التهاب القولون التقرحي
يُعرف التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative Colitis) بأنه حالة مزمنة تؤثر على الأمعاء الغليظة أو القولون (بالإنجليزية: Colon)، وهو العضو الحيوي الذي يقوم بإزالة الماء من الطعام غير المهضوم وتخزين البقايا. غالبًا ما يسبب هذا الالتهاب تكوّن تقرحات في البطانة الداخلية للقولون، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض على المصابين. يعاني بعض الأشخاص من التهاب القولون التقرحي وأيضًا داء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s Disease)؛ وكلا المرضين يُصنفان تحت الأمراض الالتهابية المعوية (بالإنجليزية: Inflammatory Bowel Disease). عادةً ما يظهر التهاب القولون التقرحي خلال فترة المراهقة أو البلوغ المبكر، ولكنه قد يظهر في مراحل الطفولة أو في مراحل لاحقة من الحياة.
أعراض التهاب القولون التقرحي
من المحتمل أن يعاني بعض المصابين من فترات هدوء تتراوح بين أسابيع إلى شهور، حيث تكون الأعراض خفيفة أو غائبة تمامًا، متبوعة بفترات انتكاس تُظهر فيها الأعراض بشكل أكثر حدة. تختلف الأعراض باختلاف شدة الالتهاب وموقعه، وغالبًا ما تؤثر هذه الأعراض بشكل كبير على الحياة اليومية للمرضى. فيما يلي بعض الأعراض الشائعة المتعلقة بالتهاب القولون التقرحي:
- الإصابة بالإسهال، وغالبًا ما يكون مصحوباً بالدم أو الصديد.
- الشعور بألم وتقلصات في البطن.
- النزيف والألم في منطقة الشرج.
- الحاجة المستمرة للتغوط.
- عدم القدرة على التغوط على الرغم من إحساس الحاجة الشديدة.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الشعور بالتعب والإعياء.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- اضطرابات في النمو لدى الأطفال.
علاج التهاب القولون التقرحي
يهدف علاج التهاب القولون التقرحي إلى تقليل الالتهاب والحد من الأعراض المصاحبة. يتضمن العلاج عدة خيارات، بما في ذلك الأدوية وتعديل نمط الحياة، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي. في بعض الأحيان، قد necessitate hospital admission لعلاج المضاعفات الناتجة عن الأعراض الحادة. فيما يلي بعض الطرق العلاجية المعتمدة في علاج التهاب القولون التقرحي:
تغيير نمط الحياة
يمكن أن تساهم بعض التغييرات في نمط الحياة في تقليل حدة الأعراض المرتبطة بالتهاب القولون التقرحي. يعتبر الاهتمام بالتغذية أمرًا بالغ الأهمية، حيث إن الإسهال والنزيف قد يؤديان إلى الجفاف ونقص العديد من العناصر الغذائية. في بعض الحالات، قد يحتاج المرضى إلى تناول المكملات الغذائية لتعويض هذا النقص. وفيما يلي بعض التغييرات الغذائية المقترحة:
- تقييد استهلاك منتجات الألبان: قد يؤدي تقليل تناول منتجات الألبان إلى تحسين الأعراض مثل الإسهال، والغازات، وألم البطن.
- تقليل تناول الألياف: مثل الخضروات والفواكه الطازجة، والحبوب الكاملة، حيث قد تزيد من شدة الأعراض، بالإضافة إلى بعض الأطعمة الأخرى الحارة.
- تناول الوجبات الصغيرة: يُوصى بتناول عدد أكبر من الوجبات الصغيرة بدلاً من الوجبات الكبيرة على مدار اليوم.
- زيادة تناول السوائل: من المهم شرب كميات كافية من الماء وتجنب الكحول والمشروبات الغازية أو التي تحتوي على الكافيين.
- إدارة التوتر: يُستحسن ممارسة تقنيات الاسترخاء والتنفس للمساعدة في تقليل التوتر.
العلاج الدوائي
توجد العديد من الأدوية المتاحة لمعالجة التهاب القولون التقرحي، ويعتمد اختيار العلاج على حالةريض ومداها واستجابة المريض للعلاج. يمكن أن تشمل الأدوية ما يلي:
- الأدوية المضادة للالتهابات: (بالإنجليزية: Anti-inflammatory Drugs)، مثل سلفاسالازين (بالإنجليزية: Sulfasalazine) وميسالامين (بالإنجليزية: Mesalamine)، التي تعَد الاختيار الأول لعلاج التهاب القولون التقرحي.
- الكورتيكوستيرويدات: (بالإنجليزية: Corticosteroids)، التي تُستخدم في حالات الالتهاب المتوسط إلى الشديد عند عدم استجابة المريض للعلاجات الأخرى. تشمل الأمثلة بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone) وهيدروكورتيزون (بالإنجليزية: Hydrocortisone).
- مثبطات المناعة: (بالإنجليزية: Immunosuppressors)، مثل آزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine) وسيكلوسبورين (بالإنجليزية: Cyclosporine) وإنفليكسيماب (بالإنجليزية: Infliximab)، حيث تساهم هذه الأدوية في تخفيف الالتهاب من خلال تثبيط جهاز المناعة المسبب لذلك.
- المضادات الحيوية: (بالإنجليزية: Antibiotics)، تُستخدم عادةً في حالات الحمى لتجنب العدوى.
- الأدوية المضادة للإسهال: (بالإنجليزية: Anti-Diarrheal Medications)، مثل لوبيراميد (بالإنجليزية: Loperamide)، تُستخدم في حالات الإسهال الشديدة بعد استشارة الطبيب.
الجراحة
قد تكون الجراحة ضرورية في حالات النزيف الشديد أو الأعراض المزمنة أو في حال الكشف عن وجود ثقب أو انسداد في القولون بواسطة التنظير أو التصوير الطبقي. تهدف العمليات الجراحية إلى إزالة القولون وإنشاء ممر جديد للخروج، وتتم الخدمات الجراحية باستخدام الطرق التالية:
- من خلال جدار البطن: يتم القيام بإجراء فتحة صغيرة في منطقة البطن، ثم يُرفع الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة إلى سطح الجلد، ويتم التخلص من الفضلات عبر هذه الفتحة إلى كيس خارجي.
- من خلال الشرج: إذا كان ممكنًا، يتم استئصال الجزء المصاب فقط من القولون والمستقيم ولكن تبقى العضلات الخارجية للشرج، ثم يُوصل الجزء السليم من الأمعاء الدقيقة إلى الشرج، وبذلك يمكن للمريض التغوط، لكن عادةً ما تكون الفضلات أقل تصلبًا وأكثر تكرارًا بعد العملية.
فيديو حول التهاب القولون التقرحي
لمزيد من المعلومات حول التهاب القولون التقرحي، يُمكنكم مشاهدة الفيديو.