الأحداث التاريخية البارزة في تونس
شهدت تونس عبر العصور العديد من الأحداث التاريخية الهامة في الفترات الحديثة والمعاصرة. فيما يلي أبرز هذه الأحداث المتتالية:
ازدياد النفوذ الأوروبي في تونس عام 1831م
بلغ الاقتصاد التونسي ذروته في فترة الثورة الفرنسية تحت حكم الحسينية منذ عام 1705م، حيث تم تنفيذ العديد من الإصلاحات التي أدت إلى ازدهار الصناعات والتجارة والتعليم. وقد عمل الحكام المتعاقبون على تحسين هيكل الدولة، مما ساهم في تنمية التجارة الخارجية، حيث كانت تونس تصدر إلى دول أوروبا لتلبية احتياجاتها.
مع حلول عام 1830م، عقب احتلال فرنسا للجزائر، هاجر العديد من سكان الجزائر إلى تونس، مما دفع الحكومة إلى تنفيذ مزيد من الإصلاحات وبناء المدارس وإلغاء سوق العبيد. غير أن هذه الإصلاحات أثقلت كاهل الاقتصاد التونسي، مما اضطر الحكومة إلى فرض ضرائب إضافية على السكان، مما ساهم في بروز مشاكل اقتصادية جديدة.
بحلول عام 1846م، بدأ الاقتصاد التونسي في التدهور نتيجة الاعتماد المتزايد على الواردات الأوروبية، بالإضافة إلى إغلاق العديد من المدارس بسبب الضرائب العالية، مما أثر سلبًا على أسعار التجار المحليين وأضعف الحركة التجارية الداخلية.
لم يتمكن التجار من المنافسة مع أسعار البضائع المستوردة، مما زاد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية وأدى إلى تزايد الأطماع الأوروبية في تونس، والتي بلغت ذروتها مع فرض الحماية الفرنسية عام 1881م.
الثورة التونسية عام 1864م
في عام 1864م، شهدت تونس حالة من الغضب الشعبي والاحتجاجات الواسعة في العديد من القبائل، حيث ثاروا ضد نظام محمد الصادق باي احتجاجًا على ارتفاع الضرائب والتدخل الأوروبي المتزايد. وقد اندلعت المواجهات بين الثوار والحكومة، إلا أن الثورة انتهت بهزيمة الثوار بسبب افتقارهم للوحدة والتنظيم.
فرض الحماية الفرنسية على تونس عام 1881م
انتظرت فرنسا الفرصة المناسبة للتدخل في تونس على الأصعدة المحلية والدولية. وقد صرحت بأن تصرفات قبائل خمير على الحدود ليست بالأمور التي يمكن تجاهلها، مما أدى إلى مواجهة مسلحة بين الفرنسيين وتلك القبائل، حيث سقط العديد من الجرحى والقتلى من الطرفين، مما اعتبرته فرنسا إهانة لها.
مع وصول برقية باي تونس إلى إسطنبول تفيد بأن تونس أصبحت تحت حماية فرنسا، قامت القوات الفرنسية باحتلال مناطق الكاف وطبرقة. وعليه، استدعى وزير الخارجية العثماني، عاصم باشا، السفير الفرنسي لعقد اجتماع مع وزير الخارجية الفرنسي للوصول إلى تسوية، خاصة بعد تزايد النفوذ الفرنسي في تونس، رغم ادعاء فرنسا بأن هدفها ليس احتلال البلاد، إلا أنها ظلت فيها مدة تقارب ثمانين عامًا.
استقلال تونس عام 1957م
نجحت تونس في الحصول على استقلالها عبر المفاوضات، حيث تم تشكيل وزارة المفاوضات التي تضم ثلاثة أعضاء من الحزب الدستوري الجديد. ومع ذلك، لم تكن تلك المفاوضات سهلة، بل كانت معقدة، خاصة مع اندلاع الثورة الجزائرية في 1 نوفمبر 1954م. عاد الحبيب بورقيبة في عام 1955م واستقبله الشعب بحرارة، وكان الحزب الدستوري يحصد ثمار كفاح دام عشرين عامًا.
على الرغم من هيمنة الحزب الدستوري، إلا أنه تعرض للانقسام بسبب أمينه العام، صالح بن يوسف، الذي رفض المعاهدات الفرنسية التونسية، مما أدى إلى اندلاع صراع بين مؤيدي بورقيبة ومعارضيه.
استفاد التونسيون من الاستقلال الذي حصل عليه المغرب، مما دفعهم للمطالبة بالاستقلال المماثل. وسرعان ما انتهت المفاوضات بتوقيع بروتوكول في 20 مارس 1956م، والذي نص على إلغاء معاهدة 1881م وإعلان استقلال البلاد. وفي عام 1957م، تم إعلان النظام الجمهوري وتولى بورقيبة ورفاقه الحكم.