أبرز إنجازات الحضارة الرومانية
لقد قدمت الحضارة الرومانية مجموعة متنوعة من الإنجازات والابتكارات التي ساهمت في تأسيس إمبراطورية مهيمنة عبر التاريخ. نستعرض فيما يلي أبرز هذه الإنجازات:
الهندسة المعمارية
استلهم الرومان فن العمارة من العمارة اليونانية، مما أطلق عليه اسم “العمارة الكلاسيكية”. وقد برعوا في تصميم وبناء منشآتهم، مما أظهر تميزهم وإبداعهم في هذا المجال. ومازال العديد من المهندسين والمعماريين اليوم يستخدمون مبادئ العمارة الرومانية. ومن أبرز الفنون المعمارية التي برع فيها الرومان:
- القباب
تمكن الرومان من بناء قباب تغطي مساحات شاسعة دون الحاجة إلى أعمدة دعم، ومن أشهر هذه القباب قبة بيت الإمبراطور نيرو وقبة البانثيون.
- الأقواس العادية
تم تطوير الأقواس لتكون قادرة على تحمل أوزان أكبر من البنى المستقيمة، وتم التوصل إلى تصميمها بشكل نصف دائري.
- أقواس النصر
شُيدت في عهد لوسيوس ستريتينوس عام 196 قبل الميلاد، وقد صُممت للتعبير عن فرحة الرومان بانتصاراتهم العسكرية.
- قنوات المياه
أنشئت القنوات المائية لنقل مياه الينابيع إلى المدن الكبرى، ومن أبرزها قناة أكوا أبيا وقناة جسر بونت دو غار.
نظام الترقيم الروماني
يعتبر نظام الترقيم الروماني أحد الأنظمة الأكثر استخدامًا، وقد تم تطويره لتلبية احتياجات العصر في إجراء الحسابات والمعاملات اليومية. استخدم هذا النظام على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا كنظام قياسي للكتابة حتى أواخر العصور الوسطى.
تستخدم الأرقام الرومانية لتمثيل قيم عددية ثابتة، وغالبًا ما نجدها في العصر الحديث في عناوين الكتب، والأفلام، ومجالات ثقافية متعددة.
الطب
تأثر الرومان بالتطورات الجراحية التي أحرزها الإغريق القدماء، حيث ابتكروا مجموعة من الأدوات والتقنيات التي ساهمت في تقدم الطب عالميًا. وقد أسسوا فرقة طبية عسكرية لعلاج الجرحى خلال المعارك، وأبدعوا في استخدام أدوات طبية للحد من فقدان الدم، مما ساهم في إنقاذ الكثير من الأرواح. كما عرفوا التعقيم، إذ اعتادوا على غمس الأدوات الطبية في الماء الساخن قبل العمليات.
وفيما يلي أهم الأدوات الطبية التي تم اختراعها في عهد الرومان:
- المشارط البرونزية.
- مثقاب العظام.
- الملقط.
- خطافات التوليد.
- المنظار المهبلي للولادة.
التقويم اليولياني
يُعتبر التقويم اليولياني من أبرز إنجازات الحضارة الرومانية، ويعود تاريخه إلى حوالي 2000 عام. تمت تغيير التقويم لضمان أن يكون لكل شهر عدد فردي من الأيام مراعاة للاعتقاد بأن الأرقام الزوجية غير محظوظة، واستمرت هذه الممارسة حتى عام 46 قبل الميلاد.
عمل يوليوس قيصر وعالم الفلك سوسيجينس على تطوير النظام اليولياني ليتماشى مع السنة الشمسية، حيث تم زيادة عدد الأيام في السنة من 355 إلى 365 يومًا.
الصحف والمطبوعات
ابتكر الرومان نظامًا متقدمًا لنشر الأخبار المكتوبة في أرجاء البلاد، فأطلقوا في عام 59 قبل الميلاد صحيفة “الأحداث اليومية” (باللاتينية: Acta Diurna)، التي كانت تُكتب يدويًا وتُنشر من قبل الحكومة في المنتدى الروماني، حيث كانت تتضمن أخبارًا سياسية، وانتصارات عسكرية، وجولات للمصارعة، فضلاً عن أخبار الولادات والوفيات.
الخدمات البريدية
تمتلك روما القديمة نظامًا بريدياً متطوراً، إلا أنه لم يكن النظام الأول لنقل البريد. مع اتساع الأراضي وصعوبة تناقل المعلومات، أنشأ الإمبراطور أغسطس نظاماً بريدياً يعتمد على عربات الخيول لنقل المعلومات بسرعة. وقد سهل هذا النظام عملية توصيل الرسائل بفضل تصميم الإمبراطورية الفعّال.
نبذة عن الحضارة الرومانية
نشأت الحضارة الرومانية في روما القديمة، التي كانت بمثابة بلدة صغيرة تقع على ضفاف نهر التيبر في إيطاليا. ومع بداية القرن الثامن قبل الميلاد، نمت هذه البلدة لتصبح واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ، حيث شملت نفوذها معظم أوروبا وبريطانيا، وجزءًا كبيرًا من غرب آسيا وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى جزر البحر الأبيض المتوسط.
تأسست الحضارة الرومانية، وفقًا لبعض الأساطير، على يد رومولوس وريموس عام 753 قبل الميلاد، وهما توأمان يُنسب إليهما الفضل في تأسيس المدينة. بعد مقتل ريموس، أصبح رومولوس أول ملك لروما، وسُميت المدينة نسبةً إليه.
فترات الحكم في الحضارة الرومانية
يمكن تقسيم فترات الحكم في تاريخ الإمبراطورية الرومانية إلى ثلاثة مراحل رئيسية، وهي:
- المملكة الرومانية (625 ق.م – 510 ق.م)
تُعد هذه الفترة الأولى في تاريخ الحكم الروماني، حيث شهدت روما حكم ستة ملوك، وازدهرت خلالها المجالات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية.
- الجمهورية الرومانية (510 ق.م – 31 ق.م)
تعتبر هذه الفترة الثانية، حيث حكمت روما من قبل أعضاء مجلس الشيوخ والفُرسان، وشهدت أحداثًا مهمة مثل إصدار قانون الألواح الاثني عشر، الذي ينص على أن الشخص بريء حتى تثبت إدانته.
- الإمبراطورية الرومانية (31 ق.م – 476 م)
تُعد هذه الفترة الأخيرة في الحكم الروماني، حيث شهدت توسعًا كبيرًا في النفوذ الذي امتد إلى ثلاث قارات: آسيا، أوروبا، وشمال إفريقيا، وانتهت بسقوط روما الغربية.