أعمال عثمان بن عفان البارزة
تناول المؤرخون العديد من الإنجازات التي قام بها الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومن أبرزها ما يلي:
- أصدر قراراً بجمع ونسخ القرآن الكريم؛ حيث كان قد جمعه الصديق -رضي الله عنه- في صحف، ولكن برزت اختلافات في قراءة القرآن خلال فترة عثمان -رضي الله عنه- بسبب دخول شعوب غير عربية إلى الإسلام. لما رأى حذيفة بن اليمان هذا الوضع، جاء إلى الخليفة معرباً عن قلقه من تفشي هذه الاختلافات وضرورة توحيد الأمة لتفادي ما وقع فيه اليهود والنصارى. لذا، اتخذ الخليفة القرار بجمع القرآن في مصحفٍ واحد بلغة قريش، وكلف بذلك سعيد بن العاص، وزيد بن ثابت، وعبد الرحمن بن الحارث، وعبد الله بن الزبير، حيث قاموا بجمع الصحف من عند حفصة أم المؤمنين وإعادة نسخها في مصحف واحد، وهو ما يُعرف بالمصحف العثماني نسبة إليه رضي الله عنه.
- عمل على تنظيم شؤون الدولة وتعزيزها، ومن بين خطواته تخصيص رواتب شهرية للعاملين في مجال الحسبة وللمؤذنين.
- حرص على رواية أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان عثمان -رضي الله عنه- مهتماً بنقل الحديث الذي سمعه عن النبي الكريم، مع التركيز على الجوانب النظرية والعملية، إذ أشار في أحد المواقف إلى فضل الوضوء ثم شرح كيفية الوضوء كما كان يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر قوله بعد الانتهاء من وضوئه: (مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا ثُمَّ قامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
الفتوحات الإسلامية في عهد عثمان بن عفان
استمرت جهود الجهاد في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث تم فتح مدن مثل طرطوس وعمورية وأنطاكيا. كما قام عمرو بن العاص بتوسيع الفتوحات في إفريقيا، حتى وصل إلى الجزائر. وعندما قامت ثورة من أهل بلاد فارس لاستعادة أراضيهم التي فقدوها في عهد الفاروق، أرسل عثمان بن عفان الجيوش مجدداً لتوسيع السيطرة على خراسان وطبرستان وتركيا ونيسابور.
تأسيس أول أسطول بحري إسلامي
خلال فترة حكم الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- تم إنشاء أول أسطول بحري إسلامي لمواجهة التهديدات البيزنطية، وقد أشرف على تأسيس هذا الأسطول معاوية بن أبي سفيان، والي الشام. وقد شهدت هذه الفترة أول معركة بحرية وهي معركة ذات الصواري التي وقعت بين المسلمين والروم في السنة الرابعة والثلاثين للهجرة، حيث حقق فيها المسلمون انتصاراً كبيراً.