آثار تدمر العريقة
تعتبر تدمر واحدة من أبرز المواقع الأثرية، حيث تحتوي على معالم تاريخية استثنائية، ومن أبرزها:
- معبد بعل شمين: يعود تاريخ بناء هذا المعبد إلى أوائل القرن الأول الميلادي، وقد أجريت عليه عدة تعديلات على مر الزمن، واستمر تطويره حتى حقبة حكم أوثيندوس في القرن الثالث الميلادي.
- معبد بل: يقع هذا المعبد الضخم في الجزء الشرقي من الشارع الرئيسي المزين بالأعمدة، ويُعتبر من أبرز المعالم الدينية في منطقة الشرق الأوسط، ويعود تاريخه أيضًا إلى القرن الأول الميلادي، ولا يزال المعبد قائمًا حتى يومنا هذا.
- معبد نابو: يظهر هذا المعبد بعد القوس الكبير عند المدخل الغربي لشارع الأعمدة، ويبلغ طوله حوالي 20 مترًا، مع ارتفاع 3 أمتار للأعمدة المحيطة به، وتتميز هيكله بشكل شبه منحرف.
- معسكر دقلديانوس: يقع هذا المعسكر بالقرب من المعبد الجنائزي وغالبًا ما يُعرف بمخيم دقلديانوس، حيث تأسس في القرن الثاني الميلادي، ويمكن العثور على بقايا آثار مكتوبة بالأعمدة نحو اليمين، على بعد 300 متر. وكان هذا الموقع بمثابة القاعدة الرئيسية للمعسكر الروماني الذي أنشأه الحاكم سوسيانوس هرقل خلال فترة حكم دقلديانوس.
- حمامات زنوبيا: تقع هذه الحمامات على الجانب الأيمن من شارع الأعمدة، وتاريخها يعود لأكثر من قرن، حيث تم توفير مدخل خاص لها في عهد الإمبراطور دقلديانوس، كما يوجد مخطط تفصيلي لهذه الحمامات، إضافة إلى بقايا أعمدة من الطراز الأتريومي.
- متحف الفولكلور: يوجد المتحف في خان عثماني قريب من معبد بل، ويحتوي على مجموعة متنوعة من الآثار، مثل خيمة بدوية، وسجاد من الصوف، وأدوات إعداد القهوة العربية، إلى جانب أدوات موسيقية تقليدية مثل (المهباج)، وفي قاعة المتحف توجد مجموعة من الأسلحة التقليدية التي وُجدت في العصور الماضية، خاصة تلك التي تعود للعصر الإسلامي، مثل السيوف والخوذات.
- المسرح: يُرجع تاريخ المسرح إلى النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، حيث يتميز بقدرته على استيعاب أعداد كبيرة من الحضور ويتضمن غرفًا مخصصة للتمثيل.
- أغورا: تقع في الجهة الغربية من المسرح، طولها يصل إلى 71 مترًا وعرضها 48 مترًا، ويعود تاريخها إلى أوائل القرن الثاني الميلادي، وقد تمت عمليات ترميم لها منذ اكتشافها في 1939-1940.
- محكمة الطريف: توجد في الجهة الشرقية من الأغورا، وهي ساحة فناء واسعة، حيث تم العثور على حجر مكتوب يعود تاريخه إلى العام 137 ميلادي.
- وادي المقابر: يضم مقابر تدمر بالميرين التي تقع في وادٍ يحمل اسمها (وادي القبور)، ويقع في الجهة الغربية من جبل الحسينية، خلف معسكر دقلديانوس، ويمتد لمسافة كيلومتر في وادٍ جاف.
الموقع الجغرافي لتدمر
تقع تدمر في محافظة حمص بسوريا، بمساحة تقارب 0.809371 كيلومتر مربع. تُعد واحدة من المدن القديمة التي تقع في جنوب ووسط سوريا، حيث تبتعد حوالي 210 كيلومتر عن الجهة الشمالية الشرقية للعاصمة دمشق. يُطلق على تدمر اسم “مدينة أشجار النخيل”، وتمتاز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يجعلها نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الفرات، مما ساعد على تعزيز الروابط التجارية بين الرومان وبلاد ما بين النهرين.
تاريخ تدمر
تعود جذور تدمر إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، حيث يُرجح أنها كانت بلدة كنعانية رُسمت ميزاتها بعد فترة قصيرة من التأثير الآرامي. بحلول القرن الثالث قبل الميلاد، اكتسبت تدمر سمعة دولية بفضل دورها كمركز تجاري بين الشرق والغرب خلال فترة حكم السلوقيين، مما أدى إلى جذب الثقافة الهيلينية، إلى جانب اللغات اليونانية، الآرامية، العربية، والسريانية. وفي فترة حكم الإمبراطور تيبيريوس (14-37 ميلادي)، أصبحت المنطقة تحت السيطرة الرومانية وتم تسميتها تدمر، أو مدينة التمور. في عام 1980 ميلادي، تم اكتشاف آثار تدمر التي تعود للعصر الحجري الحديث، وقد اعتبرت اليونسكو تدمر مدينة ذات تراث ثقافي عالمي، حيث تمتاز آثارها بتنوع الثقافات العربية، الآرامية، والرومانية.