دعاء دخول وخروج دورات المياه
يؤكد علماء الدين على ضرورة الاستعاذة بالله تعالى عند دخول دورات المياه والخروج منها، إذ تعتبر من السُنن الموصى بها التي تحمي الإنسان من الشياطين التي تتواجد في أماكن النجاسات وكشف العورات. يلجأ المسلم إلى الله عز وجل طلبًا للحماية، كما روى زيد بن أرقم رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ”. (الحشوش تعني دورات المياه).
ويستحب للمسلم بعد الانتهاء من قضاء الحاجة في دورة المياه أن يدعو بالدعاء المذكور في الأحاديث الصحيحة، حيث ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: غُفْرَانَكَ”، مما يشير إلى أهمية الاستغفار. وقد يكون الحكمة في ذلك أن الله عز وجل قد أنعم على عباده بالطعام والشراب، ثم أكرمهم بخروج الأذى، فيستغفر العبد خشية التقصير في شكر الله عز وجل على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى.
الدخول بالقدم اليسرى والخروج باليمنى
يُستحب الدخول إلى دورة المياه بالقدم اليسرى والخروج باليمنى، وذلك لأن الأمور المحمودة كالغسل والوضوء تُفضَّل فيها اليمنى، بينما ما يتعلق بالأشياء التي تعتبر أقل تكريمًا مثل دخول الحمام فيُفضل فيه اليسرى. وتؤكد العديد من الأحاديث الصحيحة على هذا الأمر، كما روى حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في كل شأنه في طهوره وترجّله وتنعله”.
تنظيف المقعدة قبل الاستخدام
تُعد مقعدة الحمام بؤرة لتجمع الجراثيم والأوساخ، التي قد تنتقل إلى اليدين والأسطح أثناء الاستخدام. لذلك، فإنه من الضروري تنظيفها بشكل دوري لمنع تراكم الأوساخ والجراثيم. ويجب المحافظة على المياه أثناء استخدام دورات المياه عبر الخطوات التالية:
- سكب الماء في المقعدة بعد كل استخدام.
- ارتداء القفازات.
- ملء دلو بالماء مع إضافة كمية كافية من الصابون وتحريكه جيدًا.
- غمر منشفة ورقية في محلول الماء والصابون، والضغط عليها للتخلص من الماء الزائد، ثم مسح المقعدة بالكامل، مع التركيز على جانبي الحلقة بالمزيد من المحلول، نظرًا لأن هذه المنطقة تكون أكثر عرضة للاصفرار وتجمع الأوساخ.
- تجفيف المقعدة باستخدام مناديل ورقية.
- إذا تم استخدام مناديل مبللة، يجب التأكد من تجفيف المقعدة جيدًا وتغطيتها بمنشفة ورقية، خاصة في دورات المياه العامة.
الاستتار عند قضاء الحاجة
الاستتار يعني الابتعاد عن أعين الناس، بحيث يكون الشخص مخفيًا خلف حائط أو كثيب من رمل، حتى لا يسمع منه صوت أو يشم منه رائحة. فعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: “أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه، فأسر إلي حديثًا لا أحدث به أحدًا، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدف أو حائش نخل”، حيث تشير هذه الأقوال إلى أهمية الاستتار.
غسل اليدين بالماء والصابون
غسل اليدين بالماء والصابون يعتبر أمرًا ضروريًا لتجنب الجراثيم، والوقاية من الأمراض. كما يمنع انتقال الفيروسات والبكتيريا بين الأفراد. وتتلخص طريقة غسل اليدين الصحيحة في النقاط التالية:
- غسل اليدين بالماء النظيف الجاري، سواء كانت باردة أم دافئة.
- وضع كمية من الصابون على اليدين.
- فرك اليدين جيدًا بين الأصابع، تحت الأظافر، وظاهر اليدين وباطنهما لمدة 20 ثانية.
- شطف اليدين جيدًا بماء نظيف لإزالة الصابون.
- تجفيف اليدين بمنشفة نظيفة أو تركهما لتجفّا.
المحافظة على نظافة دورة المياه
تتجمع الجراثيم والبكتيريا في دورات المياه إذا لم تُتّبع قواعد الصحة العامة، لذا من الضروري اتباع الطريقة الصحيحة لتنظيفها للحفاظ على نظافتها. إليك بعض الخطوات المتبعة:
- تنظيف المقعدة بالماء والمناديل الورقية بعد كل استخدام، باستمرار لتجنب تراكم الرواسب والجراثيم.
- تنظيف الأسطح التي تُلمس بالأيدي أثناء استخدام دورة المياه، كصنبور المياه ومقبض الباب.
- تنظيف أي براز أو قيء على الفور، وتعقيم الحوض والأسطح.
- تنظيف حوض الاستحمام والدش بعد الاستخدام بالماء والصابون، وتركهما ليجفا.
- الاحتفاظ بالأدوات الشخصية في أماكن مغلقة وضرورة تنظيفها بعد كل استخدام.
- تهوية الحمام باستمرار لتجنب الرطوبة والعفن.
- غسل المناشف وتغييرها بانتظام.
- تجنب وضع سجاد في الحمام، واستبدالها بأرضية صلبة مثل البلاط أو الفينيل.
- غسل اليدين جيدًا قبل الخروج من دورة المياه.
- تجنب طرح المناديل الورقية على الأرض وإلقائها في صناديق القمامة حرصًا على النظافة.
عدم التحدث داخل دورة المياه
يُفضل عدم الحديث داخل دورات المياه بكلام يتضمن ذكر الله سبحانه وتعالى وذلك احترامًا لكرامته، كما يُمنع التحدث بكلام دنيوي لأنه يتنافى مع آداب استخدام دورة المياه. كما قد تظهر أصوات غير مرغوب فيها، مما يسبب الإحراج للطرفين.
مراعاة الخصوصية في دورات المياه
على الرغم من بساطة دورات المياه، إلا أنه هناك شروط يجب مراعاتها عند إنشائها:
- يجب أن تحتوي على أبواب وأقفال.
- يجب أن تكون في أماكن آمنة وسهلة الوصول.
- تخصيص دورات مياه منفصلة للذكور والإناث للحفاظ على الخصوصية.
- مراعاة احتياجات الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال توفير مرافق ملائمة لهم.
تتجلى أهمية الالتزام بذكر أدعية الدخول والخروج من دورات المياه في الاستعاذة من الشياطين، وإدراك نعم الله عز وجل التي لا تُحصى. ويساعد الحفاظ على النظافة بشكل دوري وغسل اليدين على بناء مجتمع صحي، مما يعزز الروح العامة من الاحترام بين الأفراد، ويجب اتباع هذه القواعد عند استخدام دورات المياه.