العواصف الرملية
تحدث العواصف الرملية (بالإنجليزية: Sandstorms) نتيجة تحرك الجزيئات الدقيقة لحبات الرمل الموجودة على الأسطح الجافة بفعل الرياح القوية. تلك الرياح تضغط وتجرف الرمال عن الأرض، مما يتسبب في تكوين ما يُعرف بالعاصفة الرملية أو الترابية (بالإنجليزية: duststorms).
تزداد شدة العواصف الرملية وتأثيرها مع زيادة قوة الرياح التي تحملها، وكذلك كثافة الجزيئات الرملية التي تُنقل إلى أماكن جديدة. عوضًا عن ذلك، يتساءل الكثيرون عن الأسباب وراء حدوث العواصف الرملية، وهو ما سنتناوله في الأقسام التالية.
أسباب العواصف الرملية
السبب الرئيسي وراء حدوث العواصف الرملية هو قوة الرياح التي تستطيع رفع حبات الرمل عن الأرض. تتراوح أبعاد جزيئات الرمال خلال العاصفة بين 0.08 ملم و1 ملم، ويمكن أن تنقلها الرياح عبر مسافات قد تصل إلى آلاف الكيلومترات، مما يسبب أضرارًا على طول الطريق.
تنشأ الرياح نتيجة لارتفاع درجات الحرارة بشكل مفرط فوق الصحاري في فترات معينة من السنة، مما يؤدي إلى عدم استقرار الغلاف الجوي السفلي (بالإنجليزية: Troposphere)، وهو المستوى الأول من الغلاف الجوي القريب من سطح الأرض.
يساهم هذا عدم الاستقرار في خلق اضطرابات في الغلاف الجوي السفلي، مما ينعكس على سطح الأرض وبالتالي يُشكّل العواصف الرملية.
أماكن حدوث العواصف الرملية
تحدث العواصف الرملية بشكل رئيسي في الصحاري القاحلة (الحارة والجافة) في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك صحاري شبه الجزيرة العربية، وشمال أمريكا، وإفريقيا. يعود السبب في ذلك إلى وفرة الرمال وارتفاع درجات الحرارة التي تولّد الرياح، كما تم توضيحه سابقًا.
تأثيرات العواصف الرملية
رغم أن العواصف الرملية قد تستمر لبضع دقائق فقط، إلا أنها تمثل مشكلة خطيرة وتؤدي إلى الكثير من الأضرار. العواصف وتبعاتها يمكن أن تكون خطيرة لعدة أسباب؛ فالتعرض المباشر لهذه العواصف قد يؤدي إلى مشكلات صحية جسيمة، وفي الحالات القصوى قد يتسبب في الوفاة.
عندما تدخل الرمال إلى العينين أو الفم أو الأنف، وقد تصل إلى الرئتين، فإنها تسبب صعوبة في التنفس والتهابات رئوية، خصوصًا لدى الذين يعانون من أمراض تنفسية مثل الربو والحساسية. لذا يُوصى باتباع إجراءات وقائية لتفادي هذه المخاطر، من خلال الابتعاد عن مناطق العواصف واستخدام الأقنعة والنظارات الواقية والأوشحة المبللة لمنع دخول الرمال إلى الجسم.
كذلك، تسبب العواصف الرملية حوادث مرورية، خاصة على الطرق الصحراوية، بسبب ضعف الرؤية وتغطية الرمال للطرق، الأمر الذي قد يؤدي إلى ضياع السائقين في الصحراء.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي الرمال المنتشرة في الهواء إلى مشكلات خطيرة للطائرات، حيث يؤثر الغبار الكثيف على رؤية الطيارين، مما يؤدي إلى تأخيرات وإلغاءات في الرحلات الجوية، فضلاً عن إمكانية حدوث أعطال ميكانيكية في الطائرات.