الإعجاز القرآني في مراحل نمو الجنين
تناقش سورة المؤمنون الإعجاز في مراحل تكوين الجنين، حيث ذكر الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ*ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ). وقد أوضح الله تعالى مراحل تكوين الجنين إلى حين نفخ الروح فيه، مع تشكيل العظام وتغليفها باللحم، ليصبح إنسانًا كاملاً بتوفيق الله تعالى. وقد صنف الإسلام مراحل النمو الإنساني إلى ثلاث مراحل رئيسية، حيث تتمثل المرحلة الأولى في فترة ضعف ما قبل القوة، والتي تشمل جميع مراحل تطور الجنين من خلية واحدة مخصبة إلى إنسان بالغ.
الأطوار الثلاثة للجنين
وفي تفسيره للأطوار الثلاثة التي يمر بها الجنين، ذكر القرطبي رحمه الله أن هذه الأطوار تمتد على مدى أربعة أشهر، وتتمثل في:
- النطفة: تُشير إلى السائل المنوي، وسُميت بهذا الاسم نظراً لقلة حجمها، حيث تمثل كمية ضئيلة من الماء.
- العلقة: هي عبارة عن الدم المتجمد.
- المضغة: تمثل قطعة صغيرة من اللحم تعادل حجم المضغ.
التقدم العلمي في مراحل تكوين الجنين
في بداية الشهر الأول من تكوين الجنين، يتم إحاطته بكيس مائي صغير يتملأ تدريجياً بالماء، ويمتاز الجنين بتغذيته والتخلص من الفضلات من خلال المشيمة المتصلة بأمه. تتشكل خلايا الدم وتظهر الملامح الأولية للوجه، بما في ذلك العيون والفم والحنجرة. مع بداية الشهر الثاني، تتطور ملامح الجنين ويتشكل الأنبوب العصبي، وفي الشهر الثالث، يبدأ تشكيل ذراعي الطفل ويديه وأصابعه وقدميه بشكل كامل. في الشهر الرابع، يُسمع نبض قلب الطفل، وتتطور العظام وأصابع اليدين والقدمين والجفون والحاجبين والرموش والأظافر والشعر، كما يتم تفعيل الجهاز العصبي وتطور الأعضاء التناسلية، مما يتيح إمكانية تحديد جنس الطفل في هذه المرحلة. في الشهر الخامس، يبدأ الطفل بالحركة وينمو شعره، ويُغمر بمادة تحميه من السائل المحيط به في رحم أمه. الشهر السادس يشهد احمرار جلد الطفل، وتقسيم الجفون وفتح العيون. ثم في الشهر السابع، يزداد نمو الطفل وتخزين الدهون في جسمه. أما في الشهر الثامن، يشهد دماغه تطورًا ملحوظًا، وتبدأ حاستي السمع والبصر بالعمل. وأخيراً في الشهر التاسع، يتم تطوير وظيفة الرئتين لتصبح جاهزة، وتنسق ردود فعل الطفل مثل الإمساك وغلق العينين وتحريك الرأس والاستجابة للأصوات والضوء، مما يؤدي إلى ولادته.