أبرز إنجازات الخديوي إسماعيل
لقد حقق الخديوي إسماعيل العديد من الإنجازات الهامة خلال فترة حكمه، ومن أبرز هذه الإنجازات:
تحسين النظام الإداري
عند استلامه للحكم، اتخذ الخديوي إسماعيل خطوات هامة في تنظيم الإدارة، حيث قام بتقسيم مصر إلى ثلاثة أقاليم رئيسية، هي: الإقليم البحري، الإقليم المتوسط، وصعيد مصر. هذه الأقاليم تُقسم إلى ثماني محافظات تشمل: العاصمة، الإسكندرية، دمياط، رشيد، العريش، بورسعيد، السويس، ومساكن في السودان. كما عُهد برئاسة هذه المحافظات إلى عُمد، بدلاً من المشايخ، مع تعيينهم كمساعدين للارتقاء بأعمالهم.
توسيع الزراعة وتطوير أنظمة الري والمواصلات
عمل الخديوي إسماعيل على إدخال أصناف جديدة من الزراعات لمصر، مثل القطن، الكتان، الأفيون، والنيلة، والتوت وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، أجرى تحسينات كبيرة على أنظمة الزراعة التقليدية، وأدخل زراعة نباتات جديدة مثل الزيتون، كما عزّز من نظم الري ووسائل المواصلات بالتعاون مع الفلاحين دون إضرارهم بالضرائب.
تعزيز الصناعة والتجارة والعمل
بدايةً، قام سعيد باشا، جد الخديوي إسماعيل، بإنشاء شركتين للملاحة بهدف دعم التجارة المحلية والدولية، إحداهما بحرية والأخرى نيلية. أُطلق على الشركة البحرية اسم “المجيدية” تيمّناً بالسلطان العثماني عبد المجيد، بينما سميت الشركة النيلية “الشركة المصرية لقيادة السفن بالبخار”. اتبع الخديوي إسماعيل نهج جده وأنشأ شركة جديدة تُعرف باسم “العزيزية” للاستفادة من المهام التجارية المرصودة في المجيدية. كما قام أيضاً بتوسيعه لشبكة السكك الحديدية وأنشأ معامل ومصانع لتعزيز حركة التجارة.
تطوير القوات المسلحة
كان للخديوي إسماعيل اهتمام خاص بالتعليم العسكري، إذ أسس ست مدارس عسكرية شملت: مدرسة القيادة (للمشاة)، والسواري (للخيالة)، والطوبجية (للمدفعية)، إلى جانب الهندسة العسكرية والطب البيطري. كما عمل على تطوير تدريبات الجيش وتعزيز أسلحته.
النهوض بالتعليم والبحث العلمي والصحافة
قام الخديوي إسماعيل بإنشاء المدارس الابتدائية وضمان انضمام الكتاتيب للنظام التعليمي، كما أسس مدارس ثانوية وعلية. فيما يتعلق بالصحافة، تم إصدار جريدة “روضة المدارس” بالإضافة إلى جريدتي “وادي النيل” و”نزهة الأفكار”.
تحديث أنظمة الحكم والتنفيذ والتشريع
سعى إلى زيادة عدد النظار (الوزراء) وإشراك الأمة المصرية في الحكم من خلال تأسيس المجلس النيابي.
خلفية تاريخية عن الخديوي إسماعيل
وُلِد الخديوي إسماعيل عام 1830 م في قصر المسافر خانه في مصر، ويُعتبر من أبرز الحكام الذين مروا على تاريخ البلاد. نشأ وتربى في رعاية والده وجده (محمد علي) في مدرسة خاصة أُقيمت في القصر العيني لتعليم الأمراء وأولادهم الصغار وأحفادهم.
درس في هذه المدرسة مبادئ العلوم، اللغات العربية والتركية والفارسية، وبقدرٍ ضئيل في الرياضيات والطبيعة. بتكليف من جده، انتقل إلى المدرسة المصرية في باريس، ثم عاد إلى مصر بعد إتمام دراسته ليواصل تعليمه في مدرسة أبيه الحازم حيث تعلّم فنون الحكم والإدارة.