تُعتبر العبادة في الشريعة الإسلامية الهدف الرئيسي من خلق المسلم وحياته. تشمل العبادة كافة الأعمال الصالحة التي يجب على المسلم القيام بها تجاه ربه، ويجب أن تكون هذه العبادة خالصة لله وحده. ومع ذلك، هناك أفعال يجب على المسلم تجنبها لأنها تُدخل في دائرة الشرك. فالشخص الذي يعبد الله ويُشرك معه إلهاً آخر يُعتبر مشركاً. لماذا يُعد ذلك شركاً وما هي الأسباب؟ من خلال هذه المقالة، سنوضح لكم ذلك.
من يُعتبر مشركاً؟
الشخص الذي يعبد الله ويشرك معه غيره يُطلق عليه اسم مشرك، حيث يُعتبر ذلك إقراراً بوجود إله آخر غير الله. الشرك في الإسلام يُعد من أعظم الذنوب التي يمكن أن يرتكبها الإنسان، لأنه يناقض مبدأ التوحيد الذي ينصّ على عبادة الله وحده.
تعريف العبادة
تعني كلمة العبادة في اللغة التذلل والخضوع، لكن في الإسلام، تُعبر العبادة عن التعظيم والخضوع لله تعالى، وتتمثل العبادة في الامتناع عن المحرمات واتباع ما أحلّه الله.
أنواع العبادات
تتوزع العبادات إلى عدة أنواع، منها العبادة القلبية، القولية، والجسدية. إليكم توضيح لكل نوع:
- العبادة القلبية: تشير إلى العبادة التي تقوم على حب المسلم لله، والرجاء، والخوف، والخشوع.
- العبادة القولية: تتعلق بالنيات والأذكار، مثل الشهادتين، والدعاء، وتلاوة الأذكار، وأي فعل ديني يتطلب لفظاً.
- العبادة الجسدية: يتمثل في التعبد من خلال الحركة الجسدية، مثل الصلاة، والحج، والعمرة، وغيرها.
أسس العبادة
هناك مبادئ واضحة يجب على كل من يرغب في العبادة معرفتها:
- يجب أن تكون العبادة وفق الشريعة: بمعنى أن نتبع العبادة كما أرادها الله.
- ينبغي أن تكون العبادة خالصة لوجه الله تعالى.
- يجب أن نقتدي برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
- الالتزام بمواقيت الصلاة وعدم تأجيلها.
- السعي للتقرب إلى الله وطلب رضاه.
الفرق بين المسلم والمشرك
ذكرت المفاهيم المتعلقة بالمسلم والمشرك في القرآن الكريم بشكل متكرر، وهي تستند إلى أساسيات العبادة والتوحيد. إليكم الفرق بينهما:
1- المسلم
المسلم هو من يؤمن بالله وحده ولا يعبد أي إله آخر، ويؤمن بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو رسوله. كما يقوم بأداء الفرائض مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، وعمله في الدنيا يهدف إلى التقرب من الله والابتعاد عن الفتن لنيل رضاه.
2- المشرك
المشرك هو الشخص الذي لا يؤمن بإله واحد، وبدلاً من ذلك يشرك شيئاً آخر مع الله في عباداته. يُعتبر الشرك من أعظم الذنوب، ويتجلى من خلال عبادة الأصنام أو الكواكب مثل الشمس أو القمر. وقد وُجدت إشارات إلى ذلك في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (المائدة: 73).
مصير المشرك
مصير المشركين هو النار الأبدية، حيث لن يغفر الله لهم. الدليل على ذلك يظهر في سورة البينة: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا} (6). وكذلك في سورة آل عمران: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (85)، وفي سورة النساء: {أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} (151).
وبهذا نكون قد أنهينا المقال، وتم توضيح من هو الذي يعبد الله ويشرك معه غيره، والذي يُطلق عليه اسم المشرك. كما استعرضنا الفرق بين المسلم والمشرك وجزاء المشرك في الآخرة كما ورد في بعض آيات القرآن.