إنجازات الملك عبدالله الأول البارزة وآثارها على المملكة

الإنجازات السياسية للملك عبد الله الأول

يعتبر الملك عبد الله الأول بن الحسين مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، حيث وُلِد في مدينة مكة المكرمة عام 1882م. وقد قضى سنواته الأولى في تلقي العلم على يد مجموعة من العلماء والشيوخ البارزين، حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة والدين الإسلامي. ثم انتقل إلى إسطنبول المعروفة بالأستانة آنذاك، حيث درس اللغة التركية وعدداً من العلوم الحديثة. في عام 1909م، تم تعيينه نائباً لرئيس مجلس المبعوثان في مكة، وأصبح له دور محوري عند اندلاع الثورة العربية الكبرى، حيث تولى قيادة الجيش الشرقي وأسهم في تأسيس الدولة المستقلة بجانب والده الشريف حسين بن علي، ثم عُيّن وزيراً للخارجية في الدولة. وإليك أبرز إنجازاته السياسية:

إقامة إمارة شرق الأردن

تأسست إمارة شرق الأردن بعد أن أجمعت آراء المواطنين على شرعية الأمير عبد الله بن الحسين كقائد للدولة. وقد استُقبل في عام 1920م بحفاوة كبيرة، وسرعان ما بادر إلى تأسيس الإمارة بكفاءة. تجمع حوله عدد من الشخصيات البارزة من العلماء والسياسيين والشعراء، ومن بينهم عبد المحسن الكاظمي وسعيد الكرمي وفؤاد الخطيب والشيخ محمد الشنقيطي. وقد أظهر الملك عبد الله الأول قدراته الفائقة في مواجهة التحديات السياسية خلال فترة حكمه، وتألق على الصعيدين المحلي والدولي؛ حيث عمل على استثناء الأردن من وعد بلفور الصادر عام 1922م، ثم أسس الجيش العربي في عام 1923م ووقع عدة معاهدات مع بريطانيا. وتحقق الاستقلال التام لإمارة شرق الأردن في عام 1946م.

تشكيل الحكومة

تولى الملك عبد الله الأول مسؤولية تشكيل أول حكومة مركزية في الأردن بتاريخ 11 أبريل 1921م تحت اسم حكومة الشرق العربي، حيث ضمت شخصيات سياسية متنوعة من جنسيات عربية مثل سوريا وفلسطين والحجاز. واحتفظت هذه الحكومة بالتسمية حتى عام 1928م، حين تم تغيير الاسم إلى حكومة إمارة شرق الأردن، واستمرت بهذا الاسم حتى إعلان الاستقلال الكامل لإمارة شرق الأردن عام 1946م، حيث تم تغيير اسمها إلى حكومة المملكة الأردنية الهاشمية.

إنجازات الملك عبد الله الأول في المجتمع

أعطى الملك المؤسس اهتماماً بالغاً لتحسين ودعم مختلف القطاعات المحلية، بما في ذلك أنظمة الصحة والتعليم وتعزيز البنية التحتية وتعزيز الثقافة والأدب. وركز على نشر مبادئ الإسلام الوسطية، وأسس العديد من المؤسسات المدنية والتربوية والدستورية التي تتيح مشاركة فعالة لكل فئات المجتمع. شهد عهده زيادة في عدد المدارس والمساجد والكنائس مما أسهم في تعزيز مبادئ الثورة العربية الكبرى والتأكيد على سماحة الدين الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، أقام المجمع العلمي العربي عام 1923م، الذي أصبح مركزاً ثقافياً وأدبياً يسهم في إثراء المحتوى العربي من خلال نشر المجلات والصحف المعنية بالقضايا العربية.

مؤلفات الملك عبد الله الأول

كان الملك عبد الله الأول معروفاً بكونه أديباً وشاعراً، حيث كان يهتم دائماً بلقاء الشعراء والأدباء والمشاركة في النقاشات الأدبية. كما كتب الشعر الكلاسيكي، وكان يفيض بالحنين إلى وطنه الحجاز. الملوك والكتّاب لديه العديد من المؤلفات المهمة، ومنها:

  • عبد الله بن الحسين، مذكّرات الأمير عبد الله: أعدها المؤرخ الفرنسي ليفي بروفنسال ونُشرت في دار المعارف بالقاهرة عام 1955م.
  • عبد الله بن الحسين، مذكرات الملك عبد الله: صدرت عن المطبعة الهاشمية في عمان عام 1970م.
  • عبد الله بن الحسين، الآثار الكاملة: نشر هذا الكتاب من خلال الدار المتحدة للنشر في بيروت عام 1973م.
  • عبد الله بن الحسين، الوثائق الهاشمية: مجموعة من الأوراق المتعلقة بوحدة الضفتين، تم جمعها وإعدادها بواسطة الدكتور محمد عدنان البخيت وآخرين، وصُنفت في المجلد الحادي عشر من الوثائق الهاشمية عام 1998م.
  • عبد الله بن الحسين، من أنا: تحدث الملك المؤسس في هذا الكتاب عن تاريخ العرب والإسلام حتى بداية العهد العثماني، وقدم لمحات عن الإمارة الهاشمية في مكة، ووصف العلوم لدى العرب، واختتم الحديث حول الثورة العربية الكبرى بأسلوب سؤال وجواب.
  • عبد الله بن الحسين، جواب السائل عن الخيل الأصائل: كتاب يحتوي على رسالة أعدها الملك للإجابة على استفسارات الشيخ فؤاد الخطيب حول الخيل وفضائلها وأجناسها.

للاطلاع على تفاصيل وفاة الملك عبد الله الأول، يمكنك قراءة المقال المتعلق بكيفية وفاة الملك عبد الله.