الفرق بين صحيح البخاري وصحيح مسلم يتجلى فيما قام به الإمامان من أدوار جليّة في رواية الأحاديث النبوية الشريفة، وهما من أكثر الأئمة مصداقية في نقل الأحاديث، ومن خلال موقع سوبر بابا لنا أن نفي بالفارق بينهما.
الفرق بين صحيح البخاري وصحيح مسلم
على الرغم من أن كلا الإمامين استطاع جمع الأحاديث النبوية الشريفة من السنة النبوية المطهرة ونقلها للناس لتعليمهم أمور دينهم، إلا أنهم افترقوا في أمور كثيرة أيضًا، ويمكن التعرف على الفرق بين صحيح البخاري وصحيح مسلم كل منهما على حدة.
أولًا: صحيح البخاري
الإمام البخاري هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة بن بردزبه الجعفي، أبو عبد الله بن أبي الحسن البخاري، ولد في يوم 13 من شهر شوال عام 194 هجريًا وكان ذلك يوافق يوم الجمعة، توفي أبوه عندما كان صغيرًا، ولكنه أقبل على الإسلام وتعلّم العلوم الشرعية، وقام بالتردد على شيوخًا كثيرة يطلب منهم البيان.
حينما أصبح إمام قام بتأليف كتب كثيرة، وكان من أشهرهم صحيح البخاري، والتاريخ الكبير، والتاريخ الصغير، ورفع اليدين في الصلاة، والضعفاء الصغير، والكن، وخَلْق أفعال العباد، أما عن صحيح البخاري وصحيح فإنه يجب توضيح بعض الفروقات الهامة.
- سبب تأليفه: كان يجلس الإمام البخاري عند شيخه، وسمعه يقول فيما معناه لو أن أحدكم تفرغ لجمع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت الكلمة لها تأثير كبير جدًا على الإمام، وقيل بسبب أنه رأى في المنام أنه يحمل مروحة ويتبع بها النبي.
- السبق في التأليف: كان الإمام البخاري له السبق في تأليف صحيحه، حيث أخرجه في عام 232 هجريًا.
- مدة التأليف: استغرق الإمام البخاري وقت طويل جدًا لجمع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة، حيث استغرق 22 عام.
- كتب صحيح البخاري: يحتوي صحيح البخاري على 97 كتابًا، وهم بدء الوحي وكان ذلك أول كتاب، وآخر كتاب قام بإخراجه هو كتاب التوحيد.
- عدد الأحاديث في صحيح بخاري: يحتوي على 7563 حديث نبوي شريف، أولهما حديث أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب رضي الله عنه “الأعمال بالنيات” وآخر حديث لأبي هريرة، وهو ” كلمتان حبيبتان إلى الرحمن”.
- القصد من الصحيح: استطاع أن يجمع بين المقصد الفقهي وقوة الإسناد، وكان حريص على أن يُكرر الحديث ويقطعه ومن ثم يُعلق وفقًا لفقهه.
- تعليق الأحاديث: كان يعتمد على حذف راوٍ واحد أو أكثر من راوٍ في بداية السند، كما يحتوي على حوالي 1341 معلقًا تقريبًا.
- تقطيع الأحاديث: من السمات البارزة جدًا والتي يمكن ملاحظتها بسهولة في صحيح البخاري.
- تكرار الأحاديث: تتكرر الأحاديث كثيرًا في صحيح البخاري؛ حيث بلغ مجموع الأحاديث 4000 من دون تكرار بدلًا من 7563
- شرطه في الرجال: كان يُشدد جدًا على العدالة والضبط.
- الأبواب في صحيح البخاري: يحتوي على حوالي 3882 باب، وأولها باب كيف كان بَدْء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقول الله – جل ذكره -: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) [النساء: 163]، وآخرها هو: باب قول الله تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) [الأنبياء: 47].
اقرأ أيضًا: صحة حديث يا معشر النساء تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي رأيتكن أكثر أهل النار
ثانيًا: صحيح مسلم
الإمام مسلم هو أبو الحُسَين مسلم بن الحَجَّاج النيسابوري، ولد في عام 206 هجريًا بمدينة نيسابور، وأهم من ألف صحيح مسلم، والطبقات، والكنى، والأسماء، والمُنفردات والوحدان، والتمييز، وتوفاه الله في عام 261 هجريًا بمدينة بنيسابور، وكان عمره وقتها يناهز 55 سنة، ويمكن توضيح الفرق بين صحيح البخاري وصحيح مسلم في بعض النقاط:
- سبب التأليف: كان في ذلك إجابة لسؤال الناس الدائم عن الحديث الشريف، فكان حافظًا لكل ما ورد في السنة النبوية المطهرة عن النبي.
- السبق في التأليف: سبق الإمام البخاري الإمام مسلم في إصدار الصحيح، حيث قام الإمام مسلم بإخراجه في عام 250 هجريًا.
- مدة التأليف: استغرق الإمام حوالي 15 عام لكي يؤلف صحيحه ويجمع فيه كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- كتب صحيح مسلم: يحتوي على 57 كتابًا، وكان أول كتاب له يُسمى كتاب الإيمان، وآخر كتاب كان يسمى كتاب التفسير.
- عدد الأحاديث: يحتوي على عدد أحاديث يبلغ نحو 4000 حديث شريف، أولها هو حديث يحيى بن يعمر، وآخرها هو حديث قيس بن عباد.
- القصد من الصحيح: ينظر إلى إسناد الحديث الصحيح، ويتميز بإظهار براعته في ترتيب كافة الأحاديث، وكان بارعًا في جمع الألفاظ والطرق.
- تعليق الأحاديث: يحتوي على 14 معلقًا فقط.
- تقطيع الأحاديث: يهتم بذكر الحديث الشريف كاملًا في مكان واحد.
- تكرار الأحاديث: يتم جمع الأحاديث النبوية الشريفة ووضعها في باب واحد.
- شرطه في الرجال: يشترط الضبط والعدالة.
- الأبواب في صحيح مسلم: لم يبوب الإمام مسلم صحيحه، ولكن من قام بتبويبه هو الشيخ الإمام النووي رحمة الله عليه، وكان عدد الأبواب 1329 بابًا، يبدأ “باب معرفة الإيمان والإسلام والقدر وعلامة الساعة“، وينتهي “باب في قوله تعالى: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾ [الحج: 19].
اقرأ أيضًا: شرح حديث ثلاث جدهن جد وهزلهن جد
أبرز أحاديث الصحيحين البخاري ومسلم
لا يقتصر التعرف على الفرق بين صحيح البخاري وصحيح مسلم على معرفة الاختلافات فقط، فيجدر بنا ذكر أن هناك أحاديث كثيرة مشتركة بينهم واتفقوا عليها.
- عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب).
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخِر، فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال).
- عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال: (اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يُحدث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: (صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام).
- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى).
- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً)
- عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة)، ثم قال في الثالثة: (لمن شاء).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون، عليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا).
- عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرءوا إن شئتم: {فلا تعلم نفسٌ ما أُخفي لهم من قُرة أعيُن}).
- عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قلّ).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه).
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا قلت لصاحبك: أنصت، يوم الجمعة والإمام يخطب، فقد لغوت”.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من حج هذا البيت، فلم يرفث، ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها، وإن يك سوى ذلك، فشر تضعونه عن رقابكم).
- عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان) قيل: وما القيراطان؟ قال: (مثل الجبلين العظيمين).
الفرق بين صحيح البخاري وصحيح مسلم لا ينفي كونهما صحيحين، كما أن هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي اتفقا عليها، وكان للإمامين مكانة عظيمة جدًا في رواية الأحاديث.