الأهداف الجوهرية للقرآن الكريم

أهداف القرآن الكريم

أهداف القرآن الكريم المتعلقة بالفرد

يحتوي القرآن الكريم على مجموعة من الأهداف التي تركز على الفرد، ومن أبرزها:

  • هداية الأفراد إلى طريق الحق وتصحيح عقائدهم، مما يدفعهم للتخلص من الخضوع لغير الله -تعالى- ويقودهم إلى المعرفة الصحيحة، والأخلاق الفاضلة، والأعمال الصالحة التي تعزز مكانتهم وكرامتهم. وقد ذكر الله -تعالى- هذه الأهداف في قوله: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).
  • تقديم الشفاء النفسي للأفراد من أمراض القلوب مثل الجهل والشبهات، حيث يوفر القرآن إرشادات للتعامل مع هذه القضايا.
  • توضيح الأحكام التشريعية الواجب الالتزام بها وتعليم الأفراد عن دينهم، وتعريفهم بربهم وأسمائه وصفاته، فضلاً عن سرد تاريخ الأنبياء وما واجهوه مع أقوامهم.
  • تحقيق السعادة للبشرية من خلال إخراجهم من الظلمات إلى النور، وتعزيز التأمل في آيات القرآن، كما جاء في قوله -تعالى-: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ)، حيث يفسر ابن جرير المعنى على أنه دعوة للتفكر في حجج الله والعمل بها.
  • تقويم الأفراد وإبعادهم عن الانحراف والضلال، وتجديد صلتهم بالله بما يحقق لهم الكرامة والتقدير.
  • الدعوة إلى عبادة الله -تعالى- وتطبيق شريعته، وهي من أهم أهداف القرآن الكريم.

أهداف القرآن الكريم المتعلقة بالمجتمع

جعل الله -تعالى- القرآن الكريم دستوراً لأمته، موضحاً فيه المبادئ الأساسية التي تساعد في بناء مجتمع متماسك ومنظم، مما يزيد من تقوى أفراده. ويتجلى ذلك من خلال العمل على نشر الطهارة والنظافة في المجتمع، بما في ذلك تحريم الفواحش والزنا، ومن الأهداف المتعلقة بالمجتمع ما يلي:

  • تأسيس مجتمع مسلم يتصف بصفات القرآن، حيث يكون الأفراد ملتزمين بنصوصه، مما يضمن لهم حياة كريمة.
  • خفض مستويات القلق والمعاناة في المجتمع والتمتع بحياة طيبة، كما ورد في قوله -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً)، وهو ما يضمن لهم الحياة الأبدية في الآخرة.
  • إرشاد الأمة إلى طرق مواجهة أعدائها من خلال توجيهها نحو سبل النصر وتعزيز صلتها بالله، كما فعل الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-، فكان القرآن هو أحد الوسائل الأساسية التي يمكن استخدامها في الجهاد ضد الأعداء، كما قال -تعالى-: (فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً).
  • السعي لتهذيب المجتمع وتحسينه من خلال مكافحة الفواحش وكل ما يؤدي إلى الفساد وكل ما يناقض الفطرة السليمة.

الغاية من الكتب السماوية

أرسل الله -تعالى- الكتب السماوية لهداية البشر وإصلاحهم، لتكون بمثابة منهج لحياتهم. وقد أوضح الله -تعالى- هذه الغايات في القرآن الكريم بقوله: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء)، حيث تدور جميع الرسالات حول محور واحد هو الإسلام.