الأشكال المختلفة للفن التجريدي

أنواع الفن التجريدي

يُعتبر الفن التجريدي شكلاً متميزًا من فنون التعبير، حيث ينفصل عن تقنيات الرسم التقليدية. يركز الفن التجريدي على استكشاف الألوان والأشكال، ويستخدم الأنماط والتكوينات لتحقيق تأثيرات متعددة على سطح اللوحة. يُشدد على أن الفن التجريدي يبتعد عن تقديم الواقع، بل يُعبر عن المشاعر ويمنح الفنان حرية كاملة لاستكشاف قدراته الإبداعية وعواطفه بطرق لم تكن ممكنة في الأساليب الفنية التقليدية.

ساهم الفن التجريدي في تعزيز مبدأ “الفن من أجل الفن”، الذي يعني ضرورة تحرير الأعمال الفنية من جميع المعاني الخارجية. ومن خلال هذا المبدأ، تمكّن الفنانون التجريديون من ابتكار فن يركز على العناصر المادية كالملمس والخط والنغمة، مع أهمية اللون والبساطة والتركيز. يتنوع الفن التجريدي إلى العديد من الأنماط، والتي نعرضها بالتفصيل على النحو التالي:

الرومانسية

ظهرت الرومانسية كحركة فنية في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، حيث اعتمدت على حرية التعبير والخيال والعاطفة، مما شكل ثورة على الاتجاه التقليدي في الفن. يُعتبر الكثيرون أن هذه الحركة تمثل الأصل التجريدي في الفنون بعيدا عن الخيال.

ما بعد الانطباعية

نشأت حركة ما بعد الانطباعية في فرنسا بين عامي 1886 و1905، حيث استخدمت الألوان والمشاهد غير الواقعية. يُعتَبَرُ العديد من النقاد هذه الحركة من أعظم الحركات الفنية في القرن التاسع عشر، وقد تسبب في ظهورها عدد من كبار الفنانين مثل بول سيزان وفينسنت فان خوخ وبول غوغان.

إضافةً إلى ذلك، ظهرت مجموعة من الفنانين الشباب الذين أطلقوا على أنفسهم “ليه نابيس” في أواخر القرن التاسع عشر، حيث قدّموا دعمًا لحركة ما بعد الانطباعية عن طريق تطويرها وتعديلها.

التعبيرية

بدأت مدرسة التعبيرية التجريدية في أوائل القرن العشرين، حيث انتشرت من ألمانيا إلى مختلف أنحاء العالم، وشملت العديد من مجالات الفنون كالأدب والسينما والموسيقى والرسم. تُعبر هذه الحركة عن الواقع الذاتي وصراعاته، حيث تسلط الضوء على العواطف والمشاكل النفسية مثل القلق.

المستقبلية

ظهرت هذه الحركة الفنية في إيطاليا في بدايات القرن العشرين، وكانت تعتمد على تصوير الأشكال المتداخلة مركزة على السرعة والعنف والتكنولوجيا والشباب، فتشكل حركة مناهضة للسلم واستمرت حتى الثلاثينيات.

التكعيبية

بدأ ظهور التكعيبية في أوائل القرن العشرين، حيث قام عدد من الفنانين بتجربة هندسة الشكل، ما أدى إلى إنتاج مجموعة كبيرة من الأعمال. يُركز هذا الاتجاه على التعبير عن جميع أبعاد موضوع واحد، وغالبًا ما يُستخدم نظام أُحادي الألوان. ومن أبرز الفنانين في هذه الحركة بابلو بيكاسو وجورج براك.

السريالية

بزغت حركة السريالية في أوائل القرن العشرين، وهي تعبر عن واقع يوحي بالاحلام وكانت متأثرة بنظريات التحليل النفسي. سعى العديد من الرسامين في هذه الحركة لدمج الخيال مع الطبيعة، وأبرزهم: سلفادور دالي ورينيه ماغريت وفريدا كاهلو.

كما برز فن الخط التجريدي الذي يمتزج بالسريالية، حيث يجمع بين الرسم والرسوم البسيطة. وقد تطوّر هذا النوع بفضل الفنان الإسباني خوان ميرو، ويتميّز بالبساطة والخيال واستخدام الرموز.

أشهر فناني الفن التجريدي

يضم الفن التجريدي العديد من الفنانين الذين تركوا بصمة واضحة في عالم الفن، ومن بين أشهر عشرة فنانين تجريديين ما يلي:

  • واسيلي كاندينسكي (1866م- 1944م).
  • بيت موندريان (1872م- 1944م).
  • كازيمير ماليفيتش (1878م- 1935م).
  • جورجيا أوكيفي (1887م- 1986م).
  • مارك روثكو (1903م- 1966م).
  • كليفورد ستيل (1904م- 1980م).
  • ويليام دي كونينغ (1904م- 1997م).
  • فرانز كلاين (1910م- 1962م).
  • جاكسون بولوك (1912م- 1956م).
  • هيلين فرانكنثالر (1928م- 2011م).