التدخل في شئون الآخرين في الإسلام

التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام

التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام تم مناقشته كثيرًا من قبل الرسول عليه الصلاة والسلام، من الطبيعي أن يهتم كل شخص بحياته وما بها من مشاكل شخصية ومصالح ذاتية؛ وأن يسعى لتحقيق ما هو أفضل بالنسبة لحياته، ولكن التدخل في شؤون الآخرين وما لا يعني الفرد هذا أمر ناقشه الدين الإسلامي كثيرًا، وسوف نتعرف على حكم الإسلام فيه من خلال موقع سوبر بابا.

التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام

التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام من الأمور التي نهانا عنها النبي صلى الله عليه وسلم؛ عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنهم ورضوا عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:)إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ).

هنا يحكم الإسلام عدم التدخل في شؤون الآخرين لأنها ملك لهم؛ فلكل شخص حياته الخاصة وأسراره وعلاقاته الشخصية والاجتماعية التي تميزه عن غيره من البشر والحكم على البشر ليس من تدخلهم؛ لأنه من الأمور غير المستحبة في الإسلام أن يتدخل الفرد فيما لا يعينه.

بعض البشر ما يفعلونه في الحياة هو مراقبة الآخرين ومعرفة أحوالهم والتطفل الزائد عليهم؛ لأنهم يمتلكون مشاعر سلبية غير محبة للآخرين يحبون أن يسيطرون عليهم وأن يتظاهروا أمام الناس بالتفوق على الآخرين.

دائمًا يحب الأشخاص المتدخلين في شؤون غيرهم الشخص الضعيف الذي دائما يحكى تفاصيل وشؤون الأشخاص؛ فهذه الأشخاص دائمًا لديهم قلة مستوى ديني وثقافي في احترام خصوصية الآخرين.

لذلك حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام ودعا إلى البعد عنه لأنه عدم التدخل في شؤون الآخرين من شؤون الأخلاق والتهذيب في الإسلام؛ رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من حسنِ إسلامِ المَرءِ تركُه ما لا يعنيه).

كما حذرنا الإسلام من عدم دخول البيوت من دون استئذان أهلها أو أخذ الموافقة منهم؛ كذلك بالتدخل في شؤون الغير هو تصرف غير مستحب وغير مقبول في الإسلام؛ ويعتبر التدخل في شؤون الآخرين من العدوان؛ فالعدوان ليس فقط العدوان الجسدي أو السرقة أو التعدي على الممتلكات الخاصة إنما هو عدوان شخصي؛ للتدخل في شؤون الآخرين ومعرفة ما يمرون به في حياتهم.

التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام ليس فقط التدخل في شؤون الاغراب، بل أيضًا التدخل في شؤون الـهل والأصدقاء بدون أن يعلمونا في العلاقات القريبة من حولنا لا يجوز لنا أيضًا أن نتدخل بها بدون استشارة أصحابها لنا أو طلب النصيحة منا؛ فالأشخاص المتطفلين يقدمون النصيحة بدون طلبها ويقومون بالتدخل والسؤال من دون طلب الآخرين ذلك.

فإعطاء النصيحة لابد وأن يكون عند طلبها وليس التدخل في شؤون الآخرين؛ رُوي عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (على العاقلِ أنْ يكونَ بصيرًا بزمانِه مُقبِلًا على شأنِه حافظًا لِلسانِه ومَن حسَب كلامَه مِن عملِه قلَّ كلامُه إلَّا فيما يَعنيه).

اقرأ أيضًا: أهمية حسن الخلق في الإسلام

كيف نهى الإسلام عن التدخل في شؤون الآخرين؟

التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام نهى عنه الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام؛ حين قال: عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه).

لقد جاء الإسلام ليتمم مكارم الأخلاق؛ لذلك فنهانا عن التدخل في شؤون الآخرين؛ وأن نتغافل وألا نخوض في خصوصيات الآخرين التي نعلمها؛ ربما تكون واحدة من هذه الخصائص التي نعرفها هي نقطة ضعف عند الآخرين وبذلك نقوم بأذيتهم.

فلقد نهانا الإسلام عن النظر إلى عيوب الآخرين لأنه من الصفات المذمومة في البشر؛ ولا نتفقد عيوبهم والتحدث عنها؛ فلقد نهانا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: “تأمّل العيب عيب.

اقرأ أيضًا: بني الإسلام على خمس (للأطفال)

أسباب التطفل والتدخل في شؤون الآخرين

هناك أسباب عديدة للتدخل في شؤون الآخرين ومعرفة أخبارهم الخاصة بالمراقبة لإشباع فضولهم، ومن ضمن هذه الأسباب أن الشخص يستعرض قدراته أمام الآخرين؛ ويكون هو صاحب الرأي والقرارات والنصائح؛ مثلًا أنه السبب في حل المشكلة بدون هدف هو فقط يتدخل لكي يعرف ما هي المشكلة

كما أن أحد أسباب التطفل هو رغبة الأشخاص في ملء فراغهم لأنه لا يوجد مشاغل أو اهتمامات بحياتهم بهدف الفضول؛ أو بهدف التسلية في الاستهزاء والضحك على شؤون الآخرين؛ وهي من الصفات الذميمة التي قد يبتلى بها الناس التي لديهم عقدًا نفسية.

إلى جانب أن بعض الناس يبتلون بالفضولية فلا يرى شخصًا إلا وأنه يسعى لإشباع فضوله بالتدخل في شؤونه ومعرفة كل تفاصيل حياته الكبيرة منها والصغيرة؛ بحسن النية أو بهدف إيذاء الآخرين.

ما يظهر حسن خلق الانسان هو لسانه؛ فيجب علينا أن نكتفي بنا وأمورنا ولا نتدخل في شؤون الآخرين؛ فلقد خلقنا الله للتواصل والتعارف لمعرفة من أتقى إلى الله؛ وليس للتدخل في شؤون الآخرين والغيبة والنميمة والسخرية منهم.