أبرز متطلبات الزواج
لتنفيذ عقد الزواج، يجب توافر مجموعة من الشروط، نوضحها فيما يلي:
- يجب أن يكون هناك رضا بين الزوجين، حيث يُستحسن أن يكون الزواج خالياً من الإكراه. رضا الطرفين هو عنصر أساسي في صحة عقد الزواج. بالنسبة للرجل، فإن وجود الرضا لا يثير أي خلاف بين العلماء، أما رضا المرأة فهو يعد الأصل في الشريعة الإسلامية، مستندين إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا تُنْكَحُ الأيِّمُ حتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلَا تُنْكَحُ البِكْرُ حتَّى تُسْتَأْذَنَ، قالوا: يا رَسُولَ اللهِ، وَكيفَ إِذْنُهَا؟ قالَ: أَنْ تَسْكُتَ). في حالة المرأة الأرملة، يُشترط أن يطلب وليها رضاها صراحةً بالنسبة للزواج، وأما الفتاة البكر فتكون إشارتها بالسكوت أو القول. وبالتالي، فلا يجوز إجبار النساء، وخاصة اليتيمات، على الزواج حفاظاً على حقوقهن.
- وجود ولي أمر: يجب أن يتوفر وليّ، الذي يقوم بعقد الزواج نيابة عن المرأة، سواء كان والدها أو أخاها أو أحد الأقارب. وقد اتفق العلماء على أهمية شرط الولي في الزواج، استناداً إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لا نكاحَ إلا بولِيٍّ). وذلك باستثناء الإمام أبو حنيفة الذي لم يشترط وجود الولي في النكاح.
- وجود شاهدين عدلين: وهو شرط متفق عليه بين العلماء لما له من دور في ضبط عقد الزواج ونشر حقوق الزوجين.
- تحديد المهر: يُعتبر المهر حقًا من حقوق الزوجة، ويمثل هدية من الزوج لها، ولا يجوز استلامه إلا برغبتها. الشريعة الإسلامية لم تحدد قيمة معينة للمهر، بل دعت إلى تيسير الأمور فيه.
- الإحصان: لا يجوز للرجل الزواج من امرأة معروفة بالفاحشة؛ لذا فعليه اختيار زوجته من النساء العفيفات.
- الكفاءة في الزواج: لا ينبغي للمسلم الحر أن يتزوج بامرأة من أصول غير مسلمة أو أَمَة. أما الاختلاف في اللون أو العرق أو الحالة الاجتماعية فلا تشكل عائقاً في الشريعة الإسلامية.
- وجود الصيغة: يجب أن تتضمن الخطوات صيغة تعبر عن الزواج الشرعي، تتضمن الإيجاب والقبول بين الطرفين.
أركان الزواج
يتكون الزواج من ثلاثة أركان أساسية، أولها: خلو الزوجين من موانع الزواج التي تحددها الشريعة، مثل الزواج من امرأة محرم عليه بسبب النسب أو الرضاعة أو العدة، فلا يجوز عقد الزواج للمرأة في فترة العدة. أما الركن الثاني: فهو وجود الإيجاب، وهو قول يصدر عن ولي المرأة أو من ينوب عنه كمثل الوكيل، مثال ذلك: “زوجتك ابنتي”. والركن الثالث: يتمثل في القبول، وهو عبارة عن قول يدل على قبول عقد الزواج من الزوج أو من وكيله، مثل “قبلت نكاح ابنتك”.
متطلبات الولي
يشترط في الولي الذي يتولى عقد الزواج أن يكون عاقلاً، بالغاً، حراً، راشداً قادراً على التعرف على الرجل المناسب للمرأة. كما يجب أن يكون عدلاً، بعيداً عن الفسق، ويجب أن يكون مسلماً، لذا لا يجوز أن يتولى الكافر ولاية المسلمة. يتفق فقهاء الأمة الإسلامية على ترتيب محدد بين أولياء الأمور، حيث لا يجوز اجتياز الأقرب إلا في حال وفاة أو فقدان أحدهم条件.