الفساد الأخلاقي وأثره على المجتمع

الفساد الأخلاقي وأثره على المجتمع

الفساد الأخلاقي وأثره على المجتمع هو موضوع شائك يخشى العديد من الأفراد التحدث بشأنه بسبب احتواء كل أسرة في المجتمع على شخص فاسد الأخلاق، ولكن عدم الحديث عن تلك القضية الهامة يجعلها تتفاقم دون حلول واضحة لذا يجب ألا يخجل أي فرد أو أسرة من تعرضه لهذا المرض، ويوضح موقع سوبر بابا أهمية الإفصاح عن ذلك.

الفساد الأخلاقي وأثره على المجتمع

الفساد الأخلاقي هو الخلل الذي يصيب خلق أفراد المجتمع الواحد ونسيانهم للقيم الفاضلة مثل الاحترام وتقدير الغير واحترام الخصوصية، يتمثل الفساد الأخلاقي في الأعمال المضادة للطبيعة البشرية من جرائم أو التسبب في الأذى للغير، وبالتالي ينجم عن ذلك أثر الفساد الأخلاقي على المجتمع لاسيما أفراد الأسرة.

  • زيادة معدل الجريمة.
  • انتشار أنواع مختلفة من الفساد مثل (الفساد السياسي، الحكومي).
  • غياب الأمان عن المجتمع وانتشار الخوف بين الأفراد.
  • هيمنة سلطة البلطجة والاعتداء على حساب هيمنة الدولة الأمنية.
  • سهولة تأثر الشباب بالمعتقدات غير السوية.
  • غياب قيم الإنسانية السليمة واندثارها.
  • خلل النسيج المجتمعي وانتشار الشكوك والتهم بين أفراد المجتمع الواحد.
  • عدم المساواة في الحصول على نفس الفرص.
  • انتشار الرشوة وطرق الربح غير المشروع.
  • ظهور المجتمع للدول الخارجية بمظهر يفتقر للحضارة.
  • تدهور الاقتصاد الداخلي للدولة مما يؤثر على استقرار المجتمع.
  • انتهاك حقوق الإنسان بشكل صارخ بسبب تعدي فاسد الأخلاق على حقوق الغير من أفراد المجتمع.

اقرأ أيضًا: أهمية الأمانة للفرد والمجتمع

أسباب الفساد الأخلاقي

الفساد الأخلاقي له العديد من الأسباب التي تساهم في تفاقمه مهيًا أفراد المجتمع الواحد للوقوع في خطره وملاحقة أثره، لذا يجب معرفة الأسباب الحقيقية وراء تلك الأزمة لمعرفة الطرق الصحيحة للتصدي لها.

1- غياب الوازع الديني

الأديان السماوية هي الدليل والمُرشد الذي يضمن للإنسان سلامة النفس والخلق، فعند غياب هذا الوازع تصبح النفس غير مستقرة، قابلة لاستقبال أي أهواء غريبة تعمل على انتزاع الفضائل وتزرع بدلًا منها الرذائل وقبيح الخلق.

2- تزعزع القيم الأسرية

الأسرة هي السبيل الأول لحماية المجتمع من الظواهر التي تجعل من جسده واهن ومتضرر، لكن عند غياب تلك القيم من النصح والإرشادي والتربية السليمة يبدأ أبناء تلك الأسرة في الانحراف الذي يجعل الفساد الأخلاقي هو الصفة الأولى التي يكتسبوها عند خروجهم للعالم دون تعزيز الأسرة لهم بالفضائل والخلق الحميد.

3- عدم الرقابة

تتمثل الرقابة في رقابة الأسرة والمجتمع والدولة، عندما تغيب الرقابة من مجتمع ينتشر فيه الفساد بشتى أنواعه متضمنًا الفساد الأخلاقي، فلا يمكن حماية مجتمع من أثر الفساد الأخلاقي عندما يكون هذا المجتمع هو المُهمل الأول.

4- البيئة المحيطة

يعيش الفرد في وسط تفاعلي يكتسب منه المبادئ والقيم المختلفة، فعند فساد البيئة يفسد الفرد وبالتبعية يفسد المجتمع، الفساد الأخلاقي هو السمة الأولى للمجتمعات المريضة لهذا يجب أن ينأى الفرد بنفسه عن كل ما هو مسمم لنفسه وخلقه.

5- نماذج القدوة السيئة

الاقتداء هو النشاط الإنساني الأخطر على مدار العصور، ينشأ الاقتداء من التقليد، تقليد ما يقوم به القدوة من أفعال ومبادئ يتبانها ووسائل وسبل يخطوها، لكن مع انتشار النماذج السيئة من القدوة في الأسرة أو الفن يزيد من نسبة الفساد الأخلاقي خاصةً عند الشباب ذو السن الصغير.

6- انتشار المفاهيم الخاطئة

يمكن للمفاهيم الخاطئة أن تساهم بشكل رئيسي في الفساد الأخلاقي، الفساد منبته هو المبدأ الفاسد، الذي بدوره ينشأ من فكر مسمم بمفاهيم خاطئة، وهذا يضع الإنسان في موضوع المسؤولية حيث يجب تحري الدقة في كل ما نعتنقه من أفكار ومبادئ.

7- التدهور الاقتصادي

الظروف المعيشية الصعبة قد تجعل الإنسان يلجأ لطرق ملتوية في تحصيل المال ورزق يومه؛ مما يضعه في موقف يقوم فيه باختيار التخلي عن القيم والمبادئ في سبيل تحصيل الفائدة والربح المطلوب.

8- انعدام القيم والمبادئ

المبادئ الصحيحة والقيم السليمة هي حائط الصد الأول أمام انتشار المفاهيم الخاطئة، ولكن عند انعدام تلك المبادئ داخل الفرد وغيابها عن مجتمعها، يصبح التحول للفساد الأخلاقي أمر سهل يمكن أن يحدث بسرعة البرق.

9- انتشار الجهل

العلم والثقافة من الأمور التي تحصن عقل الإنسان وتجعله مُدرك لضرورة حفاظه على طبيعته البشرية التي تريد أن تبعد بنفسها عن دناسة الفساد الأخلاقي، ولكن مع غيات تلك القيمة التي هي الثقافة ينتشر الجهل تاركًا الإنسان في ظلام شهواته دون حماية، فيسير هائمًا في طريق الفساد الأخلاقي.

اقرأ أيضًا: أهمية الحياء في حياة الفرد والمجتمع

علاج الفساد الأخلاقي

الفساد الأخلاقي وأثره على المجتمع يمكن علاجه عن طريق الالتزام ببعض الوسائل، التي بدورها تعمل على تقويم الفرد والجماعة؛ مما يسبب حالة من التوازن وعودة الأنفس لفطرتها وطبائعها السليمة.

1- استرجاع القيم المجتمعية

نشر الوعي الكافي عن القيم المجتمعية السليمة مثل التكاتف، والصلاح، والالتزام تجعل الفساد الأخلاقي في الزاوية، غير قادر على الانتشار بين أفراد المجتمع الواحد، يمكن نشر هذا الوعي عن طريق المناهج الدراسية أو عن طريق الأعلام ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

2- حماية الأسرة

عمل مشروعات هدفها هو توحيد الأسرة وعلاجها من أزماتها عن طريق عمر دورات تدريبية، وفتح مجال الاستشارات النفسية يجعل الأسرة قادرة على القيام بدورها دون تقصير بتفرغ تام؛ لمراقبة الأبناء بشكل صحي يجعلهم قادرين على مراقبة تطورهم الأخلاقي وزرع مبادئ الخلق جيد بعقولهم.

3- التوعية لأهمية دور الرقابة

يجب أن تعلم الدولة ومؤسساتها دور الرقابة الهامة في الحد من انتشار المشاكل في المجتمع مثل الفساد الأخلاقي، ويمكن توعية المجتمع أيضًا بدوره الرقابي المتمثل في النصح والتصدي لمظاهر العنف الفكري التي تصيب أفراده، يمكن نشر تلك التوعية عن طريق الحملات الإعلانية أو المواد السينمائية.

4- تحسين البيئة

بيئة الفرد هي الأساس لكل ما يكتسبه، لذا يجب تنقيتها من كل ما يشوبها قدر الإمكان عن طريق التخلص من الخارجين عن القانون بتعرضهم للعقوبات المناسبة لجرمهم، مما يجعل الأفراد مبتعدين عن تلك البيئات خشية أن تصيبهم نفس العقوبة.

5- نشر المفاهيم الصحيحة

عند ظهور أي مفهوم خاطئ يجب لتصدي له عن طريق نشر المفهوم الصحيح المقابل له، عن طريق المناهج المدرسية أو الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي، فالمفاهيم الصحيحة هي الوسيلة التي تحد من فساد الخلق.

6- زيادة معدل الثقافة

تحسين جودة التعليم وتحسين المناهج التعليمية يجعل سبل الحصول على الثقافة بسيطة وسهلة الوصول لها؛ مما يحد من انتشار الجهل وبالتبعية يحد هذا من انتشار الفساد الأخلاقي وأثره على المجتمع.

7- الضمان الاجتماعي

عند تزويد أفراد المجتمع بالبدائل التي تساعدهم على التصدي لظروف المعيشة الصعبة، يصبح التفكير في طرق ملتوية لربح بسيط يكاد يكون معدوم، وهذا هو القضاء المباشر على أحد الأسباب التي تساهم في انتشار الفساد الأخلاقي وأثره على المجتمع.

اقرأ أيضًا: أهمية الوقت في حياة الفرد والمجتمع

8- القوانين الرادعة

سن القوانين التي تعاقب كل من هو فاسد الأخلاق نتيجة قيامه بعمل منافي لقانون أو القيم المجتمعية يزرع شيء من الخوف بتلك الأنفس، مما يجعل أثر الفساد الأخلاقي على المجتمع أقل مما يجعل الدولة ومؤسساتها قادرة على السيطرة عليه.

الفساد الأخلاقي وأثره على المجتمع يمكن تفاديه بالتكاتف بين أفراد المجتمع الواحد عن طريق العلم بماهيته الحقيقية ومعرفة طرق التصدي له.