الحياء في الإسلام هو حسن الخُلق بعينِه، وله عِدة أنواع لا تقتصر على الحياء من الناس، بل من الله تعالى، وهو من علامات قوة الإيمان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ لكلِّ دينٍ خلُقاً، وخُلُق الإسلام الحياء“.. له عِدة خصائص أوجدها الله تعالى ليكون مفطورًا عليها، وهو ما نتحدث عنه باستفاضة من خلال موقع سوبر بابا.
الحياء في الإسلام وخصائصه
إنّ الله تعالى فطر الإنسان على الحياء ليكون مؤمنًا مُطمئنًا يبتعد عن ارتكاب المعاصي والذنوب، ويكون أقرب من الله تعالى مُحبًا للخير.. هو إحدى الأخلاق الرفيعة التي رغّب فيها الإسلام.
هي صفة أهل المروءة والفضل، وعدّها الله من الإيمان؛ لأنها السبيل في تقرب العبد إلى الخير، وتصرفه عن كُل شر.. فمن لم يتصف بالحياء، فإنه ضعيف الإيمان، وأكثر عُرضة في اِتباع هوى الشيطان.
فقد قال عمر رضي الله عنه: “مَن قلَّ حياؤه قلَّ ورعه، ومَن قلَّ ورعه مات قلبه“، لذا فإن الحياء هو الطريق إلى فعل الطاعات، والابتعاد عن ارتكاب الذنوب والمعاصي والمُنكرات، ويأمر بالمعروف وينهى عن المُنكر.
اقرأ أيضًا: أنواع الحياء في الإسلام
أقسام الحياء
قد قُسِم الحياء في الإسلام إلى قسمين، إمّا أن يكون فطرة في الإنسان، أو اكتسبه من دينُه في الحياة.
- الحياء الفطري: هو ما يولد مع الإنسان بالفطرة دون تعب، مثل: “حياء الفتاة الصغيرة من كشف عورتها أمام الناس”.. هو ما منحه الله تعالى لعبادِه.
- الحياء المُكتسب: هو ما سعى المُسلم على التحلي به، فيفعل ما أمر به الله تعالى، ويبتعد عما نهى.
جدير بالذكر أن الحياء المُكتسب له قسمين: “الشرعي وهو المحمود، أمّا غير الشرعي فهو المذموم، وهذا النوع ضعيف”.
صور الحياء
كما أشرت آنفًا أنه قد قُسِم الحياء في الإسلام إلى قسمين، حياء محمود، وآخر مذموم، ولكُلٍ منهُم صور مُختلفة.
أولًا: الحياء المحمود
هو الحياء الذي يدفع صاحبه إلى فعل الطاعات، والأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكر، وله ثلاث صور.
- الحياء من الملائكة: فيه يستحي المؤمن من الملائكة لأنه يشعُر أنهم طوال الوقت معه ويُصاحبونه، ولا يتركوه سوى عند الغائط، أو وقت قدوم الأهل.
- الحياء من الله: وهنا يستشعر المؤمن رؤية الله له في كافة الأوقات، فيفعل ما أمر به، ويتجنب ما نهى عنهُ، فبالتالي تزداد حسناتُه، وتقل سيئاتُه.
- الحياء من الناس: هو دليل على مرؤتهِ، فيستحي من أذية الناس سواء باللسان، أو اليد.
ثانيًا: الحياء المذموم
هو الحياء غير المُستحب، وفيه يجب على من تحلى بالحياء رفع الحرج والحياء في بعض الحالات.
1- الحياء في طلب العِلم
إنّ كان يختص بأمر ديني فيُمنع الحياء من السؤال، إلا أن عليه رفع الحياء الذي يمنع من تحصيل علمٍ نافع، فقد ورد أن أم سليم رضي الله عنها، جاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت:
“يا رسول الله إنَّ الله لا يستحيي مِن الحقِّ، فهل على المرأة مِن غسلٍ إذا احتلمت؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: إذا رأت الماء. فغطَّت أمُّ سلمة -تعني وجهها- وقالت: يا رسول الله وتحتلم المرأة؟! قال: نعم، تَرِبَت يمينك، فيمَ يشبهها ولدها“.
2- الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
من تحلى بالحياء فهذا لا يعني أنه لا يستطيع الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، بل إنه سمة من سمات الأمة، فقد جاء في سورة آل عمران الآية 110: “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ”.
3- فعل أمر نهى عنه الشرع
فمن كان يتحلى بالحياء ودفعه من فعل أمر قد نهى عنه الشرع، أو الابتعاد عما رغّب عنه الدين فهذا يُعدّ ضعف ومهانة، مثل أن يترك المرء أداء صلاته منعًا من عدم ترك ضيوفه جالسين بمفردهم، وهذا لا يصح مُطلقًا.
اقرأ أيضًا: قصص عن الحياء في الإسلام
فوائد الحياء
قد عُظِم الحياء في الإسلام، ومن تحلى بهذه الصفة حظي بمكانة عالية عند الله تعالى، وعلى سواء كان الحياء فطري أو مُكتسب فإنه يعود على صحابه بفوائد جمّة.
- يُساعد صاحبه على أن يتحلى بكُل ما هو جميل ومحبوب، والابتعاد عن المكروهات وما ينفر منه الناس والله.
- من يستحوا في الأرض سترهم الله في الدُنيا والآخرة.
- يُجنبه من الانسياق وراء المشبوهات والفتن، وفضائح الدُنيا والآخرة.
- الإقبال على الطاعة.
- إنها إحدى خِصل الإيمان، وأصل كُل الشُعب، لقوله صلى الله عليه وسلم: “الحياءُ شعبةٌ من الإيمانِ“.
- تمنح صاحبها القوة على مواجهة أهل الباطل في الأرض.
- تُساعد على تجنب فعل المعاصي خجلًا من رؤية الله عز وجل.
مظاهر قلَّة الحياء
قد شاع في زمننا قلة الحياء وعدم ترغيب الشباب به؛ لارتكاب المعاصي والجهر بها، وظهرت الكثير من المظاهر التي تُشير إلى أن الأمة الآن أصبحت أقل انحدارًا في الحياء.
- اختلاط المرأة بالرجل الأجنبي، بالخروج معه والتنقل، والحديث.
- عدم الحرص على ستر العورات، بل تعمد كشفها.
- ارتداء الكاسيات العاريات الملابس التي تشف كافة تفاصيل الجسم.
- إفشاء الرجُل للعلاقة الجنسية بينه وبين زوجته مع الآخرين.
- المجاهرة بالمعاصي والذنوب بين الناس، مما يدفع الناس لارتكابها بداعي أنه لا بأس منه ما دام الكثير يفعله، مُتناسيين نهي الله عن الذنب.
- الحديث والتلفظ بألفاظ بذيئة تأذي الآخرين، وتجرح مشاعرهم.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الحياء
وسائل اكتساب الحياء
على المرء عدم التأثر بمظاهر قلة الحياء المُنتشرة من غناء وارتكاب المعاصي، ومحاولة التقرُب إلى الله واكتساب الحياء، فهو فطرة في الإنسان وعليه أن يجعله رفيقًا له في أقواله وأفعاله، وتقوية نفسه بالوسائل التي تُعينه على اكتسابُه والتحلي به.
- تربية الأولاد على الحياء من الله، والناس، والملائكة.
- الحرص على مُرافقة المُتصفين بالحياء.
- اِتباع سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به قولًا وفعلًا.
- علاوةً على اِتباع أوامر الله والخوف منه، وإدراك أن يرانا في كل حين.
- الصبر وتقوية النفس بالابتعاد عن المعصية.
- عدم تتبع عورات الآخرين، أو الانسياق وراء الذنوب والمعاصي.
- غض البصر عما حرمه الله عز وجل.
إنّ الحياء من أفضل الصفات التي يتحلى بها الإنسان في حياته، وتُعينه على نيل أعلى المراتب عند الله، وبين الناس.