الخوف سلاح الشيطان

الخوف سلاح الشيطان

الخوف سلاح الشيطان القوي الذي عليك التصدي له، وليس هُنالك داعٍ لأن يقلق المؤمن؛ لأنه إذا كان خوف الإنسان هو غذاء هذا الشيطان، فإن الأمان الذي يأتي من كتاب الله تعالى هو سلاح المؤمن، وعبر موقع سوبر بابا تتعرف على طريقة استخدام كليهما.

الخوف سلاح الشيطان

الشيطان حين يُريد السيطرة على عبد قوي ولا يملك له مدخلًا، فإن السبيل إلى هذا لا يكون إلا باتباع أساليب مُلتوية كي يوسوس له ويُبعده عن طاعة الله، لهذا فإن الخوف سلاح الشيطان ومدخله، إذ يخوفه أحيانًا من الفقر، أحيانًا من الأذى، حتى أنك تجد البعض يخافون من أنهم لا يعبدون الله كما ينبغي، لذا يبتعدون عنه.

قال تعالى: “إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175)” سورة آل عمران، هذا يعني أنه بالفعل سيحاول تخويفك.

اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على الخوف من الناس

أنواع تخويف الشيطان

يأبى الشيطان أن يترك للمُسلم قيد أنملة طيبة يستند عليها، كي يصل إلى طاعة الله، لهذا يضع في طريقه عددًا من المخاوف وليس شكلًا واحدًا.

1- الخوف من الفقر

قال تعالى: “الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(168)” سورة البقرة.

في ظل هذه الظروف التي تعيشها الشعوب من ضيق الحال وتعثر الأحوال المادية، فإن الشيطان يلعب لعبته المفضلة، فبدلًا من أن يتوكلوا على الله هو وحده يرزقهم يبدئون في الخوف من الغد، لذا لا بُد من فهم أن الخوف سلاح الشيطان لإبعاد العبد عن طاعة الله، وأيضًا قراءة الأدعية التي تحفظنا من هذا الشر، وهو ما حثّ عليه نبينا الكريم.

فقد روى عبدالرحمن بن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: “يا أَبتِ، إنِّي أَسمَعُك تَدْعو كلَّ غَداةٍ: اللَّهمَّ عافِني في بَدَني، اللَّهمَّ عافِني في سَمْعي، اللَّهمَّ عافِني في بَصَري، لا إلهَ إلَّا أنتَ؛ تُعيدُها ثلاثًا حينَ تُصبِحُ، وثَلاثًا حينَ تُمسي؟ فَقال: إنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَدْعو بِهنَّ، فأَنا أُحِبُّ أن أَستَنَّ بِسُنَّتِه. قال عبَّاسٌ فيهِ: وتَقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أَعوذُ بكَ منَ الكُفرِ والفَقرِ، اللَّهمَّ إنِّي أَعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ، تُعيدُها ثَلاثًا حينَ تُصبِح، وثَلاثًا حينَ تُمسي، فتَدْعو بهِنَّ، فأُحِبُّ أن أَستَنَّ بِسُنَّتِه” صحيح أبي داوود.

هذا الشيطان اللعين يُخوف الإنسان من هذا الفقر في أكثر من شكل هي:

  • يبدأ في إقناع المرء بالكسب الحرام، ويجعله لا يُبالي بالطريق التي يحصل منها على المال، حتى لو كان باقتراف ذنب آخر، سيُقنعه أن هذا من أجل كسب قوت يومه، ومن أمثله ذلك الراقصات اللواتي يعتقدن أنهن يبذلن أجسادهن لأجل كسب العيش، أو قبول الربا.
  • تحديد النسل خوفًا من قلة الرزق، أو ألا يكون الإنسان قادرًا على تلبية احتياجات هذا الطفل.
  • ترك الزواج، وهذا خوفًا من عدم القدرة على تحمل مشقّات الحياة الأسرية، ونيته في هذا انتشار فسوق أكبر مثل الاتجاه إلى الزنا وإغضاب الله -سبحانه وتعالى- بأساليب أخرى.
  • نتيجة خوف الآباء من الفقر، فإنهم لا يعطونهم لمن يطلبونهم للزواج، بل حثّهم على التوقيع على أموال كثيرة، وهذا به يُمنع حلال الله تعالى، فيكثُر الفساد في الأرض.

2- الخوف من الأذى

أقنع الشيطان الإنسان أنه يُخيف ويؤذي، وقادرٌ على التسبب في الأذى البدني له، إلا أن هذا غير صحيح، فالشيطان ليس أقوى من الإنسان، ولا يملك له أذى، بل إنه ضعيف جدًا، وليس لديه أية قدرات خارقة، حيث قال الله تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)” سورة النساء.

3- تشكيك الإنسان في الدين

إن مسعى الشيطان الأفضل هو أن يسلك طريقًا لا يتمكن العبد فيه من الرد، وأفضل مسلك له هو السؤال عن المجهول، والأمور التي لا يعلمها الإنسان، ولا يعرف حقيقتها، بل تلك التي في علم الغيب ولم يصل لها أبدًا.

كالسؤال عمن خلق الله تعالى، أو ما الذي يُثبت وجوده، كما حدثنا نبينا صلى الله عليه وسلم، فجاء على لسان أبي هريرة رضي الله عنه: “يَأْتي الشَّيْطَانُ أحَدَكُمْ فيَقولُ: مَن خَلَقَ كَذَا؟ مَن خَلَقَ كَذَا؟ حتَّى يَقُولَ: مَن خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ ولْيَنْتَهِ” صحيح البخاري.

اقرأ أيضًا: الخوف الشديد من الفشل الجنسي

ما الفرق بين الخوف المرضي ووسوسة الشيطان؟

إن الخوف المرضي أو ما يُعرف بالقلق هو اضطراب نفسي لا يُفرق بين صغير ولا كبير، والسبب الأدعى لعدم القدرة على التفرقة بينه وبين الوسوسة، أن هُناك أنواع من القلق تقع تحت مُسمى “قلق الشك الديني” وهو الذي يشعر الإنسان حياله أن هذا ليس الدين الحق.

رغم أنه يذهب إلى الشيوخ، ويعرف في قرارة نفسه الصواب، إلا أن الأفكار تأتيه من حيث لا يدري، فكيف نُفرق بينهما؟

  • إذا ما زار المُصاب شيخًا عالمًا بالدين، وبيّن له الصواب من الخطأ، وصدّق على ما قاله الشيخ، واستراحت نفسه فهذه الوسوسة كانت من الشيطان، وإلا فهو مرض القلق.
  • كذلك تجد المُصاب بالقلق رغم أن الكلام قد لا يؤثر فيه أو يُعالج الأفكار التي في رأسه، إلا أنه يكون مُقبلًا على الحديث غير مُهاجم له، أمّا الآخر فتجده يبث معتقداته في الآخر.
  • العلم يكون لدى غير المريض، فهو مسكين جاءته الأفكار من حيث لا يدري، أمّا وسوسة الشيطان فإنها ليست محض وسوسة، وإنما يبدأ في وضع أسباب الكفر والدلائل على عدم وجود الله أمام الإنسان، وبهذا وقت الحديث مع رجل الدين تجد أن شكوكه مُثبته بالحجج التي يقولها.

التخلص من الخوف الشيطاني

إن هذا الخوف سلاح الشيطان بالفعل، يُسيطر به على البشر، ويدفعهم إلى فعل أمورٍ لا يخطر على بالهم أنها من وسوسته، حيث يظن العباد أن وساوس الشيطان فقط افعل كذا، ولا تفعل كذا، لكن التخلص منها يحتاج إلى خطوات كثيرة.

أولًا: ضبط النفس

عُرف الإنسان عن غيره من المخلوقات بقدرته على التحكم في نفسه، وهذا ما يجعله قادرًا على ضبط تصرفاته بعيدًا عن الأمور التي يوسوس الشيطان إليها.

لا داعي أيضًا أن يقلق الإنسان من الوساوس التي تأتيه ما دام لا يستمع لها، فقد يزيدك الشيطان وسوسة فيقول لك، أنك لا تعبد الله حق عبادته لأن لديك هذه الأفكار، أو أنك بالأصل إنسان طالح فلماذا تعبده؟!

قال صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتي عَمَّا حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا، ما لَمْ تَعْمَلْ، أَوْ تَكَلَّمْ بهِ” صحيح مسلم.

ثانيًا: الوقاية بذكر الله

من بين هذا الذكر أذكار الصباح والمساء، والرُقية الشرعية، فهذه الأذكار تجعلك مُحاطًا بهالة تحميك من أذية الشيطان لك، فلا يمسك أبدًا ولا يوسوس لك، فإذا كان الخوف سلاح الشيطان، فاجعل سلاحك كتاب الله.

  • سورة الفاتحة: “الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)” مرة واحدة.
  • سورة الإخلاص: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)” ثلاث مرات.
  • سورة الناس: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)” ثلاث مرات.
  • سورة الفلق: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)” ثلاث مرات.
  • آية الكرسي: “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ” مرة واحدة.
  • سورة القلم: “وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (52)” ثلاث مرات.
  • سورة النساء: “أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54)” ثلاث مرات.
  • سورة الجن: “قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)”.
  • سورة القلم: وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (52).
  • “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم” ثلاث مرات.
  • “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق” ثلاث مرات.
  • “بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ، بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيك” ثلاث مرات.
  • “أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمَنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ” مرة واحدة.
  • “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبْ الْبَأسَ واشْفِي أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا” ثلاث مرات.
  • “أعيذك بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة” ثلاث مرات.

اقرأ أيضًا: دعاء الخوف من وقوع المصائب

ثالثًا: الوضوء

هو طريقة ذكية جدًا، تجعلك دائمًا على طهارة، مُستجاب الدعاء، تبقى طُوال الوقت في حماية من وساوس الشيطان لك، خاصةً إذا كانت قبل النوم فإنها تحميك من الخوف والجزع، وتُبقيك في مأمن من الأحلام المفزعة والخوف من أذى الشيطان.

الخوف سلاح الشيطان، فلا تتركه يُسيطر عليك، هذا الإبليس اللئيم يسعى دائمًا أن يُسيطر على حياتك ويسلبك أمانك وراحتك بها.