أبو موسى الأشعري
هو عبد الله بن قيس بن حضّار بن حرب، وُلد في اليمن. يُعتبر إمامًا عظيمًا وصحابيًا جليلًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. انتقل أبو موسى إلى مكّة حيث أسلم على يد رسول الله، ثم هاجر إلى أرض الحبشة. وفقًا لبعض الروايات، عاد إلى بلده للدعوة إلى الله. عُرف الأشعري بممارسته التجارة واتباعه أساليب المعاملة الحسنة.
مناقب أبي موسى الأشعري
منح الله أبو موسى صوتًا شجيًا، وقد ورد في رواية أبي بردة عنه أنه كان يتعرف على أصوات رفاقه الأشعريين عند قراءة القرآن في الليل. ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم قراءته للقرآن الكريم بقوله: (أوتِي مِزمارًا مِن مزاميرِ آلِ داودَ) [صحيح].
كان الأشعريّ يستخدم صوته الجميل وقراءته المبدعة لجمع طلاب العلم في مسجد البصرة، حيث كان يقسمهم إلى مجموعات ويعمل على تصحيح قراءاتهم. عُرف بشمائل عالية من العلم والعبادة والتقوى وحسن الخلق، كما كان يتمتع بثبات عظيم في الدين وزهد في الدنيا، وكان من أكثر أهل البصرة حذقًا وفقهًا.
علم أبي موسى الأشعري
لم يكن أبو موسى مُجرد عالم، بل كان يسعى ل نشر العلم وتعليم الناس الأمور الدينية. كان يخطب في الناس ويحثهم على تعليم ما علمهم الله والتحدث فيما لديهم علمٌ، محذرًا من الكلام في ما ليس له به علم، فقد كان ناشطًا في نشر الفقه أثناء الجهاد، حيث كان ينادي المؤذنين للصلاة فيقف المجاهدون حوله لتنفيذ تعليماته.
مكانة أبي موسى الأشعري عند عمر بن الخطاب
كان أبو موسى أحد الركائز الأساسية للدولة زمن عمر بن الخطاب، وقائدًا للجيوش في الفتوحات مثل فتح قم وقاثان وموقعة تستر. أسهم في تأسيس المدرسة البصرية في عصر الفاروق، واعتُبر من أعلم الصحابة. وقد أشار الشعبي إلى أنه من بين أشهر أربعة قضاة في الأمة، وهم: عمر، وعلي، وزيد بن ثابت، وأبو موسى.
تلقى أبو موسى العلم من كبار الصحابة مثل: عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود. وكان له تأثير خاص من عمر، حيث تمت مراسلات بينهم وكان عمر يشارك أبو موسى بالوصايا أثناء فترة ولايته على البصرة. كان أبو موسى حريصًا على لقاء عمر، وقد ذهب إليه ذات ليلة بعد العشاء، فسأله عمر عن سبب قدومه في هذا الوقت المتأخر، فأجابه أنه جاء ليتفقه، وتحدثا مطولًا، وعندما حان وقت الصلاة قال أبو موسى إنه وقت الصلاة فأجابه عمر بأنهما في صلاة.