيس الأكبر، وهو الفرعون الثالث من الأسرة التاسعة عشر. يُعتبر رمسيس الثاني من أشهر الفراعنة وأكثرهم قوة، وقد أُطلق عليه لقب “الجد الأعظم”. قاد رمسيس حملات عسكرية متعددة نحو بلاد الشام، حيث أعاد السيادة المصرية على أرض كنعان، بالإضافة إلى حملات استهدفت المناطق الجنوبية.
تم تنصيب رمسيس الثاني وليًّا للعهد وهو في سن الرابعة عشرة، وقد بدأت فترة حكمه في أواخر سنوات مراهقته، واستمر حكمه لمصر لمدة سبعٍ وستين سنة وفقاً للمصادر التاريخية. يُقال إنه عاش حتى بلغ من العمر تسعاً وتسعين عاماً، ودُفن في مقبرة وادي الملوك. لاحقاً، تم نقل جثته إلى ما يُعرف بالخبيئة الملكية، حيث اكتشفت جثته في عام 1881، وتُعرض حالياً في المتحف المصري الذي يقع في وسط القاهرة.
فترة حكم فرعون
خلال الفترة الأولى من حكمه، ركز رمسيس بشكل كبير على مشاريع البناء، حيث أنشأ العديد من المعابد والمدن والمعالم الأثرية. من أبرز إنجازاته كان بناء مدينة بي رمسيس، العاصمة الجديدة في دلتا النيل، والتي أُقيمت على أنقاض مدينة أوارس، العاصمة السابقة للهكسوس عند توليه السلطة. تم ذكر اسمه في المصادر اليونانية حيث كان يُعرف بينهم باسم “أوزايمنديس”.
وفاته
توفي فرعون رمسيس الثاني بعد عملية مطاردة بني إسرائيل، وبعد وفاته، قام عدد من الناجين بتحنيط جثته ونقلها بواسطة قارب عبر النيل إلى المقبرة التي أعدها لنفسه في منطقة وادي الملوك. ومع ذلك، لم تنتهِ قصة الفرعون الأعظم بعد وفاته، إذ عادت تفاصيلها لتظهر في عصرنا الحديث.
اكتشاف المقبرة (الخبيئة)
تم نقل جثة رمسيس من وادي الملوك إلى موقع يُعرف باسم الخبيئة لحماية القبر من اللصوص، وبذلك بقي القبر محفوظاً بعيداً عن النهب لمدة ألفين وثمانمائة عام حتى تم اكتشافه في العصر الحديث. وقد عثر على الخبيئة فلاح مصري برفقة إخوته بالصدفة، وقاموا بإخفاء اكتشافهم، لكنهم بدأوا في نهب الذهب والجواهر الموجودة هناك عبر زياراتهم المتكررة، ثم قاموا ببيع المسروقات وتقاسم الثمن بينهم. وفي إحدى المرات، نشب شجار بين الإخوة أثناء التقاسم، مما دفع أحدهم للذهاب إلى الشرطة والاعتراف بكل ما حدث بعد عشرة أعوام من اكتشافهم للخبيئة.
توجه رجال الشرطة وبعض المسؤولين من هيئة الآثار المصرية إلى الموقع، حيث تم تكليف أكثر من ثلاثمائة رجل لنقل جميع محتويات المقبرة من كنوز ومومياوات، وتم نقلها كلها إلى القاهرة بواسطة باخرة خلال يومين.