اسم الله الجبار
اسم الله “الجبّار” يحمل دلالات متعددة؛ حيث أن الجذر اللغوي له هو الفعل “جَبَرَ”، واسم الفاعل منه هو “جابر”. والمعنى العام لهذا الاسم يشير إلى إصلاح الأمور من خلال نوع من القهر والقوة. ومن هذا نستمد مصطلح “جبر العظم”. الله -جل وعلا- هو من يجبر الفقير بغناه، ويمنّ على المريض بالشفاء، ويعطي الأمل لمَن خاب أمله من خلال التوفيق والتيسير. كما أن “الجبّار” يرتبط بمفهوم الجبروت كما قال ابن القيم، لذا فإن اسم “الجبّار” يعد من أسماء العظمة والرفعة لله -تعالى-. وقد تم ذكره في القرآن الكريم في آية واحدة فقط، حيث قال -تعالى-: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ).
معاني الجبّار
يعتبر العلماء أن اسم الله -تعالى- “الجبّار” يحمل ثلاثة معانٍ رئيسية، كما هو موضح أدناه:
- جبر القوة؛ فإن الله -تعالى- بقوته المطلقة يقهر الجبابرة في الأرض، ويكسر ظهورهم، ويبدد قوتهم. ولا توجد قوة من المخلوقات إلا وقد هزمت تحت جبروت الله وعظمته.
- جبر الرحمة؛ ويعني أن الله -تعالى- يساند الضعيف فيغنيه بقوته، ويعافي المريض بشفائه، ويشفي القلوب المكسورة، ويزيل الكرب من خلال الفرج.
- جبر العلو؛ حيث أن الله -تعالى- يتفوق على جميع خلقه، ومع ذلك فهو قريبٌ منهم، يسمع أقوالهم ويرى أفعالهم، ويعلم حتى ما تخفيه صدورهم من وساوس وخفايا النوايا.
الجبّار بين صفات الله وصفات الإنسان
يُشير العلماء إلى أن بعض صفات الله -تعالى-، عندما يتصف بها، تصبح صفات كمال وقوة، بينما إذا اتصف بها أحد المخلوقات فهي تُعتبر صفات نقص ومذمّة. فالله -سبحانه- يتسم بالكمال عندما يُوصف بأنه “الجبّار” لقوته وعظمته وعلوّه على خلقه، في حين أن الصفة ذاتها عندما يحملها الإنسان تُعتبر مذمومة وتُؤدي إلى غضب الله -تعالى-، ويُعاقب المتجبر لأنه يعتلي على الناس ويظهر تجبّره من خلال قوته أو ثروته أو علمه أو مكانته الاجتماعية. ويخوض العلماء في العديد من الأمثلة عن أولئك الذين تكبّروا في الأرض، فعاقبهم الله -تعالى- بإزالة السبب الذي جعلهم متجبرين، ليصبحوا ضعفاء يتكففون الناس ويحتاجون إلى رحمتهم.