تعريف المدّ
المدّ يُشير إلى إطالة الصوت عند نطق حرف المدّ، ويُقابل ذلك القصر الذي يعني النطق بالحرف دون أي زيادة. تتكون حروف المدّ من ثلاثة أحرف، وهي: الواو الساكنة التي يسبقها ضمة، والألف التي يسبقها فتح، والياء الساكنة التي يسبقها كسر. بالإضافة إلى ذلك، يتم مدّ حرفي اللين، وهما الياء والواو الساكنتين إذا كان ما قبلهما مفتوحًا.
أحكام المدّ
ينقسم المدّ إلى نوعين رئيسيين: المدّ الأصلي والمدّ الفرعي، ويلي ذلك تفصيلٌ لكل منهما.
المدّ الطبيعي
المدّ الطبيعي ينقسم إلى قسمين: الأول هو المدّ الكلمي، والذي يتمثل في وجود حرف المدّ داخل كلمة واحدة مثل كلمة “ينادونك”، حيث يظهر حرف المدّ في نفس الكلمة، ولهذا يُطلق عليه اسم “الكلمي”. هذا المدّ قد يكون ثابتاً عند الوقف والوصلة، أو ثابتاً عند الوصلة فقط، أو ثابتاً عند الوقف فقط. ويُمدّ بمقدار حركتين فقط.
أما النوع الثاني من المدّ الطبيعي فهو المدّ الثنائي، وهو المدّ الذي يظهر في فواتح السور القرآنية التي تحتوي على حروف مقطعة، مثل سورتي طه ومريم. يجمع حروف هذه السور في كلمتي “حيّ طهر”، بحيث تدل الحاء على الحواميم، وتشير الياء إلى سورتَي مريم ويس، بينما تُمثل الطاء سورة طه، والطاءات الثلاثة، وهاء السداسي تُشير إلى سورتي مريم وطه، وأما الراء فهي بداية سور يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر.
أيضاً، يُعتبر مدّ العوض، وهو جزء من المدّ الطبيعي، حيث يحدث فقط في حالات الوقف، فيتم الوقف على ألف منوّنة تنوين نصب، ويتم تعويضه بألف ممدودة بدلاً من التنوين، كما في كلمة “غُزّىً” التي تُقرأ بالمدّ الطبيعي عند الوقف، أو “هدىً” و”أحداً”.
المدّ الفرعيّ
يمتاز المدّ الفرعيّ بثلاثة أحكام، وهي: الجواز والوجوب واللزوم. وفيما يلي توضيح لكل منها:
- المدّ الواجب: يحدث عندما يقع حرف الهمزة بعد حرف المدّ داخل كلمة واحدة، ويُطلق عليه أيضاً المدّ المتصل؛ لأن حرف المدّ يتصل بحرف الهمزة في الكلمة نفسها. في هذه الحالة، يُمدّ حرف المدّ بمقدار أربع إلى خمس حركات إذا كانت الهمزة متوسطة، وتصل إلى ست حركات إذا كانت في نهاية الكلمة.
- المدّ الجائز: يتيح هذا النوع إمكانية القصر أو المد، ويعرف بأنه وقوع الهمزة بعد حرف المدّ في كلمتين منفصلتين. سمي جائزاً لأنه يُسمح بالنطق بالحرف سواءً بالمدّ أو بالقصر، وهناك فرع من هذا النوع يتبع حكم المدّ المنفصل، وهو المدّ العارض للسكون والذي يحدث عند وجود سكون عارض بعد حرف المدّ نتيجة الوقف، ويجوز فيه القصر أو المد.
- المدّ اللازم: يتمثل في وجود السكون بعد حرف المدّ سواءً كان ذلك وصلاً أو وقوفًا. وتمت تسمية هذا المدّ “باللازم” نظراً للزوم المدّ فيه في كلا الحالتين، ومن الأمثلة عليه حرف الميم في كلمة “ألم” الواردة في مطلع آل عمران.