الرجوع إلى الكفر بعد الإسلام وعقوبتها

الرجوع إلى الكفر بعد الإسلام وعقوبتها

الرجوع إلى الكفر بعد الإسلام وعقوبته من الأحكام التي يجب أن يتعرف عليها المسلم جيدًا، حيث إن الردة من الأمور التي انتشرت منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن خلال موقع سوبر بابا سوف نتعرف على مفهومها وعقوبتها.

الرجوع إلى الكفر بعد الإسلام

الردة في اللغة هي الرجوع عن الشيء أو التحول عنه، وفي الإسلام تشير إلى الخروج عن الملة، وقد اختلف فقهاء الدين الإسلامي في تعريف الردة في الإسلام وجاء ذلك على النحو التالي:

المذهب الحنفي الردة هي الرجوع عن الإيمان.
المذهب المالكي الكفر بعد الدخول في الإسلام.
المذهب الشافعي الاستهزاء أو الكفر أو العند في الإسلام.
المذهب الحنبلي الردة هي الكفر بعد الإسلام ولو نطقًا، أو اعتقادًا أو شكًا.

اقرأ أيضًا: ما هي أكبر الكبائر بالترتيب وطريقة التكفير عنها

عقوبة الرجوع إلى الكفر بعد الإسلام

هناك العديد من الآيات القرآنية الكريمة التي نصت على عقوبة الردة في الإسلام وتمثلت في قتل المرتد واعتباره من أهل النار، ومن ضمن هذه الآيات القرآنية ما يلي:

  • (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) سورة البقرة الآية 217
  • قوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) سورة النحل الآية 106
  • “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة 217).
  • “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ(آل عمران 90).
  • “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (المائدة 54)”.

الأحاديث النبوية عن الردة في الإسلام

حرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أن يخبرنا بعقوبة الردة عن الإسلام وعقوبتها، وذلك من خلال مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة المتمثلة فيما يلي:

  • عن بن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من بدل دينه فاقتلوه” صحيح البخاري.
  • عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة” صحيح مسلم.

اقرأ أيضًا: أحاديث قدسية عن التوبة

شروط وقوع حد الردة في الإسلام

هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوافر حتى يُقال إن مسلمًا وقع في الارتداد عن الإسلام، فيُطبق عليه حد الردة.

  • البلوغ: يجب أن يكون المسلم في عمر البلوغ وعاقل وناضج، وقادر على التمييز ما بين الصحيح والخطأ، فلا يمكن أن تقع عقوبة الردة على الصبي لأنه غير مكلف.
  • العلم بالحالة والحكم: حتى تقع الردة على المسلم يجب أن يكون على علم بموقف الكفر والوقوع فيه ومعرفة عقوبتها.
  • الرغبة في الكفر: لا بد أن ينطق الشخص بالكفر قاصدًا للارتداد عن ملة الإسلام، حيث من نطق الكفر لغوًا دون أن يقصد ما نطقه فإن ردته لا تقع مع الوجوب بالاستغفار.
  • اختيار الكفر: يشترط لوقوع الردة على الشخص أن يكون اختار ذلك بكامل قواه العقلية، حيث يجب ألا يكون مكرهًا عليها.
  • قوة العقل: الردة لا تقع على الشخص المجنون، وذلك لأنه يصنف على أنه فاقد الأهلية وقد اختلف علماء الإسلام على وقوع الردة على السكران وفاقد العقل.

علامات الكفر بعد الإسلام

هناك العديد من الدلالات التي إذا اقتنع بها الشخص في الحياة تشير إلى ارتداده عن الدين الإسلامي.

  • إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، إلى جانب ما خلقه الله من ملائكة أو وحي أو فروض وعبادات وغيره.
  • استباحة كل ما حرمه الدين الإسلامي، من حيث شرب الخمر والزنا والربا وأكل لحم الخنزير واستحلال الدماء.
  • سب النبي صلى الله عليه وسلم والاستهزاء بالصحابة.
  • ادعاء أنه من الأشخاص الذين ينزل عليهم الوحي.
  • إلقاء المصحف في الأماكن المتسخة، وكذلك كتب الأحاديث والاستخفاف بكل ما تحمله هذه الكتب من قيم ومعاني.
  • الطعن في الصحابة والكتاب والسنة وترك الحكم فيما بينهم.
  • تحريم كل ما أجمع المسلمون على حلاله مثل تحريم الطيبات.

اقرأ أيضًا: حكم المرتد في المذاهب الأربعة

دعاء التوبة عند الكفر والردة

الاعتراف بالذنب وتركه من حسن ويسر الدين الإسلامي الحنيف، لذا هناك الكثير من الأدعية التي يمكن أن يستعين بها الشخص المرتد عن الدين الإسلامي يتوسل بها إلى الله حتى يقبل توبته.

  • «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بنعمتك علي وأبوئ بذنبي فأغفر لي فأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه توبة عبد ظالم لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا».
  • «اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة، ويورث الندامة ويحبس الرزق ويرد الدعاء، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه، وأستغفرك من النعم التي أنعمت بها علي فاستعنت بها على معاصيك، وأستغفرك من الذنوب التي لا يطلع عليها.. أحد سواك ولا ينجيني منها أحد غيرك، ولا يسعها إلا حلمك وكرمك ولا ينجيني منها إلا عفوك».
  • «اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات ويحل النقمات ويغضبك، يا رب الأرض والسموات، اللهم أغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته وتعمدته أو جهلته، وأستغفرك من كل الذنوب التي لا يعلمها غيرك، ولا يسعها إلا حلمك».
  • «اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجي عندي من عملي، سبحانك لا إله غيرك، أغفر لي ذنبي وأصلح لي عملي إنك تغفر الذنوب لمن تشاء، وأنت الغفور الرحيم يا غفار أغفر لي يا تواب تب علي يا رحمن أرحمني يا عفو أعفو عني يا رؤف أرأف بي».
  • «رب أنزلني منازل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا. رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، وأجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأجعلنا من الراشدين، وأجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين».
  • «ربنا أصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرًا ومقامًا، ربنا أصرف عنا السوء والفحشاء وأجعلنا من عبادك المخلصين، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعف عنا. اللهم عافنا وأعف عنا في الدنيا والآخرة».
  • «ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين».
  • «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك أنت الوهاب، ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه أن الله لا يخلف الميعاد، رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، وأن أعمل صالحًا ترضاه، وأصلح لي في ذريتي أني تبت إليك وإنى من المسلمين».
  • «ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا أصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين».

الردة من الأمور التي تضع المسلم في حالة كفر وشرك بالله سبحانه وتعالى.. لذا كانت عقوبتها القتل.