الشخص الذي أسس الكعبة المشرفة

أول من قام ببناء الكعبة

تعددت الآراء بين العلماء حول من كان أول من بنى الكعبة، وفيما يلي تسليط ضوء على هذه الآراء:

  • الرأي الأول

هناك من أشار إلى أن الملائكة هم أول من قام ببناء الكعبة الشريفة.

  • الرأي الثاني

يعتقد البعض أن النبي إبراهيم -عليه السلام- هو أول من بنى الكعبة، حيث كان يساعده في البناء ابنه إسماعيل -عليه السلام- الذي كان يتولى مناولته الأحجار. قال الله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ).

  • الرأي الثالث

يقول البعض بأن آدم -عليه السلام- هو أول من بنى الكعبة المشرّفة، كما يُعتقد أن شيت ابن آدم كذلك قد ساهم في بنائها.

الكعبة الشريفة وسبب تسميتها

تُعتبر الكعبة أول مسجد أُقيم على وجه الأرض، وهي القبلة التي يواجهها المسلمون في صلاتهم. قال الله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ). تقع الكعبة في المملكة العربية السعودية، وبالتحديد في مكة المكرمة، وارتفاعها يصل إلى خمسة عشر متراً، وهي تتكون من أربعة أركان: الركن الأسود، الركن الشامي، الركن اليماني، والركن العراقي.

تعود تسميتها إلى شكلها المربع، حيث أن الكعبة تتخذ الشكل المكعب. قال ابن أبي نجيح عن سبب تلك التسمية: “إن الكعبة سميت بهذا الاسم لأنها مكعبة شكل الكعب”. وأكد أن الناس كانوا يبنون منازلهم بشكل دائري تعظيماً للكعبة، حتى جاء حميد بن زهير الذي بنى بيتاً مربعاً، لذا قالت قريش: “ربّعَ حميد بن زهير بيتاً، إما حياةً أو موتاً”.

الحكمة من بناء الكعبة وجعلها قبلة للمسلمين

تمثل الكعبة مكاناً يجتمع فيه الناس من مختلف أنحاء العالم لأداء مناسك العمرة وفريضة الحج. جعل الله تعالى الكعبة رمزاً للأمان والطمأنينة للناس، كما ورد في قوله: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا). تمتلك الكعبة حكمًا عظيمة من جعلها قبلة للمسلمين، ومن تلك الحكم:

  • لأنها كانت قبلة النبي إبراهيم -عليه السلام- من قديم.
  • تحقيقًا لرغبة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، حيث كان يرى أن تحويل القبلة إلى الكعبة سيعزز دخول الناس للإسلام. قال الله تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ).
  • لإقامة الحجة على اليهود وتمييز المسلمين في قبلتهم.
  • لكشف المنافقين واختبار صدق المؤمنين في اتباعهم لأوامر الله، كما جاء في قوله: (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).