يعاني الأفراد الذين يعانون من السمنة من زيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين، حيث تتضاعف احتمالية الإصابة بهذا المرض بنحو عشرة أضعاف لدى الأشخاص الأصحاء بدنياً. يتسبب تراكم الدهون في الشرايين في تضيقها، مما يعزز من احتمالات تكوّن خثرات الدم وحدوث الجلطات. تعتبر أمراض القلب التاجية (بالإنجليزية: Coronary Artery Disease) نتيجة طبيعية لتصلب وتضيق الشرايين التاجية، حيث يؤدي نقص الدم الواصلة للقلب إلى احتمالات حدوث أزمة قلبية (بالإنجليزية: Heart Attack) أو ذبحة صدرية (بالإنجليزية: Angina). كما يُضطر القلب إلى زيادة عمله لضخ المزيد من الدم، وذلك لأن حرق الدهون يتطلب مستويات عالية من الأكسجين. هذا الأمر يؤدي إلى زيادة الضغط على جدران الشرايين نتيجة الزيادة الكبيرة في حجم الدم المتدفق، مما يسبب ارتفاع ضغط الدم. بالتالي، تنخفض قدرة الجسم على توزيع الدم بكفاءة، مما يؤدي إلى تسارع في نبضات القلب. تفيد دراسة فيرمنغهام للقلب بأن 65% من حالات ارتفاع ضغط الدم الأولي لدى النساء و78% لدى الرجال يُعزى إلى زيادة الوزن. كما تؤكد الدراسات السريرية أن فقدان الوزن يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع، وأنه من المهم الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body Mass Index) أقل من 25 كغ/متر مربع للوقاية من ارتفاع ضغط الدم.
تعتبر زيادة الوزن أو السمنة من العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، خصوصاً عند تراكم الدهون في منطقة البطن. حيث تشير الأبحاث إلى أن الدهون المتراكمة في البطن تؤدي إلى إفراز الخلايا الدهنية لمواد كيميائية تحفز الالتهاب، مما يعرقل استجابة خلايا الجسم للأنسولين ويقلل حساسيتها. بالإضافة إلى ذلك، يتم إطلاق مركبات دهنية في مجرى الدم، مما يؤثر على النمط الأيضي للجسم. نتيجة لهذه التغييرات، تتشكل مقاومة الأنسولين، التي تعد السمة الرئيسية للنوع الثاني من السكري. كما تبرز نظرية أخرى تُشير إلى العلاقة بين السمنة ومرض السكري، حيث تُعتبر السمنة حالة مرضية أيضية مرتبطة بمرحلة ما قبل السكري، والتي قد تتطور إلى النوع الثاني من هذا المرض.
هناك ارتباط وثيق بين السمنة والنقرس، حيث أن زيادة الوزن تُعزز من احتمال تكرار نوبات النقرس. تلعب مقاومة الأنسولين دوراً حاسماً في تطور النقرس لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة، إذ يساعد ارتفاع مستوى الأنسولين في الدم على منع الكلى من إخراج حمض اليوريك (بالإنجليزية: Uric Acid) مما يؤدي إلى ارتفاع مستواه، وبالتالي يحدث النقرس. يتسم حمض اليوريك بفعالية دائمة، لذلك تتعدد العوامل المؤثرة على مستواه سواء بالزيادة أو النقص، مثل الجفاف، التوتر، وبعض الأدوية مثل مدرات البول التي يمكن أن تزيد من مستوى حمض اليوريك.
ترتبط السمنة بسرطان الأنسجة من خلال العديد من الآليات، من بينها:
أحدث التعليقات