التأثيرات السلبية لنظارات الواقع الافتراضي

التأثيرات السلبية على الدماغ

كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، على مجموعة من الفئران، أن نشاط الخلايا العصبية في المنطقة المسؤولة عن التعلم المرتبط بالمكان يختلف بشكل ملحوظ في البيئات الافتراضية مقارنة بالبيئات الحقيقية. حيث أظهرت النتائج أن أكثر من نصف الخلايا العصبية تتوقف عن النشاط أثناء استخدام الواقع الافتراضي. وعلى الرغم من أن الأثر الدقيق لهذه الظاهرة على البشر لا يزال غير واضح، إلا أن هذه النتائج تدعو إلى إجراء مزيد من الأبحاث، خاصة بالنظر إلى احتمالية أن تؤثر هذه الظروف بشكل أكبر على أدمغة الأطفال الذين لا تزال قيد النمو. تعد أدمغة الأطفال حساسة للغاية في مراحل الطفولة المبكرة، مما قد يؤدي التعرض لفترات طويلة لأجهزة مثل نظارات الواقع الافتراضي إلى أضرار محتملة.

التأثيرات السلبية على العين

تتميز معظم نظارات الواقع الافتراضي بشاشتين صغيرتين من الكريستال السائل تعرض كل منهما صورة مختلفة لكل عين، مما يعزز الشعور بالرؤية الثلاثية الأبعاد. ومع ذلك، فإن تركيب هذه الشاشات بالقرب من العيون يثير قلق الخبراء بشأن احتمال تسببها في إجهاد العين نتيجة الاستخدام المطول. وقد يكون لاستخدام هذه التكنولوجيا مع الأطفال عواقب سلبية على تطورهم البصري، بالإضافة إلى التأثير السلبي المحتمل على قدرتهم على التركيز، والتتبع، وفهم العمق.

الدوار والغثيان

يعاني الكثير من الأشخاص من شعور بالغثيان وفقدان التوازن، وأحيانا ارتباك، نتيجة لاستخدام نظارات الواقع الافتراضي. يفسر هذا الشعور بوجود جهازين حسيين: العين والجهاز الدهليزي الموجود في الأذن، واللذان يلعبان دورًا مركزيًا في رصد الحركة والاتجاهات. عندما يُستخدم الواقع الافتراضي لمحاكاة موقف معين، مثل حادث سيارة، ترسل العين إشارات إلى الدماغ، بينما لا يرسل الجهاز الدهليزي أي إشارات مشابهة، مما يثير حالة من الارتباك في الدماغ ويؤدي إلى الغثيان. مع تقدم العمر، تقل قدرة الدماغ على التكيف العصبي، مما قد يسبب تأثيرات مشابهة لتأثير الدوار.

العزلة عن العالم الحقيقي

يمكن أن يشعر بعض مستخدمي نظارات الواقع الافتراضي بأنهم ما زالوا موجودين في العالم الافتراضي حتى بعد إغلاق أعينهم. قد يظهر عليهم كذلك شعور بالحزن عند إزالة النظارة، وهو ما يمكن وصفه بأنه اكتئاب خفيف يشبه شعور الانفصال عن الواقع. بالإضافة إلى ذلك، يميل المستخدمون إلى محاولة استخدام أيديهم في العالم الحقيقي كما كانوا يفعلون في البيئة الافتراضية، مما يتطلب منهم بعض الوقت للتكيف والعودة إلى الحالة الطبيعية، التي قد تمتد لعدة دقائق أو ساعات، وفي الحالات النادرة، قد يستمر التأثير لعدة أيام أو أسابيع، خاصة لدى المستخدمين الجدد أو أولئك الذين يعرضون أنفسهم لفترات طويلة لهذه التجربة.